الدراجات البخارية تهدد أرواح أهالي دمياط
تشهد مدينة فارسكور وعدد من مدن وقرى محافظة دمياط انتشارًا واسعًا للدراجات البخارية، مما تسبب في حالة من الاستياء بين المواطنين، خاصةً بسبب السلوكيات المتهورة لبعض قائدي هذه الدراجات من فئة الشباب، الذين غالبًا لا تتجاوز أعمارهم العشرين عامًا.
وتحولت الظاهرة إلى مصدر قلق دائم، مع تزايد الحوادث الناتجة عن الحركات البهلوانية والقيادة الجنونية في الطرق العامة خلال المناسبات وأوقات الفراغ.
وتصاعدت معاناة الأهالي بسبب سباقات الدراجات التي ينظمها بعض الشباب في ساعات متأخرة من الليل، مما يسبب إزعاجًا شديدًا للسكان، كما يقود كثيرون دراجاتهم بسرعات مفرطة وسط الزحام، معرضين حياة المارة للخطر.
يقول عادل غالي، أحد سكان فارسكور، إن الدراجات البخارية سلاح ذو حدين، فهي وسيلة نقل سريعة، لكنها أصبحت في أحيان كثيرة وسيلة لارتكاب جرائم كالسرقة وخطف الحقائب.
وأكد أهمية تشديد تطبيق قانون المرور لمنع الدراجات ذات الأصوات العالية والمخالفة.
من جانبها، أشارت هناء إبراهيم، ربة منزل، إلى تكرار الحوادث المميتة والإصابات الخطيرة بسبب القيادة المتهورة، مطالبة بفرض رقابة صارمة على بيع الدراجات، وربط الحصول عليها بامتلاك رخصة قيادة مسبقة وتلقي تدريب كافٍ.
أما محمد الشربيني، نجار مسلح، فأعرب عن قلقه من المشاهد اليومية التي يعيشها الأهالي، بين "تفحيط" في الأفراح وسباقات منتصف الليل، مشيرًا إلى أن الدراجات تحولت من وسيلة نقل إلى مصدر خطر حقيقي يهدد الأرواح.
وأبدى سالم الخميسي، عامل، استياءه من قيادة بعض الشباب لدراجاتهم فوق الأرصفة وبسرعة جنونية وسط الشوارع، معتبرًا أنها تحولت إلى أداة للسرقة والتحرش، بسبب سهولة الهروب بها.
أما تغريد موسى، ربة منزل، فتسرد معاناتها قائلة: "يومياً نسمع عن شباب تحطمت عظامهم أو فقدوا حياتهم بسبب هذه الدراجات، فهل أصبحت حياتهم ثمناً رخيصًا للمتعة؟" وتساءلت بمرارة عن أسباب بيع الدراجات لمن لا يمتلك رخصة قيادة وعدم اختبار السائقين قبل السماح لهم بالانطلاق.
من جانبها، لا تقف الأجهزة المرورية مكتوفة الأيدي، حيث تكثف الحملات لضبط الدراجات المخالفة، وتفرض الغرامات وتُصادر المركبات التي تقاد بدون تراخيص، في محاولة للحد من هذه الظاهرة التي تهدد السلامة العامة.
ورغم هذه الجهود، يطالب الأهالي بإجراءات أكثر حزمًا، مثل فرض ضوابط صارمة على بيع الدراجات، وإلزام السائقين بالحصول على رخص قيادة بعد اجتياز اختبارات عملية تضمن قيادتهم الآمنة.
كما أكدوا أهمية تكثيف حملات التوعية بين الشباب لترسيخ ثقافة القيادة المسؤولة.