بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة البابا فرانسيس وتحقيق وصيته الأخيرة

البابا فرانسيس
البابا فرانسيس

في صباح يوم الإثنين الماضي، رحل البابا فرانسيس بهدوء في مقر إقامته بكازا سانتا مارتا، حيث اختار أن يقضي لحظاته الأخيرة بعيداً عن أسرة المستشفيات وأجهزة العناية الفائقة. 

وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أكد الجراح سيرجيو ألفيري، الذي رافق البابا في محطاته الطبية الأكثر حساسية، أن البابا لم يعانِ، بل توفي في سلام، وبين أحبائه. كانت عيون البابا مفتوحة، لكنه في غيبوبة تامة لم يستجب خلالها لأي محفزات، حتى المؤلمة منها.

"أريد أن أموت في بيتي"

هذا ما كان يردده البابا مراراً، وكرره أمام فريقه الطبي خلال إقامته في مستشفى جيميلي.

وفهم الطبيب ألفيري، الذي أجرى له عمليتين جراحيتين في 2021 و2023، رغبة البابا في أن تكون نهايته طبيعية، بعيداً عن أجهزة التنفس الاصطناعي لذلك، ومع تدهور حالته فجراً، تم اتخاذ القرار الصعب بعدم نقله، خشية أن يموت أثناء الطريق. وفي الساعة 7:35 صباحاً، لفظ البابا أنفاسه الأخيرة.

الوداع الأخير.. والمسبحة بين يديه

في تلك الساعات، تجمّع المقربون من البابا، بينهم الممرض الشخصي ماسيميليانو سترابيتي، والجراح ألفيري، والكاردينال بارولين الذي قادهم في صلاة المسبحة الوردية. في صمت يعجّ بالرهبة، أُسدلت الستارة على حياة روحية قاد فيها البابا فرانسيس الكنيسة الكاثوليكية بروح المحبة والرحمة والاتزان.

رغباته الأخيرة: بين الإيمان والحياة

لم يكن رحيل البابا مجرد لحظة بيولوجية، بل فصل أخير في قصة رجل عاش بإيمان صادق. من بين وصاياه الأخيرة، رغبته في "الاعتناء بالأجنة المهجورة"، إذ كان يرى فيها حياة تستحق الحماية، لا أن تُستغل في المختبرات. 

وقالها بوضوح: "هذه حياة، ولا يمكننا استخدامها للتجارب أو أن نتركها تُهدر".

الدكتور ألفيري تعهد بتحقيق هذه الأمنية، عبر التنسيق مع وزارة الصحة الإيطالية لإطلاق مبادرات تبنٍّ خاصة بهذه الأجنة.

رحلة أخيرة بين الناس

حتى في أيامه الأخيرة، لم يبتعد البابا عن الناس، وفي أحد أبرز مشاهد وداعه، طلب أن يحيّي الجمهور في ساحة القديس بطرس من سيارته البابوية يوم الأحد. 

وقال لممرضته: "هل تعتقدين أنني سأتمكن من القيام بذلك؟"، وأجابته بابتسامة، وكان له ما أراد. لوّح للأطفال وبارك الحشود، وقال بعدها: "شكرًا لإعادتي إلى الساحة".

منذ إعلان الوفاة، تدفق أكثر من 50 ألف شخص إلى كاتدرائية القديس بطرس لتوديع الجسد المسجى في نعش مفتوح. 

وانحنت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، وأعضاء من البرلمان، وشخصيات دينية وسياسية، احترامًا لرجل كسر الحواجز وتحدث إلى القلوب.

في حياته، دعا البابا فرانسيس إلى التواضع، وفي رحيله، اختار بساطة النعش الخشبي والمسبحة التي رافقته حتى النهاية، ليبقى ذكره خالداً كراعٍ محبٍّ في قلوب الملايين.