تغير المناخ يدفع فقمة بحر قزوين نحو حافة الانقراض
تشهد فقمة بحر قزوين، أحد أكثر الكائنات البحرية المهددة بالانقراض في العالم، أزمة وجودية حادة بفعل تغير المناخ.
وانخفض عدد هذه الفقمات بنسبة تفوق 90% منذ مطلع القرن العشرين، وسط تحذيرات من أن استمرار الظواهر المناخية المتطرفة قد يضع حدًا لبقائها.
موطن فريد في خطر
تعيش فقمة بحر قزوين حصريًا في هذا البحر المغلق، والذي يعد الأكبر في العالم بمساحة تبلغ 143,200 ميل مربع. ومع ارتفاع درجات الحرارة الناجمة عن النشاط البشري، بدأ مستوى المياه في الانخفاض، مهددًا هذا النظام البيئي الفريد.
سيناريوهات مقلقة لمستقبل البحر
حتى في حال نجاح الجهود العالمية للحد من الاحترار إلى أقل من درجتين مئويتين، يتوقع الباحثون أن ينخفض مستوى بحر قزوين بما يتراوح بين 16 و32 قدمًا. أما إذا استمر التصعيد الحراري، فقد يصل الانخفاض إلى 68 قدمًا بحلول عام 2100، ما يعني جفاف مساحة تعادل جزيرة أيسلندا تقريبًا.
تأثيرات تمتد إلى البشر والطبيعة
هذا الانحسار لا يُهدد فقط الحياة البحرية، بل يمتد تأثيره إلى صحة البشر والمجتمعات الساحلية، إذ يُتوقع أن يطلق قاع البحر المكشوف غبارًا ملوثًا قد يحتوي على مواد سامة وملوحة عالية، ويؤثر على المناخ المحلي ويقلل من هطول الأمطار.
موطن التكاثر في خطر شديد
وتعتمد الفقمة على جليد البحر الشمالي للتكاثر، ومع كل انخفاض في مستوى المياه، يتقلص هذا الجليد.
وتشير التقديرات إلى أن انخفاضًا بمقدار 16 قدمًا سيؤدي إلى تقليص مساحة الجليد بنسبة 81%، ما يهدد بقاء مواليد الفقمات.
من مليون إلى مئات الآلاف
في أوائل القرن العشرين، كان عدد فقمات بحر قزوين يقترب من المليون. اليوم، يتراوح العدد بين 75,000 و270,000 فقط. وقد أُدرجت رسميًا ضمن قائمة الأنواع المهددة بالانقراض منذ عام 2008، بفعل مزيج من الصيد الجائر، وفقدان الموائل، والأمراض، والاختلال البيئي.
تراجع التنوع البيولوجي في البحر
لا تعيش الفقمة وحدها في بحر قزوين، بل تشاركها الحياة مئات الأنواع من الأسماك واللافقاريات، بما في ذلك ستة أنواع من سمك الحفش.
ويعني تراجع مستوى البحر تعذر وصول العديد من هذه الكائنات إلى أماكن تكاثرها الحيوية، ما يعمق الأزمة البيئية.
دعوة عاجلة للتحرك
يحذر الباحثون من أن فقدان مناطق التكاثر، وتراجع الوصول إلى المناطق البرية التي تستقر فيها الفقمات، سيؤدي إلى نتائج كارثية. كما أن المناطق البحرية المحمية الحالية قد تختفي بالكامل تقريبًا، باستثناء ما تبقى منها في كازاخستان.
خارطة طريق للبقاء
يوصي العلماء باتخاذ خطوات عاجلة تشمل تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، وتعزيز البنية التحتية الساحلية، ومراقبة الأنظمة البيئية، وتوسيع نطاق المناطق المحمية.
الدكتورة ريبيكا كورت من جامعة ليدز شددت على أهمية هذه الإجراءات بقولها: "نأمل أن يسهم هذا البحث في رفع الوعي العالمي، وتمكين صانعي القرار من التخطيط المبكر لمواجهة التحديات البيئية القادمة".
الوقت ينفد
بينما لا يمكن عكس جميع آثار تغير المناخ في بحر قزوين، إلا أن الخبراء يجمعون على أن التحرك الآن قد يمنح فقمة هذا البحر، والأنواع الأخرى المرتبطة به، فرصة جديدة للحياة.