"يا غايب".. ردود الفعل الأولية حول الفيلم الوثائقي لفضل شاكر

عُرضت مساء أمس حلقتان من الفيلم الوثائقي “يا غايب” الذي يسلط الضوء عن جوانب الحياة الاجتماعية والفنية للفنان فضل شاكر، خصوصًا في المراحل الخطرة التي مر بها بدايةً من عام 2011.
غلب الطابع الإنساني على أول حلقتين من “يا غايب” وتباين ردود الفعل تجاهه، منهم من رأى أنه من الضروري الكشف عن الجانب الآخر من القضية، بعد أن رأينا فضل شاكر حبيس مرحلة لا تشبهه، وآخرون رفضوا ذلك النوع من الأفلام القائمة على التعاطف وتقبل الظالم على أنه مظلوم.
أبطال فيلم “يا غايب” الذين جسدوا المراحل العمرية لفضل شاكر
يأتي الفيلم الوثائقي “يا غايب”، بأحداث حياة فضل شاكر من الطفولة مرورًا بالمراهقة وصولًا إلى مرحلة النضوج والنجومية والشهرة الواسعة والنجاح الكبير بين نجوم الغناء العربي.
تروي الحلقات الأحداث الحياتية لفضل شاكر بأسلوب يجمع بين الدراما والسرد الواقعي، حيث تبدأ الحلقة الأولى مع الصحفية “ستيفاني عطا الله” التي تدخل عالمه لتبحث في دفاتر ماضيه بين الطفولة والنجومية والمرحلة الأخطر في حياته والاعتزال والرجوع، كلها تسرد عن طريق أبطال المسلسل الذين جسدوا شخصيته في مختلف مراحله العمرية.

يجسد الفنان ريان حمو شخصية فضل شاكر في الطفولة، مع الفنان محمد شبعان والفنانة دارينا الجندي والفنان طلال الجردي.
وفي مرحلة الفن والمراهقة وحب الشهرة يقدمها الفنان عزام الشبعان مع يوسف بولس وربيع أحمر.
ويقدم الفنان عماد عزمي شخصية فضل شاكر في مراحل الغناء والشهرة والنجومية مع ستيفاني عطا الله واكتي يونس وسميرة الاسير وأنيس نصر الدين.
يتم عرض فيلم “ياغايب” على مدار 9 حلقات بمعدل حلقتين في الأسبوع على منصة شاهد الترفيهية، ويعد ظهور مختلف لفضل شاكر بعد عودته للغناء منذ 2018 ليحكي عن مسار حياته الذي تحول للنقيض بداية من 2011.
التطرف والاعتزال والعودة إلى الغناء:
ظهر فضل شاكر في المرحلة الدعائية للفيلم وهو يبكي معبرًا عن ألم ما مر به وتخلي الجميع عنه من ناحية الأقارب والأصدقاء ووصفه “بالموت الحقيقي”، كما يُظهر الفيلم الجانب المظلم من حياة فضل شاكر عند دخوله إلى السجن على خلفية دعمه مجموعات إسلامية متشددة شاركت في معارك ضد الجيش اللبناني.

وحينها أطلق شاكر لحيته ودعا بعد انضمامه لجماعة الأسير إلى الجهاد في سوريا للتصدي لميليشيا حزب الله الداعمة لنظام بشار الأسد السابق هناك، وشارك في اشتباكات ضدهم في لبنان.
السجن لـ22 عامًا والبراء.. لقطات بين الظلام والنور من حياة فضل شاكر
في عام 2020 أصدرت المحكمة العسكرية اللبنانية حكمين بالسجن 22 عامًا مع الأشغال الشاقة، بحق الفنان فضل شاكر، وقررت المحكمة العسكرية الدائمة، برئاسة العميد منير شحادة، إصدار حكمين غيابيين، ضد شاكر، الذي اقترن اسمه بجماعة أحمد الأسير لفترة نسبة إلى الشيخ اللبناني المتشدد أحمد الأسير المسجون حاليًا، والإنفاق على أفرادها وتأمين ثمن أسلحة وذخائر حربية.

ولم تكن تلك المرة الأولى التي يصدر فيها أحكام قضائية ضد فضل شاكر، ففي 2016 حكم عليه بالسجن 5 سنوات، و15 عامًا في 2017 في قضية “أحداث عبرا” بين جماعة الأسير والجيش اللبناني" لكنه حصل على حكم بالبراءة في 2018.
حينما عاد فضل شاكر فنانًا:
قضى فضل في رحلته بين التشدد واعتزال الفن وبين العودة 6 سنوات، ففي 2012 أعلن اعتزاله وأطلق لحيته ودخل في نفق الجماعات التي أوصلته للسجن وتغيير كامل في شخصيته، وفي 2018 أعلن رسميًا عودته للغناء، وأصدر جديده عبر قناته الرسمية على يوتيوب.
عاش فضل شاكر بعد عودته للغناء فترات من الرفض، لكنه استمر في إصداراته الغنائية واستكمال ما أنهاه قبل 13 عامًا، دون حديث إعلامي يكشف فيه عن تلك الفترة الغامضة من حياته التي تحول فيها على النقيض تمامًا من شخصيته، حيث خرج من ثوب النجومية وملك الأغاني الرومانسية والمطرب المحبوب من الملايين في العالم العربي، إلى الانضمام لإحدى الجماعات الإرهابية والسير على نهجهم وطريقتهم.

فيلم “يا غايب” توضيح الموقف أم استعطاف من أجل العودة للنجاح؟
هل سيحمل “يا غايب” شريط حياة فضل شاكر غير المرئي لجمهوره؟ هل سيؤكد به خروجه تمامًا من نفق الجماعات المظلم والعودة إلى الفنان فضل شاكر الاسم الذي يصفق له دومًا محبوه من مختلف الدول العربية؟ هل سيقول فيه ما مُنع الإعلان عنه منذ عودته إلى الغناء، بالتأكيد سنرى المراحل الفيصلية في حياة شاكر داخل الفيلم، السلبي منها قبل الإيجابي، وعلى الجانب الآخر رؤية ما يثلج به جمهوره صدورهم تجاه أسباب التحول السلبي الذي حدث له في السنوات العشر الأخيرة، وبالطبع الأمر يحمل المؤيدين للفيلم الذين يملؤهم الفضول لمعرفة ماذا حدث لفضل شاكر قبل وبعد الاعتزال، والمعارضون الذين يروا انتهاء فضل شاكر إنسانيًا وفنيًا بمجرد انجرافه لعالم الجماعات والإرهاب ولا فرصة ثانيةً له.

وفي النهاية فيلم “يا غايب” ومن خلال الدعاية التي طٌرحت خلال الأيام الماضية، هو حق من حقوق فضل شاكر الإنسانية الذي يضع فيها كامل الأسباب التي وضعته في القائمة السوداء، وتوسلات ومحاولات العودة لاسم فضل شاكر الفني الذي عشقه هو منذ بداياته ونجاحاته المحفورة رغم كل ما حدث، وبدء صفحة جديدة تمحو له كل ما سبق، هل سيتحقق ذلك أم لا؟ تلك الإجابة موجودة في ردود فعل الجمهور بعد عرض الفيلم.