دراسة تكشف علاقة: بكتيريا السلطة بسرطان القولون
سرطان القولون .. في تطور صحي يثير القلق، دقّ مسؤولو الصحة في بريطانيا ناقوس الخطر بشأن زيادة لافتة في حالات الإصابة بسلالة نادرة وخطيرة من بكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli) تُعرف باسم "STEC غير O157"، والتي ترتبط مباشرة بظهور سرطان القولون، خاصة لدى الشباب.
وتتمثل مصادر العدوى الرئيسية في الأطعمة الجاهزة مثل السلطات المعدة مسبقًا، الفواكه المقطعة، واللحوم غير المطهية جيدًا.
ارتفاع حاد ومقلق في عدد الإصابات
تشير أحدث بيانات وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة إلى قفزة كبيرة في عدد حالات الإصابة بهذه السلالة بين عامي 2016 و2023، حيث ارتفعت من 297 حالة إلى 2341 حالة سنويًا. وعلى مدار سبع سنوات، أُصيب أكثر من 9 آلاف شخص، نُقل منهم 840 إلى المستشفى، بينما عانى 173 من متلازمة انحلال الدم اليوريمي، وهي حالة خطيرة قد تسبب الفشل الكلوي.
سلطة اليوم... قد تكون خطرة
السلطات والخضروات الورقية، وعلى رأسها الخس، تُعد من أكثر الأطعمة عرضة لحمل البكتيريا بسبب قوامها المسامي وقدرتها على الاحتفاظ بالجراثيم داخل الأوراق. ومع أن غسلها قبل التناول خطوة ضرورية، إلا أن الدراسات تشير إلى أن هذه البكتيريا قد تكون محصنة نسبيًا ضد التنظيف البسيط.
رابط غير متوقع مع السرطان
في تطور صادم، توصلت دراسة أمريكية حديثة إلى وجود علاقة وثيقة بين بعض سلالات الإشريكية القولونية، خاصة تلك التي تنتج سُم "الكوليباكتين"، وبين ظهور أورام القولون لدى المرضى الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا. وقد وجد الباحثون هذا السم في أورام تم تحليلها في 11 دولة، ورجحوا أن حالات السرطان المرتبطة به أكثر شيوعًا بثلاثة أضعاف بين المرضى الشباب مقارنةً بكبار السن.
مخاوف من مستقبل الصحة العامة
برغم أن تحسين أدوات التشخيص قد يفسر جزئيًا زيادة الحالات، إلا أن الخبراء يحذرون من أن البيانات تعكس عبئًا صحيًا حقيقيًا متصاعدًا. ومع تسجيل ما يزيد عن 44 ألف حالة إصابة بسرطان القولون في المملكة المتحدة سنويًا، و142 ألفًا في الولايات المتحدة، فإن ظهور هذا العامل الجرثومي الجديد يعيد رسم خريطة أولويات الوقاية والعلاج.
دعوات لإجراء مزيد من الأبحاث
أوصى العلماء بإجراء دراسات طويلة الأمد تتابع الأطفال منذ مراحل النمو الأولى، لتحديد ما إذا كان التعرض المبكر لهذا السم يؤدي فعلاً إلى الإصابة بالسرطان، أم أن وجوده في الأورام مجرد نتيجة جانبية. كما أن فهم آلية انتشار هذه السلالات البكتيرية يُعد خطوة حاسمة في المعركة ضد سرطان القولون.
الوقاية خير من العلاج
ينصح الأطباء بتوخي الحذر عند تناول الأطعمة الجاهزة، والتأكد من غسل الخضروات جيدًا، وطهي اللحوم بشكل كافٍ، وتجنب استهلاك المنتجات المشكوك في مصدرها. أما في حال ظهور أعراض مثل الإسهال المتكرر، وجود دم في البراز، ألم البطن، أو فقدان الوزن غير المبرر، فمن الضروري مراجعة الطبيب فورًا.