بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

همسة طائرة

المؤتمرات الدولية.. خارطة طريق الطيران المدنى

شارك الدكتور سامح الحفنى وزير الطيران المدنى على رأس وفد رسمي  ضم الطيار عمرو الشرقاوى رئيس سلطة الطيران  المصرى، وعددًا من ممثلى السلطة فعاليات المؤتمر الوزارى رفيع المستوى للإيكاو للتسهيلات ICAO Facilitatio Conference2025)، والذى استضافته دولة قطر بالعاصمة الدوحة إبريل الجارى، تحت رعاية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثانى، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ونظمته الهيئة العامة للطيران المدنى القطرية بالتعاون مع «الإيكاو» وافتتح أعمال المؤتمر الشيخ محمد بن عبدالله بن محمد آل ثانى وزير المواصلات القطرى، بحضور رفيع المستوى شمل أكثر من 120 وزيرًا ورئيس سلطة طيران مدنى من مختلف دول العالم بما فى ذلك سلفاتورى شاكيتانو رئيس «الإيكاو» وخوان كارلوس سالازار، الأمين العام للمنظمة إلى جانب نُخبة من كبار المسئولين والخبراء والقادة فى قطاع الطيران المدنى يمثلون 193 دولة وكذلك ممثلى المنظمات الإقليمية والدولية والقطاع الخاص.

**على جانب آخر شارك وفد من سلطة الطيران المدنى ومصر للطيران للشحن الجوى، ممثلين عن وزارة الطيران  فى فعاليات القمة العالمية الأولى للشحن الجوى، التى نظمتها منظمة الطيران الدولى (ICAO) بمدينة أنطاليا التركية.. وتُعد القمة بمثابة منصة دولية رفيعة المستوى تجمع بين كبار صناع القرار والخبراء وكبرى الشركات العاملة فى الشحن الجوى وإدارة المطارات، حيث تم  التطرق إلى ملف تعزيز النمو المستدام للشحن الجوي والتى ترتكز على التحديات التنظيمية والتشغيلية والأمنية  بالإضافة إلى الفرص الناشئة من تسارع التحول الرقمى وتكامل وسائل النقل ضمن سلاسل الإمداد العالمية.

<< يا سادة.. ما تنتهجه وزارة الطيران المدنى وشركاتها التابعة وهيئاتها  يتماشى والطفرة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التى تنتهجها الدولة المصرية فلا يخفى على أحد ما يقوم به الرئيس السيسى لإحداث طفرة اقتصادية واجتماعية وسياسية فى هذا الوطن الذى عانى كثيرًا طوال سنوات مضت، وفى ظل زيادة سكانية كبيرة تأكل أى تنمية، فعمل على محاور ثابتة وهى عنصر الوقت ومواجهة الإرهاب الأسود والتنمية الشاملة، وما نراه يوميًا من إنجازات سريعة يؤكد نجاح الدولة فى تحقيق معضلة الإدارة بين التنمية المستدامة وحماية الوطن ليس فقط فى الخارج بل أيضًا من الداخل.. إنها فلسفة التهديد التى فهمها الرئيس السيسى، ولذلك قام بوضع السياسات اللازمة للحكومة وكل وزارة عليها دور بوضع الإجراءات اللازمة فى تخصصها لتنفيذ هذه السياسة «إدارة التنمية الشاملة وحماية الوطن» ولم يتوقف دور الرئيس السيسى على وضع السياسات وأهداف المرحلة القادمة وتبنيها داخليًا، بل أرسل مجموعة من الخبراء المصريين لصياغة بنود التنمية المستدامة الشاملة مع خبراء الدول بالأمم المتحدة لإعلانها فى الدورة الـ71 وإيمانًا منه بأن التنمية تحتاج إلى مناخ دولى مناسب، يتمثل فى نصيب أكبر من التجارة الدولية وآليات للتمويل ونقل للتكنولوجيا، وتدفق للاستثمارات ومعالجة المديونية، بالإضافة إلى ضرورة إيجاد المناخ المواتى للتنمية وطنيًا. وهذا ما أكده فى كلمته فى هذه الدورة وقتها  بأن مصر أطلقت مرحلة جديدة لتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها البيئية والاجتماعية والاقتصادية باعتمادها لأجندة التنمية 2030. وفى هذه الدورة تم التوقيع على بنودها وهى سبعة عشر بندًا «القضاء على الفقر والجوع والصحة الجيدة والتعليم الجيد والمساواة بين الجنسين والمياه النظيفة والنظافة الصحية وطاقة نظيفة وبأسعار مقبولة والعمل اللائق ونمو الاقتصاد والصناعة والابتكار والبنية التحتية والحد من أوجه عدم المساواة ومدن ومجتمعات محلية والعمل المناخى والحياة تحت الماء والحياة فى البر والسلام والعدالة والمؤسسات القوية وعقد الشراكة لتوحيد الأهداف»، وبما أن كل بند من هذه البنود له مقصد فقد قامت المنظمات التابعة للأمم المتحدة المتخصصة وهى تتعدى العشرين منظمة وبرنامج وكالة لوضع اللوائح التنفيذية لبنود التنمية المستدامة مثل منظمات العمل الدولية والصحة والطفولة والأغذية والزراعة والطيران المدنى الايكاو وغيرها، وأصبحت كل وزارة مسئولة بما لديها من ممثلين فى هذه المنظمات وخبراء فى تنفيذ التنمية المستدامة، وهذا العمل يحتاج تنسيقًا بين الوزارات، حيث هدف واحد يمكن أن تشارك فيه عدة وزارات، وهنا يتم قياس الأداء ومدى تقدم كل وزارة فى التنمية الشاملة....

<< يا سادة.. وفى الطيران المدنى دعمت «الايكاو» الأمم المتحدة فى خطة التنمية المستدامة 2030 واعتبرت أن الطيران هو قاطرة أساسية فى التنمية المستدامة يمكن أن يتفاعل مع خمسة عشر من البنود السبعة عشر، وهذا ما أكدته الايكاو فى عيد الطيران المدنى العالمى فى السابع من ديسمبر بأهمية دور الطيران المدنى فى التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول، فضلًا عن الدور الفريد الذى يلعبه فى تحقيق التعاون من خلال شبكة عالمية حقيقية للنقل السريع كما سلطت الضوء على أهمية الطيران المدنى فى التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول، والدور الكبير الذى يقوم به فى تحقيق التعاون من خلال شبكة نقل جوى آمن لخدمة البشرية.

<< وفى خضم استضافتها لأكثر من 2500 مندوب لحضور الدورة الأربعين للجمعية العمومية، سعت الايكاو جاهدة على عدة مستويات فى السنوات الأخيرة لاستقطاب الانتباه السياسى والصناعى الرفيع المستوى إلى ما مفاده بأن الربط الجوى الدولى يسفر عن تأثيرات هامة وكبيرة بالنسبة للدول فيما يتعلق بتحقيق خمسة عشر هدفًا من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.. وكانت رسالة الايكاو الثابتة التى تسلم بأنه من خلال الاستثمار فى البنية التحتية والخبرة لضمان الخدمات الجوية الدولية المطابقة لمعايير الايكاو، ستتمتع الدول بالعديد من مزايا ومنافع الرخاء الاجتماعى والاقتصادى التى تعود بالخير على مواطنيها واقتصاداتها المحلية.

<< يا سادة.. وفى خضم كل هذا الزخم وتحقيق طفرات فى جميع مجالات الحياة بمصر فإننى أثق بأن الدكتور سامح الحفنى وزير الطيران لا يدخر وسعًا فى فتح آفاق جديدة لإحداث نقلة نوعية ملموسة بهذه الصناعة ويعد مجال التدريب الذى يعتبر العمود الفقرى لبناء كوادر وكفاءات طبقًا للمعايير الدولية وبثقافة عمل مختلفة  من الأهداف الأساسية التى يحملها الوزير  فى حقيبته لكى تعود مصر لمكانتها المستحقة. وبدون تعليم وتدريب راقيين فلا فرصة لنا للمنافسة فى مجال ذو طبيعة ديناميكية سريعة التطور.. أما عن جذب الاستثمارات وتشجيعها فنرى بأنها على قائمة أولويات واهتمامات الوزارة، حيث لا يقتصر الاستثمار على شركات الطيران فحسب، بل بدأ من جذب استثمارات لتأسيس المعاهد ومراكز التدريب والمشاركة أو تأسيس شركات الخدمات الأرضية والجوية وشركات الطيران وشركات المطارات وإدارة المطارات وهو ما بدءه بالفعل  لخلق بيئة تنافسية صحية فى إطار من القواعد الحاكمة التى تحفظ جودة الخدمة وإقتصاديات تشغيلها مع فرصة التوسع أفريقيا إنطلاقا من مصر.. وهو ما أكده فى كلمته بمؤتمر الدوحة «أن مصر تُولى اهتمامًا خاصًا ببناء القدرات البشرية فى مجال تيسير وتسهيل  حركة الركاب والطيران، حيث نظمت عدة برامج تدريبية إقليمية لدعم دول أفريقيا والشرق الأوسط، تنفيذًا لمبادرة الإيكاو» وأن مصر تدعم كل المبادرات الفعالة التى تتبناها الإيكاو؛ وتؤكد التزامها الكامل بتنفيذ البرنامج الوطنى لتسهيل الطيران واستعدادها لتعزيز التعاون مع الإيكاو وكل الشركاء الدوليين. 

<< يا سادة.. أما عن الصناعات الجوية فنتمنى بأنها تأخذ حيزًا كبيرًا الفترة المقبلة، خاصة أن عددًا من الدول الأفريقية قد خطت خطوات متقدمة جدًا، ونجحت إحداها فى أن يتم على أراضيها وداخل حظائر طائراتها تحويل الطائرات بوينج 767 الأمريكية من طائرات ركاب إلى طائرات بضائع على يد فنيين محليين وبخبرات أجنبية لنقل الخبرة، واجتذبت دولة أخرى أحد أرقى صانعى الطائرات الخاصة السويسرية لتصنيع طائراتها فى هذه الدولة الأفريقية الشقيقة، وبالطبع لن يدخر مسئولو الطيران المدنى فى مصر وسعًا من أجل دخول مصر فى المنافسة لجذب استثمارات أو مشاركات من هذا النوع، بل والسعى إلى الريادة فى هذا المضمار.

<< أما عن شركتنا الوطنية العريقة «مصر للطيران»، فالمنافسة الدولية مستعرة وهناك شركات أفريقية وإقليمية قد حققت طفرات هائلة، وأصبحت من ضمن شركات الطيران على المستوى العالمى من حيث عدد الركاب وعدد الوجهات وعدد طائرات الأسطول ومستوى الخدمة وكفاءة التشغيل، وبالقطع، فهذا الأمر لا يجعل المسئول الأول عن الطيران المدنى فى مصر يستطيع النوم قرير العين دون أن يكون قد وضع رؤية جديدة وإستراتيجية حديثة وسياسات تسمح بعودة شركتنا الوطنية ذات الـ٩٣ عامًا إلى المنافسة إذ لم يكن للريادة على المستوى القارى والدولى أيضًا، فالقائمون على أمر الطيران المدنى الآن ذوو خبرة وكفاءة نتوقع معها كل تفوق وتقدم للطيران المدنى المصرى.

<< همسة طائرة.. تحية مخلصة لكل من يتولى مسئولية الطيران المدنى فى مصر ويعمل على نجاحه وتقدمه وريادته، فهو يتعلق بالأمن القومى للوطن وبصناعة من أدق وأخطر الصناعات، وهى صناعة النقل الجوى وفى وسط تحديات دولية وصراعات تنافسية داخلية وخارجية ليظل الطيران المدنى المصرى مشرقًا وضاء داخل الكيانات والمؤتمرات الدولية.