المشروب المفضل لدي المصريين
تعرّف على فوائد وأضرار الشاي

الشاي من أكثر المشروبات استهلاكًا بعد اللبن والماء، بل يفوق استهلاك اللبن في مصر وأول من زرع واستخدم الشاي هم الصينيون، ثم انتشر بعد ذلك في اليابان والهند وسيلان ثم في الدول العربية وبريطانيا وباقي دول أوروبا.
أكدت الدكتورة داليا محمد عبدالله حسن، الباحثة بقسم الأغذية الخاصة والتغذية - معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، أن الشاي من أكثر المشروبات استهلاكًا في مصر، ومع ذلك فقلما تتبع الطريقة الصحيحة في إعداده، ويرجع السبب في ذلك إلى اختلاف الأذواق وطريقة الإعداد من أسرة لأسرة، بل من فرد لآخر، حيث يفضل البعض الشاي خفيفًا قليل التانينات والمرارة، والبعض الآخر يفضله ثقيلًا قوى الاستخلاص والنكهة، أما أهل الريف فيفضلونه مغليًا مرًا أسود اللون.
وأوضحت، أن صفات فنجان الشاي الجيد أن يكون الناتج عنه استخلاص أكبر كمية ممكنة من الكافيين والزيوت الطيارة المنعشة وأقل كمية من حمض التانيك أو التانينات التي تُكسبه الطعم المر واللون الأسود،ـ وأن يكون رائقًا لا تغطى سطحه طبقة عكرة، ولونه أحمر نحاسي زاهيًا أو لون الكهرمان، وذلك بالنسبة للشاي الأسود.. أما الشاي الأخضر وشاي أولونج فيتميزان بلون أصفر فاتح مخضر، وأن تكون نكهة الشاي المميزة ظاهرة منعشة وطعمه يميل للمرارة الخفيفة جدًا.
ولتقديم فنجان شاي جيد الإعداد يجب أن تملأ الغلاية النظيفة المخصصة للشاي بماء حديث السحب من الصنبور، وترفع على النار حتى يبدأ الغليان بقوة، ويجب عدم ترك الماء يغلى طويلًا قبل صبه على أوراق الشاي لأنه يفقد كثيرًا من الغازات الذائبة فيه التي تكسب الشاي لونًا وطعمًا جيدًا مستحبًا.
وتوضع أوراق الشاي الجافة في الأبريق و يصب الماء المغلي مباشرة على الشاي، يقلب بالملعقة ويترك الأبريق من ثلاث إلي خمس دقائق حتى يستخلص معظم الكافيين والزيوت العطرية وجزء من التانينات فيكتسب نكهة جيدة ولونًا أحمر نحاسيًا شفافًا.
ويقدم ساخنًا تمامًا ويقدم معه السكر أو السكر واللبن منفصلين، ولا يقدم الشاي محلى بالسكر ويجب أن يترك لكل فرد تحلية فنجانه أو كوبه حسب مذاقه الخاص.
وتختلف جودة اوراق الشاي تبعا لمصدره وعمر الشجيرة وحجم الاوراق والجزء من النبات الذي اخذت منه الاوراق ،وطريقة تجهيزه فالشاي الاسود وهو الشائع الاستهلاك والمفضل عند غالبية الناس حيث تجري عملية تخمر للأوراق فتحدث اكسدة للفينولات ،فيتحول لونها للأسود وأوراقه من افضل الاوراق نكهة ،لانها تتميز بارتفاع نسبة الفينولات، وعلي انزيم بوليفينول أوكسيديز الذي يحتوي علي عنصر النحاس، وهذا يكسب الشاي اللون النحاسي الجيد.
والشاي الأخضر تعرض أوراقة بعد القطف مباشرة للبخار لإيقاف عملية التخمر وبذلك تحتفظ الأوراق بلونها الاخضر ،وهو يختلف في نكهته عن الشاي الاسود،ويميل طعمه للمرارة.وتشتهر الصين واليابان بصناعته وهو فاتح اللون وقليل التانينات وضعيف النكهة وهو اقل استعمالا من الشاي الاسود.
اما شاي أولونج هذا النوع من الشاي يجمع بين صفات الشاي الاسود والاخضر وتخمر فيه الاوراق تخمير جزئي حيث يتعرض لعملية اكسده خفيفة وليست اكسدة كاملة كما في الشاي الاسود، ويميل للمرارة الخفيفة ونكهته اقل جودة من الشاي الاسود ولذلك فهو اقل استعمالا ايضا.
ويحتوي كل من الشاي الأخضر والأسود على الكافيين (Caffeine) الذي يعمل على تحفيز الجهاز العصبي كما أنه يساعد على اطلاق الناقلات العصبيه المعززه للمزاج مثل الدوبامين والسيروتونين ونتيجه لذلك يمكن للكافيين تعزيز اليقظة والمزاج وقت رد الفعل والتذكر على المدى القصير، كما أنه منشط للقلب ويساعد في عملية الهضم.
وقد كشفت دراسة صينية حديثة أن شرب الشاي ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع قد يقلل من خطر الوفاه بأمراض القلب والأوعية الدموية ويساعد على التمتع بحياة أفضل وأكثر صحة.
ومن فوائد الشاي أيضًا هو شراب منعش ينشط الجهاز الهضمي ويساعد في عمليه الإخراج ويعمل كمدر خفيف للبول.
ومادة الكافيين بالشاي تنشط القلب وتنبه الجهاز العصبي وتجعل الذهن أكثر حيوية.
والشاي الخفيف يساعد في هضم الطعام وخاصة المواد الدهنية، ويفيد في بعض حالات الإسهال ويمنع الجفاف.
كما يفيد في حالات تصلب الشرايين، كما يفيد النعناع في علاج بعض حالات المغص.
ويفضل تناول الشاي بعد الأكل بساعتين حتي لا يؤثر علي امتصاص العناصر الغذائية مثل الحديد.
إضافة اللبن للشاي يقلل من ضرره وخاصة الشاي الثقيل، وذلك لأن اللبن يكون مع مادةه التانينات مركبًا غير قابل للذوبان فيترسب معطيًا اللون المعروف للشاي باللبن( البيج).
أما إضافة الليمون للشاي، الليمون حامض يزيد التانينات ويجعل الشاي رائقًا شفافًا وأقل ضررًا، ويفيد في حالات البرد، وكنوع من الغرغرة للزور المحتقن، وفي بعض حالات الإسهال.
وأضافت أن هناك بعض الحالات التي ينصح فيها بعدم شرب الشاي كحالات قرحه المعده وزيادة الحموضة في المعدة لما يسببه من آلام وخاصة الشاي الثقيل.
ويمنع الأطفال من شرب الشاي في المساء، حتى لا ينبه جهازهم العصبي ويعرضهم للتوتر والقلق، وحتى لا يكون بديلًا للبن الضروري لنموهم السليم.
كما يمتنع عن شرب الشاي في المساء، الأشخاص المعرضين للإصابه بالأرق والتوتر خصوصًا إذا كان بدون لبن.
والشاي الثقيل يعمل على زيادة ضربات القلب والتوتر العصبي وارتفاع ضغط الدم ويؤخر هضم المواد النشوية.
والإكثار من شرب الشاي كعامل مساعد في عملية الهضم بعد تناول الطعام، يعطي فرصة للتانينات ان تتحد بأملاح الحديد في الغذاء وتحرم الجسم منه مما يعرض الإنسان الإصابة بالانيميا.
وأضافت، أن الإسراف في تناول الشاي المغلي يسبب زيادة حمض البوليك الذي يساعد في تكوين الحصوات عند البعض.
ويفضل عدم إعادة غلي أوراق الشاي وشربها مرة ثانية، كما يفعل البعض، لإنه عند غليها مرة ثانية يكون الشاي الناتج ضعيف النكهة أسود اللون بسبب طول مدة الغليان، ولذا فهو ضار وعديم الفائدة ولا طعم له.
وعمومًا لا يفضل شرب الشاي مساءً لما له من خاصية إدرار البول مما يجعل الشخص قد يشعر بالعطش نتيجة لفقد الماء بسرعة وذهابه إلى الحمام للتبول مرات عدة أثناء الليل.