دراسة للزميل أحمد الأطرش تدق ناقوس خطر التغيرات المناخية وتحذر من الإرهاب البيئي

 حذّرت دراسة أكاديمية حديثة من قصور التناول الإعلامي العربي لقضية التغيرات المناخية، رغم تصاعد خطورتها وتداعياتها المتنامية على مختلف جوانب الحياة، خصوصًا في الدول النامية الأكثر تضررًا، وأشارت الدراسة إلى أن الفضائيات العربية لا تزال تتعامل مع القضية باعتبارها "موسمية"، تكتفي بتغطيتها خلال المؤتمرات الكبرى، من دون استمرار أو معالجة معمّقة.

 الدراسة التي أعدها الزميل الصحفي أحمد الأطرش، جاءت بعنوان: "دور القنوات الفضائية العربية في معالجة ظاهرة التغيرات المناخية واتجاهات النخبة المصرية نحوها"، وذلك ضمن متطلبات الحصول على درجة الماجستير في الإعلام (تخصص إذاعة وتليفزيون) بمعهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية.

 وركزت الدراسة على تحليل دور الإعلام الفضائي في تشكيل الوعي البيئي، وتتبعت مضمون التغطيات الإخبارية لثلاث قنوات هي: سكاي نيوز عربية، الجزيرة الإخبارية، وإكسترا نيوز، خلال الفترة من 1 أكتوبر وحتى 31 ديسمبر 2023، التي شهدت انعقاد مؤتمر الأطراف COP28 في دبي.

 وأظهرت النتائج أن نسبة التغطية المكثفة كانت مرتبطة بفترة المؤتمر بنسبة بلغت 49.7%، تلتها فترة ما بعد المؤتمر بنسبة 39.4%، في حين جاءت التغطيات السابقة للمؤتمر في ذيل الترتيب بنسبة 10.9%، وهو ما يدل على ضعف الاستمرار في المعالجة الإعلامية.

 الدراسة لم تكتفِ بالتغطية الإعلامية فقط، بل رصدت ظاهرة "الإرهاب البيئي"، بوصفه تهديدًا ناشئًا يتفاقم بفعل التغيرات المناخية، ويُسهم في تفاقم الصراعات بين الجماعات المتطرفة نتيجة شُح الموارد والكوارث الطبيعية.

 وفي خطوة متقدمة، أوصت الدراسة بضرورة دمج قضايا المناخ في الأعمال الدرامية والسينمائية، داعية إلى دعم إنتاج ما يُعرف بـ"السينما البيئية" أو Eco Cinema في مصر والوطن العربي، أسوة بالتجارب العالمية التي نجحت في توعية الشعوب من خلال أفلام وثائقية ودرامية وخيال علمي تطرقت للكوارث البيئية وتأثيراتها.

 وأشادت لجنة المناقشة، التي ترأسها الأستاذ الدكتور سامي الشريف وعضوية كل من الدكتور عصام نصر سليم والدكتورة جيلان شرف، بالرسالة ووصفتها بأنها "إضافة علمية نوعية" في مجال الإعلام البيئي، ومنحت الباحث درجة الماجستير بتقدير "ممتاز".

 وقد اعتمد الباحث على 51 دراسة عربية وأجنبية في الإطار النظري، واستند إلى نظرية الأطر الإعلامية، مستخدمًا منهج المسح الإعلامي بالعينة، وتحليل 332 فقرة إعلامية من برامج القنوات الفضائية، إلى جانب استبيان آراء 150 من النخبة المصرية. وتم إثبات صحة 4 فروض من أصل 7، وصحة فرضين جزئيًا، فيما لم يُثبت أحد الفروض.