عميد كلية الدراسات الإسلامية: التغريب محاولة لطمس الهوية وعلينا مواجهته بالفكر الأصيل

ألقى الدكتور رمضان محمد محمود حسان، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية، ورئيس المؤتمر، الكلمة الافتتاحية خلال فعاليات المؤتمر الدولي السادس للكلية، الذي جاء تحت عنوان: "التغريب في العلوم العربية والإسلامية: المظاهر، الأسباب، سبل المواجهة"، مشيرًا إلى أهمية هذا الموضوع في ظل ما تتعرض له الأمة من محاولات طمس للهوية الفكرية والدينية.
واستهل كلمته بتوجيه الشكر للحضور الكريم، قائلاً: "أشكر لسعادتكم تلبية الدعوة، داعيًا الله سبحانه وتعالى أن يجعل خطاكم في موازين حسناتكم".
ثم أضاف: "هذا هو المؤتمر السادس للكلية، وكان من توفيق الله لنا أن اخترنا له هذا العنوان المهم، إذ إن العلوم العربية والإسلامية تعرضت لمحاولات هدم وتشكيك وتغريب منذ زمن بعيد، وقد بلغت هذه المحاولات ذروتها في عصرنا الراهن، خاصة في ظل الأوضاع التي تمر بها أمتنا، وعلى رأسها غزة الأبية، رمز الصمود والكرامة في وجه الإبادة".
وأكد الدكتور حسان أن ما تتعرض له الثقافة العربية والإسلامية اليوم هو "أكبر محاولة لتغريبها وطمس هويتها، عبر منظومة منهجية منظمة تسعى لتشويه ثوابتنا الفكرية والدينية".
وأوضح أن المؤتمر يأتي لـ"إثبات أصالة الفكر الإسلامي، وأن التقدم العلمي والمعرفي الذي يشهده العالم اليوم، لم يكن يومًا حكرًا على العقل الغربي، بل هو حصاد للعقل العربي والإسلامي، الذي أسهم في بناء الحضارة الإنسانية".
وعن محاور المؤتمر، أوضح أن المؤتمر جاء في سبعة محاور رئيسية، أولها تناول مفهوم التغريب وتاريخه وأهدافه ووسائله، وأثره على المجتمعات المسلمة، أما المحور الثاني فيتناول مظاهر التغريب والشبهات المثارة حوله.
وفي لفتة إنسانية واحتفالية، قال الدكتور حسان: "كما تزداد السماء جمالًا بنجومها، فإن هذا اليوم يضيء بنوركم وإسهاماتكم، وهو يوم فخر للكلية، إذ تجتمع فيه كوكبة متميزة من العلماء والباحثين، يسهمون في إحياء أصالة الفكر العربي والإسلامي، وإبراز دوره كركيزة أساسية في النهضة العلمية القديمة والحديثة".
وتابع: "لقد سعى المؤتمر إلى طرح ضوابط محكمة ومنصفة للتعامل مع الثقافات الوافدة، من حيث القبول أو الرفض، وفق الضوابط التي أرساها الإسلام في تعامله مع الثقافات غير المحلية".
وأشار عميد الكلية إلى أن من أبرز ما يميز هذا المؤتمر الدولي الثالث هو تخصيص جلسة مستقلة على هامشه لمؤتمر طلابي، وهو ما يُعد خطوة غير مسبوقة في المؤتمرات الدولية، مؤكدًا أن "هذا التوجه ينبع من إيمان الكلية العميق بدور الشباب في نهضة المجتمعات وتقدمها".
وأوضح أن الكلية اختارت عنوانًا ذا صلة لفعاليات المؤتمر الطلابي وهو: "الثقافة الوافدة: رؤية نقدية"، مضيفًا: "لقد وضعنا لهذا المؤتمر محاور متنوعة تدور حول هذا العنوان، وتقدم للمشاركة فيه ثلاثون طالبًا وطالبة بأبحاث تناولت كافة المحاور المطروحة، وتم تحسين هذه البحوث وتطويرها ضمن معايير أكاديمية دقيقة".
وفي ختام كلمته، دعا الدكتور رمضان حسان إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية، مشيدًا بالتعاون المثمر بين كلية الدراسات الإسلامية والعربية، وكلية التربية للبنات، والمجمع الإسلامي، معتبرًا أن هذا التعاون يعكس روح الوحدة الفكرية والعلمية التي تسعى الكلية لترسيخها.