بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

رسالة حب

لن ترتاح يا «كوهين» 2

تهللت أسارير الإعلامى والباحث الصهيونى إيدى كوهين عندما شاهد مغنياً مصرياً ساقطاً يرتدى بدلة رقص لا يرتديها إلا النساء ويرقص فى حفل ماجن فى الولايات المتحدة الأمريكية.. وجد كوهين فى هذا الحدث ضالته خاصة أن هذا المغنى الساقط رفع علم مصر وهو يرقص رقصته الماجنة.. ونشر كوهين كلمات خبيثة أراد بها أن يعمم هذا الفعل الذى ارتكبه هذا المغنى على جيل بأكمله.. مارس كوهين هوايته بكل خبث وحاول النيل من جيل طاهر نقى يعتز بهويته ويكتب كل يوم قصة نجاح.. جيل سنتحدث عنه باستفاضة فى هذه السلسلة حتى يعرف ذلك الصهيونى أن التعميم الذى ذهب إليه لا وجود له إلا فى خياله المريض، وأن ما يتحدث عنه.. مجرد أضغاث أحلام.
قال كوهين وهو فى حالة من النشوة والفرح تعقيباً على المشهد الذى ظهر به ذلك المغنى الساقط: «أرتاح عندما أرى الجيل المصرى الجديد».. لقد كتب ذلك على صورة ومقطع فيديو نشره للمغنى الساقط وهو يرتدى بدلة الرقص، ولم يتوقف كوهين عند هذا الحد.. بل أتبع ذلك بمنشور آخر على صورة للمغنى الساقط أيضاً، كتب فيه: «أيوه ارقصى يا....» وذكر اسم المغنى الذى حذفته حفاظاً على الذوق العام.. وأضاف كوهين قائلاً: أعشق هذا الجيل».
ولـ«كوهين» أقول.. إن ما فعله هذا الساقط هو سلوك فردى، وأنه ومن على شاكلته مجرد شراذم متناثرة سرعان ما تتلاشى.. أما الذى يبقى فهم أبناء هذا الوطن جيلاً بعد جيل يرفعون الراية خفاقة يحفظون للوطن حدوده ويصونون كرامته.. بالعلم والإيمان يحققون الأمجاد فى كل مكان سواء فى الداخل أو الخارج.
أما الشراذم ومنهم هذا المغنى الساقط فإننى أقول لـ«كوهين» إن هذا أمر موجود فى كل دول العالم.. وموجود عندكم بما لا يمثل جيلاً بل أجيالاً متعاقبة.. وهذا الأمر ليس بجديد علينا..
ففى القرن الثامن عشر فى عهد مؤسس مصر الحديثة محمد على باشا ظهرت شراذم من هذا النوع وكان يطلق عليهم أوصاف معروفة أستحيى أن أذكرها هنا.. هؤلاء الشراذم ظهروا عندما تم نفى الراقصات خارج مدينة القاهرة بناءً على ضغط مشايخ الأزهر، وأصدر محمد على باشا قراراً بهذا، وساد تساؤل وقتها إلى أين ستذهب هؤلاء النساء، وكان القرار بسفرهن جميعاً إلى الصعيد ومن تظل فى القاهرة يتم رميها فى النيل.. وصارت القاهرة بلا راقصات ولذلك ظهر هؤلاء الشراذم وهم يؤدون رقصات مرتدين ملابس نسائية.
كان هؤلاء الشراذم يقلدون «الغوازى» فى رقصاتهم، ويرتدون ملابس تجمع بين الطابعين الذكورى والأنثوى.
لكن ماذا حدث بعد ذلك؟ سقط هؤلاء الشراذم فى الوحل وبقيت مصر.. وبقى مؤسس مصر الحديثة.. بقى جيش مصر الذى أسسه محمد على والذى يسبب لكم الرعب ليل نهار.. بقى الأسطول الحربى القوى المسلح بالمدافع.. بقيتْ المعاهد العليا التى كانت منارة وأساس النهضة التعليمية فى مصر.. بقيت النهضة الزراعية والترع والجسور والقناطر.. بقيتْ النهضة الصناعية التى ساهمتْ فى بناء مصر الحديثة.. بقيت النهضة العمرانية شاهدة على حضارة مصر وقدمها.. هذا ما بقى.. وهذا ما حدث عندنا.. أما ما حدث عندكم فقد كان أمراً مختلفاً.. صحيح أنكم كيان مغتصب لا أصل لكم ولا تاريخ.. لكن الحاضر الذى تعيشونه مهدد من الداخل بعد أن أصبح هؤلاء الـ...... لا يمثلون جيلاً واحداً.. بل أجيالاً متعاقبة بعد أن وصل عددهم إلى ما يقرب من 200 ألف.. وهذا ما سنتناوله فى المقال القادم إن شاء الله.