بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

تسلا على مفترق طرق.. نتائج أرباح الربع الأول 2025 تحدد مستقبل الشركة

إيلون ماسك
إيلون ماسك

في مساء حاسم من شهر أبريل 2025، تستعد شركة تسلا Tesla للإفصاح عن نتائج أرباحها للربع الأول من هذا العام، في وقت تواجه فيه الشركة ضغوطًا غير مسبوقة وتحديات تهدد مكانتها في سوق السيارات الكهربائية. وتأتي هذه النتائج وسط ترقب واسع في أوساط المستثمرين ووسائل الإعلام، حيث تكافح الشركة العملاقة لتجاوز سلسلة من العثرات التي عصفت بثقة الأسواق.

أداء متراجع وهزة عنيفة لثقة المستثمرين

منذ بداية العام الجاري، فقدت أسهم تسلا نحو 44% من قيمتها السوقية، ما يجعلها الأسوأ أداءً بين "السبعة العظماء" — مجموعة الشركات التكنولوجية العملاقة التي تضم عمالقة مثل آبل وأمازون ومايكروسوفت. هذا التراجع الحاد لا يرتبط فقط بالأداء المالي، بل يعكس مزيجًا من القلق الاستثماري والتوترات الجيوسياسية، بالإضافة إلى تساؤلات متزايدة حول أولويات الرئيس التنفيذي إيلون ماسك.

فقد أظهرت بيانات الربع الأول تسليمات سيارات دون التوقعات، وهو ما فُسّر على أنه مؤشر على ضعف الطلب. إلى جانب ذلك، لم يُخفِ المستثمرون قلقهم من تشتت تركيز ماسك بين مشاريعه الأخرى مثل "سبيس إكس"، و"دوج كوين"، ومشاركاته السياسية المتزايدة، ما أضعف من زخم القيادة داخل تسلا نفسها.

احتجاجات المستهلكين وتراجع ولاء العلامة التجارية

بحسب المحلل جوش غيلبرت من منصة التداول "إيتورو"، فإن "المستثمرين بدأوا يفقدون صبرهم تجاه تسلا"، مشيرًا إلى احتجاجات ظهرت في صالات العرض، وتراجع في ولاء المستهلكين خاصة في الأسواق الحيوية مثل الصين وأوروبا. وردود الفعل السلبية على أداء السيارات والخدمات اللاحقة للبيع ساهمت كذلك في تفاقم الصورة الذهنية السلبية لدى كثير من المتابعين.

التوقعات المالية: هل تحقق تسلا المفاجأة؟

من المتوقع أن تسجل تسلا أرباحًا للسهم الواحد بقيمة 0.44 دولار، وإيرادات تلامس 21.43 مليار دولار، بحسب تقديرات وول ستريت. وبينما لم تتمكن الشركة من تجاوز التوقعات سوى مرتين فقط خلال آخر ثمانية فصول، فإن هاتين المناسبتين شهدتا قفزات حادة في سعر السهم بنسبة 12% و22% على التوالي — ما يفتح باب الأمل أمام مفاجأة جديدة قد تُعيد بعض الثقة.

ثلاث نقاط مصيرية تترقبها الأسواق

أولاً: التعريفات الجمركية على السيارات

مع اقتراب تطبيق تعريفات جمركية أميركية جديدة بنسبة 25%، تزداد المخاوف حول قدرة تسلا على الحفاظ على تنافسيتها. وعلى الرغم من أن الشركة تنتج جزءًا كبيرًا من سياراتها داخل الولايات المتحدة والصين، فإن احتمال رد فعل انتقامي من الصين يبقى تهديدًا حقيقيًا. ولا يمكن تجاهل أن السوق الصينية شكّلت أكثر من 20% من إيرادات تسلا في 2024، ما يجعل أي توتر تجاري خطرًا مباشرًا على الأرباح.

ثانيًا: دور ماسك السياسي والعملات المشفرة

تورّط ماسك في السياسة ودعمه المعلن للعملات الرقمية مثل "دوج كوين"، إلى جانب قربه من بعض الشخصيات السياسية الأميركية مثل ترامب، يُعد مصدرًا للجدل. البعض يرى أن هذا النفوذ قد يحمي تسلا من قرارات تنظيمية صارمة، لكن هناك من يخشى أن يؤثر هذا الانخراط على صورة تسلا عالميًا، خصوصًا في آسيا حيث يميل المستهلكون للبدائل المحلية مثل BYD.

ثالثًا: النماذج الرخيصة وخارطة الابتكار

ينتظر السوق بترقّب أي إعلان عن النماذج الاقتصادية الجديدة التي وعد بها ماسك، والتي وصفها بأنها "ستغير قواعد اللعبة". ويتساءل المستثمرون عن مدى التقدم المحرز في تكنولوجيا القيادة الذاتية الكاملة FSD وخدمة سيارات الأجرة الروبوتية، والتي تعتبرها الشركة من ركائز نموها المستقبلي.

كلمة الفصل الليلة

مع كل هذه التحديات، يقول غيلبرت: "يحتاج ماسك إلى استحضار سحره المعتاد والارتقاء إلى مستوى التحدي. لقد نجح في ذلك سابقًا، لكن هذه المرة يبدو أن الرهانات أكبر". ومع إعلان الأرباح المرتقب الليلة، سيكون من الواضح ما إذا كانت تسلا على أعتاب انتعاشة جديدة — أم أن عام 2025 سيواصل طريقه كأحد أكثر الأعوام إحباطًا في تاريخ الشركة.