بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

جنون‭ ‬الأسعار‭ ‬يعصف‭ ‬بالأسر‭ ‬المصرية

صرخات‭ ‬ربات‭ ‬البيوت‭ ‬فى‭ ‬الأسواق

بوابة الوفد الإلكترونية

تشييع‭ ‬الطبقة‭ ‬الوسطى‭ ‬إلى‭ ‬مثواها‭ ‬الأخير‭.. ‬وحلول‭ ‬الأزمات‭ ‬غائبة
رواتب‭ ‬العاملين‭ ‬لا‭ ‬تكفى‭.. ‬والفقراء‭ ‬لهم‭ ‬رب‭ ‬كريم

 

لم‭ ‬تكن‭ ‬الزيادة‭ ‬الأخيرة‭ ‬فى‭ ‬أسعار‭ ‬البنزين‭ ‬مجرد‭ ‬أرقام‭ ‬تُضاف‭ ‬على‭ ‬لافتات‭ ‬محطات‭ ‬الوقود،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬شرارة‭ ‬جديدة‭ ‬فى‭ ‬نار‭ ‬الغلاء‭ ‬التى‭ ‬تلتهم‭ ‬جيوب‭ ‬المواطنين‭ ‬يومًا‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬فبمجرد‭ ‬إعلان‭ ‬القرار،‭ ‬بدأت‭ ‬موجة‭ ‬من‭ ‬الارتفاعات‭ ‬تطال‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬من‭ ‬خضار‭ ‬وفاكهة،‭ ‬والسلع‭ ‬الأساسية،‭ ‬وحتى‭ ‬المواصلات‭ ‬العامة،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬الأسواق‭ ‬كما‭ ‬كانت،‭ ‬فقد‭ ‬تحولت‭ ‬جولات‭ ‬التسوق‭ ‬اليومية‭ ‬إلى‭ ‬عبء‭ ‬ثقيل‭ ‬على‭ ‬كاهل‭ ‬ربات‭ ‬البيوت،‭ ‬بعد‭ ‬الزيادة‭ ‬الأخيرة‭ ‬فى‭ ‬أسعار‭ ‬السولار،‭ ‬والتى‭ ‬انعكست‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية،‭ ‬خاصة‭ ‬الخضار‭ ‬واللحوم،‭ ‬وفى‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬تتصاعد‭ ‬فيه‭ ‬الأسعار‭ ‬بوتيرة‭ ‬جنونية،‭ ‬تسقط‭ ‬مئات‭ ‬الأسر‭ ‬المصرية‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬المصروفات‭ ‬اليومية،‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تلبية‭ ‬أبسط‭ ‬احتياجاتها،‭ ‬فيما‭ ‬تبدو‭ ‬الحلول‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تضغط‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الحكومة،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬المعاناة‭ ‬حكرًا‭ ‬على‭ ‬محدودى‭ ‬الدخل‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬امتدت‭ ‬لتشمل‭ ‬الطبقة‭ ‬المتوسطة،‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬يومًا‭ ‬ما‭ ‬عماد‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاجتماعى،‭ ‬فأصبحت‭ ‬اليوم‭ ‬فى‭ ‬عداد‭ ‬الفقراء‭.‬
نعلم‭ ‬جيدًا‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬تمر‭ ‬بظروف‭ ‬اقتصادية‭ ‬صعبة،‭ ‬وتواجه‭ ‬ضغوطًا‭ ‬إقليمية،‭ ‬وتتحمل‭ ‬أعباء‭ ‬دعم‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬فلسطين‭ ‬وبعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬استضافة‭ ‬اللاجئين،‭ ‬ونحن‭ ‬نقف‭ ‬معها‭ ‬وندعم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المواطن‭ ‬البسيط‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يتحمل‭ ‬وحده‭ ‬كلفة‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات،‭ ‬فمع‭ ‬تفاقم‭ ‬الغلاء‭ ‬وارتفاع‭ ‬الأسعار،‭ ‬باتت‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬عبئًا‭ ‬ثقيلًا‭ ‬على‭ ‬كاهله،‭ ‬نثق‭ ‬فى‭ ‬وعى‭ ‬الدولة‭ ‬وحرصها‭ ‬على‭ ‬شعبها،‭ ‬ونأمل‭ ‬فى‭ ‬حلول‭ ‬تخفف‭ ‬الضغط‭ ‬عن‭ ‬المواطنين‭ ‬دون‭ ‬المساس‭ ‬بثوابت‭ ‬الدعم‭ ‬الوطنى،‭ ‬فالمواطن‭ ‬هو‭ ‬خط‭ ‬الدفاع‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬الوطن،‭ ‬ويستحق‭ ‬أن‭ ‬يُراعى‭ ‬فى‭ ‬السياسات،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ضحية‭ ‬لها،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ترفع‭ ‬الحكومة‭ ‬العناء‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬عليهم‭.‬
رصدت‭ ‬‮«‬الوفد‮»‬‭ ‬فى‭ ‬جولتها‭ ‬بالأسواق‭ ‬صرخات‭ ‬النساء‭ ‬اللواتى‭ ‬وجدن‭ ‬أنفسهن‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬يومية‭ ‬مع‭ ‬قطار‭ ‬الأسعار،‭ ‬وفى‭ ‬قلب‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬تقف‭ ‬أم‭ ‬محمد‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬السيدات‭ ‬فى‭ ‬الأسواق،‭ ‬يحملن‭ ‬أكياسًا‭ ‬أخف،‭ ‬وقلوبًا‭ ‬أثقل،‭ ‬يتنقلن‭ ‬بين‭ ‬الباعة‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬الأرخص،‭ ‬يتفاوضن،‭ ‬ويتأففن،‭ ‬وفى‭ ‬أحيان‭ ‬كثيرة‭.. ‬يخرجن‭ ‬دون‭ ‬شراء‭.‬
‮«‬بقينا‭ ‬بنشترى‭ ‬الخضار‭ ‬بالربع‭ ‬والفراخ‭ ‬واللحمه‭ ‬كده‭ ‬كده‭ ‬نسيناها‮»‬،‭ ‬بهذه‭ ‬الكلمات‭ ‬البسيطة‭ ‬لخصت‭ ‬الحاجة‭ ‬أم‭ ‬محمد‭ ‬حالها‭ ‬وحال‭ ‬آلاف‭ ‬السيدات‭ ‬فى‭ ‬الأسواق‭ ‬الشعبية،‭ ‬بعد‭ ‬موجة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الغلاء‭ ‬ضربت‭ ‬أسعار‭ ‬الخضروات‭ ‬واللحوم،‭ ‬عقب‭ ‬قرار‭ ‬الحكومة‭ ‬برفع‭ ‬أسعار‭ ‬السولار‭ ‬مؤخرًا‭.‬
فى‭ ‬جولة‭ ‬صباحية‭ ‬داخل‭ ‬أحد‭ ‬أسواق‭ ‬محافظة‭ ‬الجيزة،‭ ‬تتكرر‭ ‬الشكوى‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬أغلب‭ ‬السيدات،‭ ‬فالارتفاع‭ ‬الملحوظ‭ ‬فى‭ ‬الأسعار‭ ‬أصبح‭ ‬حديث‭ ‬الساعة،‭ ‬والخضروات‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تُشترى‭ ‬بالكيلو،‭ ‬أصبحت‭ ‬تُشترى‭ ‬بالرُبع‭ ‬أو‭ ‬النصف‭.‬
بدأت‭ ‬الحاجه‭ ‬أم‭ ‬محمد،‭ ‬56‭ ‬عامًا،‭ ‬حديثها‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬بقينا‭ ‬بنشترى‭ ‬الخضار‭ ‬بالربع‭ ‬والفراخ‭ ‬واللحمة‭ ‬كده‭ ‬كده‭ ‬نسيناها‮»‬‭.‬
‮«‬الطماطم‭ ‬كانت‭ ‬بـ6‭ ‬جنيه‭ ‬من‭ ‬شهر،‭ ‬دلوقتى‭ ‬وصلت‭ ‬18،‭ ‬الخيار‭ ‬بـ20،‭ ‬البطاطس‭ ‬مش‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬جنيه‭ ‬وبايظة‭ ‬كمان‭ ‬واللحمة‭ ‬مدخلتش‭ ‬بيتى‭ ‬بقالها‭ ‬كتير‭ ‬ومعرفش‭ ‬بكام‭ ‬ومش‭ ‬عايزة‭ ‬أعرف‮»‬‭.‬
وقالت‭ ‬إيمان،‭ ‬أم‭ ‬لطفلين‭: ‬‮«‬زوجى‭ ‬بيشتغل‭ ‬باليومية،‭ ‬وبصعوبة‭ ‬بيقدر‭ ‬يغطى‭ ‬مصاريف‭ ‬البيت‭ ‬مع‭ ‬الغلاء‭ ‬وارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬والله‭ ‬مش‭ ‬عارفة‭ ‬أعمل‭ ‬إيه،‭ ‬المصاريف‭ ‬كترت‭ ‬علينا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ناحية،‭ ‬حتى‭ ‬مصاريف‭ ‬المدارس‭ ‬مش‭ ‬لاحقين‭ ‬عليها،‭ ‬أنا‭ ‬كمان‭ ‬مريضة‭ ‬بالقلب،‭ ‬والعلاج‭ ‬غالى‭ ‬جدًا،‭ ‬ومش‭ ‬بنقدر‭ ‬نوفره‭ ‬بسهولة،‭ ‬اللحمة‭ ‬بقت‭ ‬شيء‭ ‬نادر،‭ ‬يمكن‭ ‬نشترى‭ ‬فرخة‭ ‬أو‭ ‬اتنين‭ ‬بالكتير‭ ‬مرة‭ ‬فى‭ ‬الشهر،‭ ‬الخضار‭ ‬نفسه‭ ‬بقى‭ ‬غالى،‭ ‬الفلوس‭ ‬مش‭ ‬مكفية‭ ‬حتى‭ ‬لأبسط‭ ‬الحاجات،‭ ‬الأسعار‭ ‬نار،‭ ‬خضار‭ ‬وفاكهة‭ ‬وكل‭ ‬حاجة‭ ‬بقت‭ ‬صعبة،‭ ‬ولو‭ ‬عيل‭ ‬تعب‭ ‬ولا‭ ‬احتاج‭ ‬علاج،‭ ‬نجيب‭ ‬منين‭ ‬الناس‭ ‬مش‭ ‬قادرة‭ ‬تعيش‭ ‬كده،‭ ‬حرام‭ ‬اللى‭ ‬بيحصل‭ ‬فينا،‭ ‬احنا‭ ‬بنستحمل‭ ‬كتير،‭ ‬بس‭ ‬مش‭ ‬معقول‭ ‬كل‭ ‬ده‭ ‬كل‭ ‬شوية‭ ‬الأسعار‭ ‬بتغط‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬أكتر،‭ ‬لازم‭ ‬يكون‭ ‬فى‭ ‬حل،‭ ‬مش‭ ‬دايمًا‭ ‬المواطن‭ ‬هو‭ ‬اللى‭ ‬يتحمل‮»‬‭.‬

بين‭ ‬رواتب‭ ‬لا‭ ‬تكفى‭ ‬واحتياجات‭ ‬تتزايد‭.. ‬الطبقة‭ ‬المتوسطة‭ ‬تلتحق‭ ‬بركب‭ ‬الفقراء
ماجدة‭ ‬موظفة‭ ‬وأم‭ ‬لثلاثة‭ ‬أطفال،‭ ‬فقد‭ ‬اختصرت‭ ‬الأزمة‭ ‬قائلة‭:‬
‮«‬اللى‭ ‬كنا‭ ‬بنشتريه‭ ‬بـ300جنيه‭ ‬فى‭ ‬الأسبوع،‭ ‬دلوقتى‭ ‬ما‭ ‬يكفيش‭ ‬3أيام‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬البنزين‭ ‬يغلى،‭ ‬الأسعار‭ ‬بتولع،‭ ‬والتجار‭ ‬بيستغلوا‭ ‬أى‭ ‬زيادة‭ ‬عشان‭ ‬يزودو‭ ‬اكتر،‭ ‬والحكومة‭ ‬مش‭ ‬بتلاقى‭ ‬حل‭ ‬غير‭ ‬على‭ ‬حسابنا‭ ‬احنا‮»‬
ووصفت‭ ‬ريهام‭ ‬موظفة‭ ‬بإحدى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخاصة‭ ‬حالها‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬لدى‭ ‬طفلتان‭ ‬فقط،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬تغطية‭ ‬مصاريف‭ ‬الحضانة‭ ‬والمدرسة‭ ‬واحتياجات‭ ‬البيت‭ ‬الأساسية،‭ ‬أنا‭ ‬وزوجى‭ ‬رواتبنا‭ ‬لا‭ ‬تكفى،‭ ‬نشعر‭ ‬وكأننا‭ ‬نحارب‭ ‬وحشًا‭ ‬ضاريًا‭ ‬ونحن‭ ‬لا‭ ‬نملك‭ ‬سوى‭ ‬جسد‭ ‬هزيل،‭ ‬فماذا‭ ‬يفعل‭ ‬من‭ ‬لديه‭ ‬أربعة‭ ‬أو‭ ‬خمسة‭ ‬أطفال؟‭ ‬نار‭ ‬الأسعار‭ ‬تحرقنا،‭ ‬ولا‭ ‬حياة‭ ‬لمن‭ ‬تنادى‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬أو‭ ‬الجهات‭ ‬الرقابية‮»‬‭.‬
وتشاركهن‭ ‬المعاناة‭ ‬علياء،‭ ‬ربة‭ ‬منزل‭ ‬وأم‭ ‬لأربعة‭ ‬أطفال،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬الغلاء‭ ‬المستمر‭ ‬حول‭ ‬حياتهم‭ ‬إلى‭ ‬كابوس‭ ‬وتقول‭: ‬‮«‬عندى‭ ‬4‭ ‬أولاد‭ ‬منهم‭ ‬2‭ ‬فى‭ ‬عمر‭ ‬التكوين،‭ ‬ويحتاجون‭ ‬لغذاء‭ ‬صحى‭ ‬يحتوى‭ ‬على‭ ‬بروتينات،‭ ‬ولكن‭ ‬أسعار‭ ‬اللحوم‭ ‬والدواجن‭ ‬والبيض‭ ‬ومُنتجات‭ ‬الألبان‭ ‬صارت‭ ‬خيالية‭ ‬اضطررت‭ ‬لترشيد‭ ‬الاستهلاك،‭ ‬بل‭ ‬ومقاطعة‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء‭ ‬نهائيًا،‭ ‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬أُكمل‭ ‬الشهر‭ ‬براتب‭ ‬زوجى‭ ‬الذى‭ ‬يعمل‭ ‬ليل‭ ‬نهار‭ ‬لتوفير‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأساسية‭ ‬لنا‮»‬‭.‬
يقول‭ ‬محسن،‭ ‬موظف‭ ‬فى‭ ‬الـ45‭ ‬من‭ ‬عمره،‭ ‬إنه‭ ‬يعانى‭ ‬من‭ ‬ضغوط‭ ‬معيشية‭ ‬خانقة،‭ ‬إذ‭ ‬يعول‭ ‬ثلاثة‭ ‬أطفال‭ ‬وزوجة‭ ‬لا‭ ‬تعمل،‭ ‬ويضطر‭ ‬للعمل‭ ‬بعد‭ ‬دوامه‭ ‬الرسمى‭ ‬فى‭ ‬محل‭ ‬تجارى‭ ‬لتأمين‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬احتياجات‭ ‬أسرته‭ ‬لكنه‭ ‬رغم‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬مجاراة‭ ‬موجات‭ ‬الغلاء‭ ‬المتلاحقة،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬الارتفاع‭ ‬الأخير‭ ‬فى‭ ‬أسعار‭ ‬البنزين،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تراكم‭ ‬الديون‭ ‬عليه‭ ‬وعجزه‭ ‬عن‭ ‬دفع‭ ‬إيجار‭ ‬شقته‭.‬
وأختتم‭ ‬حديثه‭ ‬قائلًا‭: ‬‮«‬أعد‭ ‬أولادى‭ ‬بتحسن‭ ‬الأحوال،‭ ‬لكنها‭ ‬تزداد‭ ‬سوءًا،‭ ‬لقد‭ ‬أصبحنا‭ ‬تحت‭ ‬خط‭ ‬الفقر،‭ ‬والدولة‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬حلولًا‭ ‬حقيقية‮»‬‭.‬
مريم،‭ ‬مُعلمة‭ ‬وأم‭ ‬لطفلين،‭ ‬‮«‬اتخنقنا‭ ‬والله‮»‬
‮«‬بقيت‭ ‬أعمل‭ ‬أكل‭ ‬على‭ ‬القد،‭ ‬مرة‭ ‬خضار،‭ ‬مرة‭ ‬عدس،‭ ‬يوم‭ ‬فول،‭ ‬مسقعة‭ ‬وبطاطس‭ ‬مهروسة،‭ ‬اللحمة‭ ‬مرتين‭ ‬فى‭ ‬الشهر‭ ‬بالعافية،‭ ‬وكنا‭ ‬بنقول‭ ‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬لكن‭ ‬الأسعار‭ ‬زادت‭ ‬قوى‭ ‬والأدوية‭ ‬اللى‭ ‬زادت‭ ‬أضعاف‭ ‬أضعاف‭ ‬يعنى‭ ‬مفيش‭ ‬فرصة‭ ‬نعيش‭ ‬طبيعى،‭ ‬كل‭ ‬حاجة‭ ‬زادت،‭ ‬بس‭ ‬المرتبات‭ ‬ثابته‭ ‬أنا‭ ‬عايشة‭ ‬على‭ ‬قد‭ ‬مرتبى‭ ‬ورافضة‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية‭ ‬تمامًا،‭ ‬ولكن‭ ‬أعمل‭ ‬أيه‭ ‬مفيش‭ ‬حلول‭ ‬واضحة،‭ ‬وبقينا‭ ‬بنحسب‭ ‬كل‭ ‬حاجة‮»‬‭.‬
وأما‭ ‬داليا‭ ‬صاحبة‭ ‬الـ‭ ‬38‭ ‬عامًا‭ ‬فقالت‭: ‬أنا‭ ‬وزوجى‭ ‬نعمل‭ ‬فى‭ ‬مؤسسة‭ ‬خاصة‭ ‬لكن‭ ‬رواتبنا‭ ‬لا‭ ‬تكفى‭ ‬لتلبية‭ ‬أبسط‭ ‬احتياجات‭ ‬الحياة،‭ ‬لدينا‭ ‬طفلتان،‭ ‬بنوفر‭ ‬نفقات‭ ‬الحضانة‭ ‬أوالعلاج‭ ‬وحتى‭ ‬الطعام‭ ‬والمواصلات‭ ‬بالعافية،‭ ‬بنحلم‭ ‬نعلم‭ ‬ولادنا‭ ‬تعليم‭ ‬جيد،‭ ‬ندخلهم‭ ‬مدارس‭ ‬محترمه‭ ‬تعرف‭ ‬معنى‭ ‬التربية‭ ‬قبل‭ ‬التعليم‭ ‬لكن‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬حالة‭ ‬لا‭ ‬يُرسى‭ ‬لها،‭ ‬والخاصة‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬إمكانياتنا،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬نريده‭ ‬هو‭ ‬تأمين‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬لأطفالنا،‭ ‬نوفر‭ ‬لهم‭ ‬فيها‭ ‬الأكل،‭ ‬العلاج،‭ ‬والتعليم،‭ ‬لكن‭ ‬الغلاء‭ ‬يطحننا،‭ ‬والظروف‭ ‬تسحق‭ ‬أحلامنا‭ ‬البسيطة،‭ ‬نصرخ‭ ‬فى‭ ‬صمت‭: ‬كيف‭ ‬نربى‭ ‬أبناءنا‭ ‬بكرامة‭ ‬وسط‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬العجز؟‭.‬
وبدأت‭ ‬‮«‬سحر‮»‬‭ ‬موظفة‭ ‬حكومية‭ ‬وأم‭ ‬لطفلين،‭ ‬حديثها‭ ‬قائلة‭: ‬أنا‭ ‬بقبض‭ ‬على‭ ‬قدى،‭ ‬والمواصلات‭ ‬بقت‭ ‬تلت‭ ‬المرتب،‭ ‬أعمل‭ ‬إيه؟‭ ‬أوصل‭ ‬الشغل‭ ‬إزاى؟،‭ ‬وحتى‭ ‬الأكل‭ ‬والخضار‭ ‬العادى‭ ‬بنعانى‭ ‬عشان‭ ‬نجيبه‭ ‬والفاكهه‭ ‬بقت‭ ‬رفاهية،‭ ‬بقينا‭ ‬نحسبها‭ ‬بالأيام‮»‬‭.‬
عم‭ ‬على‭ ‬البقال‭ ‬‮«‬اللى‭ ‬بيستلفوا‭ ‬اكتر‭ ‬من‭ ‬اللى‭ ‬بيشتروا‮»‬
ومن‭ ‬داخل‭ ‬محل‭ ‬سلع‭ ‬غذائية‭ ‬صغير‭ ‬‮«‬بقالة‮»‬‭ ‬تحدث‭ ‬‮«‬عم‭ ‬على‮»‬‭ ‬مالك‭ ‬المحل،‭ ‬وقال‭ ‬بنبرة‭ ‬يأس‭: ‬‮«‬فيه‭ ‬زباين‭ ‬بقوا‭ ‬يشتروا‭ ‬بكميات‭ ‬قليلة‭ ‬جدًا‭.. ‬نص‭ ‬كيلو‭ ‬رز،‭ ‬كيس‭ ‬سكر‭ ‬صغير‭.. ‬واللى‭ ‬بيستلفوا‭ ‬بقى‭ ‬أكتر‭ ‬من‭ ‬اللى‭ ‬بيشتروا‮»‬‭. ‬من‭ ‬جانبه،‭ ‬يؤكد‭ ‬صاحب‭ ‬سلسلة‭ ‬محال‭ ‬للسلع‭ ‬الغذائية،‭ ‬أن‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬أثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬البيع‭ ‬والشراء‭.‬
كما‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬سلوك‭ ‬المستهلكين‭ ‬تغير‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬قائلًا‭: ‬‮«‬حوالى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ % ‬من‭ ‬الزبائن‭ ‬يشترون‭ ‬الأساسيات‭ ‬ببطاقات‭ ‬الائتمان‮»‬‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تُستخدم‭ ‬فى‭ ‬شراء‭ ‬الأجهزة‭ ‬أو‭ ‬تجهيزات‭ ‬الزواج‭.‬
وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الطبقة‭ ‬المتوسطة‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تعيش‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬قل‭ ‬استهلاكها‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬وأصبحت‭ ‬تكتفى‭ ‬بشراء‭ ‬بالضروريات‭ ‬فقط‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬مُنتجات‭ ‬مثل‭ ‬الجبن‭ ‬الفاخر‭ ‬واللانشون‭ ‬الجيد‭ ‬تراجع‭ ‬كثيرًا،‭ ‬وأغلب‭ ‬الزبائن‭ ‬يشترون‭ ‬بالكاد‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬الجبن‭ ‬الأبيض‭.‬
فى‭ ‬كل‭ ‬سوق‭ ‬شعبى،‭ ‬وفى‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬مصرى،‭ ‬تدور‭ ‬نفس‭ ‬الأسئلة‭: ‬‮«‬إلى‭ ‬متى‭ ‬سيظل‭ ‬المواطن‭ ‬يتحمل‭ ‬كل‭ ‬عبء‭ ‬الإصلاح‭ ‬والأزمات‭ ‬الأقتصادية‭ ‬ومتى‭ ‬يجد‭ ‬الفقير‭ ‬من‭ ‬يشعر‭ ‬به؟‮»‬‭. ‬حتى‭ ‬تأتى‭ ‬الإجابة،‭ ‬تبقى‭ ‬أم‭ ‬محمد‭ ‬ومريم‭ ‬وغيرهن‭ ‬من‭ ‬ملايين‭ ‬النساء،‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬يومية‭ ‬مع‭ ‬الأسعار،‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬لقمة‭ ‬عيش‭ ‬تحفظ‭ ‬لهن‭ ‬ولأسرهن‭ ‬أبسط‭ ‬حقوقهن‭ ‬فى‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭.‬

على‭ ‬الجانب‭ ‬الاخر‭.. ‬البائعون‭: ‬‮«‬إحنا‭ ‬كمان‭ ‬ضحايا‮»‬
رغم‭ ‬أن‭ ‬أصابع‭ ‬الاتهام‭ ‬تتجه‭ ‬دومًا‭ ‬نحو‭ ‬التجار‭ ‬لأن‭ ‬أغلبهم‭ ‬يستغل‭ ‬الأزمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ورفع‭ ‬أسعار‭ ‬السولار‭ ‬ويرفع‭ ‬الأسعار‭ ‬أكثر‭ ‬ويحتكر‭ ‬السوق،‭ ‬مما‭ ‬يساهم‭ ‬فى‭ ‬تفاقم‭ ‬الأزمة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬البائعين‭ ‬الصغار‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬يرون‭ ‬أنفسهم‭ ‬متضررين‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأزمات‭ ‬التى‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬البلاد‭.‬
فى‭ ‬ركن‭ ‬اللحوم‭ ‬بالسوق،‭ ‬يقف‭ ‬الحاج‭ ‬أسامة،‭ ‬جزار‭ ‬منذ‭ ‬30‭ ‬عامًا،‭ ‬يراقب‭ ‬الزبائن‭ ‬وهم‭ ‬يمرون‭ ‬دون‭ ‬شراء،‭ ‬والذى‭ ‬أكد‭ ‬وجود‭ ‬حالة‭ ‬ركود‭ ‬تامة‭ ‬خلال‭ ‬اليومين‭ ‬الماضيين‭ ‬بعد‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬البنزين،‭ ‬مقارنة‭ ‬بالفترة‭ ‬الماضية،‭ ‬الزيادة‭ ‬مش‭ ‬قليلة‭ ‬ربنا‭ ‬يلطف‭ ‬بالناس‭.‬
‮«‬الناس‭ ‬بقت‭ ‬تدخل‭ ‬تسأل‭ ‬عن‭ ‬السعر‭ ‬وتمشى،‭ ‬أسعار‭ ‬اللحوم‭ ‬ارتفعت،‭ ‬الزبون‭ ‬بقى‭ ‬يطلب‭ ‬ربع‭ ‬كيلو‭ ‬وهو‭ ‬فى‭ ‬خجل‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬ينفع‭ ‬ياخد‭ ‬ربع‭ ‬ولا‭ ‬لا‮»‬‭.‬
وأضاف‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬البنزين‭ ‬يزيد،‭ ‬المواصلات‭ ‬والنقل‭ ‬بتغلى‭ ‬والزيادة‭ ‬فى‭ ‬30‭ ‬٪‭ ‬فى‭ ‬أسعار‭ ‬اللحوم‭ ‬نسبة‭ ‬عالية،‭ ‬واللى‭ ‬بيدفع‭ ‬الثمن‭ ‬فى‭ ‬الآخر‭ ‬هو‭ ‬المواطن‭.‬
وأكد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬ثمن‭ ‬‮«‬العجل‭ ‬واقف‮»‬‭ ‬أرتفع‭ ‬بشكل‭ ‬مبالغ‭ ‬فيه،‭ ‬نعمل‭ ‬إيه‭ ‬قاعدين‭ ‬لابنبيع‭ ‬ولا‭ ‬بنشترى‮»‬‭.‬
وعلى‭ ‬أحد‭ ‬الأرصفة‭ ‬تجلس‭ ‬‮«‬أم‭ ‬حامد‮»‬،‭ ‬بائعة‭ ‬خضار‭ ‬فى‭ ‬العقد‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬عمرها،‭ ‬تحاصرها‭ ‬متاعب‭ ‬المرض‭ ‬والغلاء‭ ‬تقول‭ ‬وهى‭ ‬تمسح‭ ‬عرقها‭ ‬بطرحتها‭ ‬البسيطة‭: ‬‮«‬انا‭ ‬مريضة‭ ‬سكر،‭ ‬ومبقتش‭ ‬قادرة‭ ‬أشترى‭ ‬العلاج،‭ ‬عندى‭ ‬خمسة‭ ‬أولاد،‭ ‬وكنت‭ ‬دايمًا‭ ‬أصبر‭ ‬نفسى‭ ‬إنى‭ ‬بصرف‭ ‬عليهم،‭ ‬بأكلهم‭ ‬وأشربهم‭ ‬وأعلمهم،‭ ‬دلوقتى‭ ‬مش‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬مصاريف‭ ‬التعليم‮»‬‭. ‬وأضافت‭ ‬أن‭ ‬نجلتها‭ ‬الكبرى‭ ‬سيتم‭ ‬فسخ‭ ‬خطبتها،‭ ‬لعدم‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تجهيزها،‭ ‬وبعد‭ ‬ارتفاع‭ ‬السولار‭ ‬الخضار‭ ‬غلى‭ ‬والناس‭ ‬بقت‭ ‬تيجى‭ ‬تشترى‭ ‬بالربع‭ ‬كيلو‭ ‬وناس‭ ‬تسأل‭ ‬وتمشي،‭ ‬وأنا‭ ‬كمان‭ ‬غصب‭ ‬عنى‭ ‬غليت‭ ‬الأسعار‭ ‬عليّ،‭ ‬كنت‭ ‬بأأجر‭ ‬تروسيكل‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬بـ100‭ ‬جنيه‭ ‬علشان‭ ‬ينقللى‭ ‬الخضار‭ ‬للفرشة،‭ ‬بعد‭ ‬زيادة‭ ‬البنزين‭ ‬بقى‭ ‬بـ150،‭ ‬وكمان‭ ‬أسعار‭ ‬الخضار‭ ‬زادت،‭ ‬فاضطريت‭ ‬أقلل‭ ‬الكمية‭ ‬اللى‭ ‬بشتريها‭.‬
وأضافت‭ ‬أن‭ ‬سعر‭ ‬أسطوانة‭ ‬الغاز‭ ‬رفع‭ ‬من‭ ‬175‭ ‬لـ‭ ‬225‭ ‬واختتمت‭ ‬حديثها‭ ‬قائلة‭ ‬‮«‬ليه‭ ‬ليه‭ ‬كل‭ ‬الغلاء‭ ‬ده،‭ ‬أكل‭ ‬عيشى‭ ‬هو‭ ‬بيع‭ ‬الخضار‭ ‬أعمل‭ ‬إيه؟‭ ‬الحال‭ ‬واقف‭ ‬وأنا‭ ‬عايزة‭ ‬أصرف‭ ‬على‭ ‬عيالى‭ ‬الشغل‭ ‬واقف‭ ‬والناس‭ ‬بتتخانق‭ ‬على‭ ‬الأسعار،‭ ‬بس‭ ‬إحنا‭ ‬مش‭ ‬بنغلى‭ ‬من‭ ‬نفسنا،‭ ‬الغلا‭ ‬جاى‭ ‬علينا‭ ‬قبلهم‭.‬

‮«‬صاحب‭ ‬محل‭ ‬دواجن‭ ‬الناس‭ ‬تعبانة‮»‬
أكد‭ ‬محمد‭ ‬صاحب‭ ‬محل‭ ‬دواجن،‭ ‬أن‭ ‬الشغل‭ ‬واقف‭ ‬تمامًا‭ ‬اليومين‭ ‬دول،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬حتى‭ ‬الهياكل‭ ‬اللى‭ ‬كانت‭ ‬أرخص‭ ‬حاجة‭ ‬الناس‭ ‬بطلت‭ ‬تشتريها،‭ ‬وبقى‭ ‬يمر‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭ ‬قبل‭ ‬ما‭ ‬يدخل‭ ‬زبون،‭ ‬الناس‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬رمضان‭ ‬والعيد‭ ‬تعبانة‭ ‬من‭ ‬المصاريف،‭ ‬وبدل‭ ‬ما‭ ‬يلتقطوا‭ ‬أنفاسهم،‭ ‬الحكومة‭ ‬فجأتهم‭ ‬برفع‭ ‬أسعار‭ ‬البنزين،‭ ‬واللى‭ ‬خلى‭ ‬كل‭ ‬حاجة‭ ‬تغلى‭ ‬أكتر،‭ ‬الوضع‭ ‬بقى‭ ‬صعب‭ ‬جدًا،‭ ‬والناس‭ ‬مش‭ ‬عارفة‭ ‬تعمل‭ ‬إيه‭.. ‬يا‭ ‬ترى‭ ‬المطلوب‭ ‬منهم‭ ‬يبطلوا‭ ‬ياكلوا‭ ‬خالص‭.‬