أستاذ علوم سياسية: زيارة السيسي لقطر تأتي في توقيت بالغ الأهمية

أكّد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى دولة قطر تأتي في توقيت بالغ الأهمية، في ظل تعقيدات الوضع الإقليمي وتزايد التوترات على الساحة، خصوصًا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
زيارة الرئيس السيسي إلى قطر:
وأوضح “سلامة”، أن القيادة السياسية المصرية تحرص باستمرار على تبادل الرأي والتشاور مع الزعماء العرب وقادة المنطقة، مشيرًا إلى أن المنطقة والعالم يمران حاليًا بمرحلة دقيقة للغاية بسبب التوترات المنتشرة، وعلى رأسها استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ ما يقارب 16 أو 17 شهرًا دون أي رادع حقيقي يوقف هذا التصعيد أو يحقن دماء الفلسطينيين.
ونوه بأن زيارة الرئيس لدولة قطر تعكس هذا الاهتمام الكبير بالتنسيق المشترك، خاصة في ظل الدور الفعّال الذي تلعبه كل من مصر وقطر في الوساطة بين الأطراف للتوصل إلى هدنة، مشيرًا إلى أن الهدنات السابقة التي تمت بجهود مصرية قطرية مشتركة أسهمت بالفعل في إيقاف العدوان الإسرائيلي، ولو لفترات قصيرة، غير أن إسرائيل كانت تنهي هذه الهدنات نتيجة لصلفها ورفضها التحول من مربع العدوان إلى مربع الحل السياسي.
وشدد على أن لقاء الرئيس مع أمير قطر والمسؤولين القطريين يأتي ضمن جهود مكثفة تهدف إلى إبرام هدنة جديدة تتيح المجال للإفراج عن عدد من المحتجزين، وتوفر فرصة لالتقاط الأنفاس، وربما التمهيد لمرحلة أكثر استدامة، يمكن من خلالها تفعيل الرؤية المصرية والعربية لإعادة إعمار القطاع، وهي الرؤية التي حظيت بترحيب عربي ودولي واسع، خاصة في مواجهة الطروحات الأخرى التي تروج لها الإدارة الأمريكية، وعلى رأسها مخطط "ريفيرا الشرق الأوسط"، والذي يستهدف اقتلاع سكان قطاع غزة من أرضهم.
وأكد أن الرؤية المصرية والعربية، بالتعاون مع قطر، تركز حاليًا على تثبيت سكان القطاع في أرضهم، وضمان إعادة إعمار ما دمره العدوان، وفتح أفق سياسي واضح لمستقبل القطاع.
وأوضح أن العلاقات بين البلدين شهدت تطورًا لافتًا خلال الفترة الأخيرة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، لافتًا إلى أن العلاقات بين مصر وأي دولة عربية تسهم في تعزيز الأمن القومي العربي، وتشكل صورة إيجابية للتعاون الثنائي بين مصر وتلك الدول، مؤكدًا أن ملف العلاقات الاقتصادية بين مصر وقطر شهد هو الآخر تطورًا ملحوظًا، خاصة في ضوء الأوضاع الإقليمية، حيث لا يمكن فصل الشق الاقتصادي عن السياسي في ظل تصاعد التوترات التي تعرقل مسارات التنمية.