بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

دراسة تكشف علاقة تربية القطط بالإنسان القديم في مصر

تربية القطط
تربية القطط

العلاقة بين البشر والقطط .. لطالما اعتُبرت مصر القديمة موطن الحضارة الإنسانية ومهد تربية القطط، حيث عاش البشر والقطط جنبًا إلى جنب في حياة غنية بالطقوس الدينية والتقاليد. 

ورغم العثور على بقايا قطط محنطة وتماثيل الإلهة باستيت، ظلت تفاصيل اللحظة التي تحولت فيها القطط إلى رفقاء للإنسان غامضة لسنوات طويلة.

قبرص خارج الصورة وأضواء جديدة على مصر

وبحسب صحيفة “انبيدنت” البريطانية، في عام 2001 اكتشف علماء آثار قبرًا عمره 9500 عام في جزيرة قبرص يضم بقايا إنسان وقطة مما قاد إلى الاعتقاد بأن تدجين القطط بدأ هناك. ومع ذلك كشفت دراستان حديثتان لم تُراجع نتائجهما بعد أن القط في قبرص كان قطًا بريًا أوروبيًا وليس قطة منزلية. هذا الاكتشاف أعاد التركيز مرة أخرى إلى مصر باعتبارها الموقع الأكثر احتمالًا لبداية العلاقة بين القطط والإنسان قبل حوالي 3 آلاف عام.

الطقوس الدينية بوابة تربية القطط 

وفقًا للباحثين لعبت الطقوس الدينية دورًا محوريًا في تدجين القطط حيث تم التضحية بالقطط البرية كقرابين للإلهة باستيت التي تحولت صورتها مع مرور الزمن من رأس أسد إلى رأس قطة. صاحبت هذه التغيرات ظهور ممارسة تحنيط ملايين القطط التي كانت تربى خصيصًا لهذه الأغراض الدينية مما خلق بيئة سمحت بنشوء علاقة وثيقة بين البشر وهذه الحيوانات.

الزراعة والقوارض عاملان محفزان للعلاقة

كانت المعابد المخصصة لعبادة باستيت تقع بجوار الأراضي الزراعية القديمة التي كانت تعج بالقوارض ما وفر بيئة طبيعية للقطط البرية للعيش بالقرب من الإنسان. 

ويعتقد العلماء أن هذه القرب البيئي والدور الإلهي المكتسب للقطط ساهما في تسريع تدجينها وتحويلها إلى جزء لا يتجزأ من حياة المصريين القدماء.

التربية وعلاقتها بالعبادة ظاهرة متكررة

أشارت دراسات سابقة إلى أن انتشار بعض الحيوانات الأخرى كان أيضًا مرتبطًا بالعبادات الدينية مثل انتشار الغزلان البور مع عبادة أرتميس وانتشار الدجاج مع عبادة ميثرا. وبنفس الطريقة يبدو أن عبادة باستيت ساهمت بقوة في ترسيخ مكانة القطط كحيوانات أليفة.

دعوة لمزيد من البحث

خلص العلماء إلى أن تربية القطط كان عملية أكثر تعقيدًا مما كان يعتقد سابقًا وشملت مناطق متعددة في شمال إفريقيا. 

ودعوا إلى إجراء المزيد من الدراسات لتحديد المصادر الأصلية للقطط المنزلية الحديثة بدقة أكبر في ضوء هذا الفهم الجديد لمسار تدجينها.