بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خبير يكشف سر انسحاب أمريكا من سوريا.. فيديو

أمريكا تخطط للانسحاب
أمريكا تخطط للانسحاب من سوريا

في تحرك يثير تساؤلات حول مستقبل الوجود الدولي في سوريا، قررت الولايات المتحدة سحب المئات من قواتها المتمركزة شمال شرقي البلاد، في خطوة أعادت إلى الأذهان الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن انسحاب رتل عسكري أمريكي ضخم من قاعدة حقل كونيكو للغاز في شمال شرق دير الزور باتجاه جنوب الحسكة. 

وأفاد مسؤولان أمريكيان للصحيفة بأن الجيش الأمريكي سيقوم بإغلاق ثلاث من أصل ثماني قواعد تشغيلية صغيرة، ليتقلص عدد القوات الأمريكية من حوالي 2000 جندي إلى 1400. وتشمل القواعد المقرر إغلاقها موقع القربة الخضراء والفرات ومنشأة أصغر.

بالتزامن مع هذا الإجراء، أشارت "نيويورك تايمز" إلى أن تنظيم "داعش" لا يزال يشكل خطرًا كبيرًا في تلك المنطقة، على الرغم من الجهود التي بذلتها القوات الأمريكية على مدى سنوات لاستهداف بنيته التحتية ومراكزه القيادية.

في المقابل، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة بقاء القوات العسكرية الروسية في مواقعها بسوريا، مع استمرار الحوار السياسي مع دمشق. وفي سياق متصل، أعلن المرصد السوري عن إخراج عشرات العائلات من مطار حميميم بريف اللاذقية.

الخبير العسكري والاستراتيجي العميد عبد الله الأسعد، الذي أوضح أن الوجود الأمريكي في سوريا كان يستهدف بالدرجة الأولى محاربة تنظيم "داعش"، معتمدًا على قوات سوريا الديمقراطية (قسد) كذراع ميدانية. 

وأشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تقلص فيها أمريكا قواتها في سوريا، حيث سبق وأن قامت بخطوات مماثلة في عام 2018.

وأوضح العميد الأسعد أن التفاهمات الأخيرة بنيت على ترتيبات أمنية، تم التوافق بموجبها بنسبة كبيرة على حصر الوجود الأمريكي في قاعدة التنف والنقاط المحيطة بحقول كونيكو والعمر والشدادة وبعض المناطق الأخرى. 

ولفت إلى أن العديد من القواعد الأخرى كانت تضم قوات من دول أخرى مثل كندا والنرويج وفرنسا، وكانت كل قاعدة تختص بنوع معين من السلاح.

ويرى الخبير العسكري أن دمج قوات "قسد" في الحكومة السورية الجديدة وتلاشي تنظيم "داعش" بشكل كبير، بالإضافة إلى الاتفاق على إدارة المنطقة والسجون وانتشار القوات السورية الجديدة، كلها عوامل دفعت القيادة الأمريكية الجديدة إلى وضع خطة زمنية واستراتيجية جديدة. 

وبموجب هذه الخطة، تسعى واشنطن إلى سحب ما لا يقل عن 60% من قواتها والإبقاء على عناصر اختصاصيين لإدارة القواعد، مع التوجه نحو تعزيز وجودها في العراق الذي تعتبره أمريكا حاليًا "مرتعًا للميليشيات الإيرانية".

تعليقًا على تقارير "نيويورك تايمز" التي أشارت إلى تزامن الانسحاب الأمريكي مع ازدياد خطر "داعش"، أوضح العميد الأسعد أن تركيا، كدولة عضو في حلف الناتو وثاني أكبر قوة عسكرية فيه، ربما قدمت ضمانات لواشنطن بتولي مسؤولية محاربة التنظيم واستلام زمام الأمور في المنطقة. 

وأضاف خلال حواره مع قناة “المشهد” أن وجود قوات الأمن العام والقوات السورية الجديدة، بالإضافة إلى الوجود التركي في الشمال السوري، يعطي أمريكا "ارتياحًا كبيرًا"، مشيرا إلى أن تركيا سبق وأن قاتلت "داعش" في مناطق مثل الباب وعفرين ورأس العين وتل أبيض، ما يعزز الثقة بقدرتها على مواجهة التنظيم.

وحول التقارير التي تحدثت عن تفاهمات بين واشنطن وموسكو بشأن تقليص الوجود الأمريكي مقابل بقاء القوات الروسية في دمشق، أوضح العميد الأسعد أن القوات الروسية لم يكن لها وجود بري واسع النطاق كما هو الحال مع القوات الأمريكية التي اعتمدت على "قسد" في الحراسة. 

ولفت إلى أن أمريكا كانت تحسب حسابًا كبيرًا لأذرع روسيا في المنطقة، مثل الميليشيات الإيرانية والفرقة 25 بقيادة سهيل الحسن.

ويرى الخبير العسكري أن روسيا كانت تسعى إلى لعب دور متوازن بين إسرائيل والقوات الأمريكية ونظام الأسد، لكنها "فشلت" في ذلك. 

وأشار إلى أن الوجود الروسي في سوريا يشهد "تضاؤلًا" وأن التعاون والتنسيق مع مختلف الفصائل والقوات المتحالفة معها أصبح "صفرًا" في الوقت الحالي، وأن دورها يقتصر على حراسة بعض المصالح ومحاولة فتح خطوط تواصل مع الحكومة السورية الجديدة.

اقرأ المزيد..