ما المقصود بـ«حاضري المسجد الحرام» في القرآن الكريم؟

أوضحت دار الإفتاء المصرية المقصود بعبارة «حاضري المسجد الحرام» الواردة في القرآن الكريم، وذلك ردًّا على سؤال ورد إليها حول حكم الإحرام بالعمرة في أشهر الحج لمن يسكن مكة المكرمة وينوي الحج في نفس العام.
ماذا يعني مصطلح «حاضري المسجد الحرام»؟
استندت الفتوى إلى قول الله تعالى:﴿فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ [البقرة: 196].
وأوضحت دار الإفتاء أن العلماء اختلفوا في تفسير المراد بـ«حاضري المسجد الحرام»، إلا أنهم اتفقوا على أن أهل مكة المكرمة يندرجون تحت هذا الوصف باتفاق الفقهاء، كما نقل ذلك الإمام الطبري في تفسيره جامع البيان.
أقوال الفقهاء
بحسب الفتوى، تباينت آراء الفقهاء حول مدى شمولية المصطلح:
رأي الحسن وطاووس ونافع وعبد الرحمن الأعرج: حصروا الوصف في أهل مكة فقط.
رأي عطاء ومكحول والحنفية: وسعوه ليشمل كل من كان يسكن داخل المواقيت وحتى مكة.
المالكية: أضافوا إلى أهل مكة سكان منطقة ذي طوى.
الشافعية والحنابلة: رأوا أن «حاضري المسجد الحرام» هم أهل الحرم وكل من يقيم بالقرب منه دون مسافة قصر (أي حوالي 80 كيلو مترًا تقريبًا).
الحكم الشرعي
بناءً على هذه التفسيرات، أكدت دار الإفتاء أن من يسكن مكة المكرمة يُعتبر من «حاضري المسجد الحرام» بلا خلاف، وبالتالي، لا يجب عليه دم التمتع إذا اعتمر في أشهر الحج ثم حج في نفس العام.
وأضافت أنه لا حرج شرعًا في أن يحرم بالعمرة من ميقات أهل المدينة (آبار علي)، ثم يعود إلى مكة ويحرم منها للحج دون أن يُلزَم بهدي أو صيام، وهو ما ينطبق على السائل المذكور، أما من يسكن خارج حدود الحرم بمسافة سفر القصر، فيلزمه دم التمتع إن جمع بين العمرة والحج.
واختتمت دار الإفتاء فتواها بالتأكيد على أن حكم التمتع خاص بمن لم يكن من أهل مكة أو حاضري المسجد الحرام، أما المكي ومن في حكمه فلا يلزمه الهدي في حال التمتع، دعمًا للتيسير الذي جاءت به الشريعة الإسلامية.