هل صومت الست من شوال؟.. أخطاء شائعة في صيامهم احذر منها

في شهر شوال، يتجدد الوصل مع عبادة الصوم عن طريق صيام الست من شوال، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر»، إلا أن هذا الحديث الشريف لم يمنع من انتشار بعض المفاهيم المغلوطة التي ترتبط بهذه العبادة، والتي تتطلب التوضيح والبيان من أهل العلم.
وفي هذا التقرير، نرصد أبرز الأخطاء الشائعة حول صيام الست من شوال، ونوضح الرأي الصحيح المستند إلى المصادر الموثوقة وأقوال أهل العلم، كما بيّنته دار الإفتاء المصرية.
هل صيام الست من شوال فرض على كل مسلم؟
من أبرز المفاهيم الخاطئة التي يقع فيها بعض المسلمين، اعتقادهم أن صيام الست من شوال فرض يجب على كل مسلم ومسلمة أداؤه بعد رمضان، وكأنها امتداد إجباري لشهر الصيام.
وقد أكدت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أن هذا الاعتقاد غير صحيح، وأن صيام الست من شوال ليس فرضًا ولا واجبًا، بل هو من السنن المستحبة، التي يُثاب فاعلها ولا يأثم تاركها، ويعتمد ذلك على حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو أيوب الأنصاري: «من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر» [رواه مسلم].
وأضافت الإفتاء أن جمهور الفقهاء، من المالكية والشافعية والحنابلة والحنفية، متفقون على استحباب صيام هذه الأيام لما ورد فيها من الفضل العظيم، ولم يقل أحد منهم بوجوبها.
هل صيام الست من شوال بدعة؟
ومن المفاهيم المغلوطة الأخرى، ما يردده البعض من أن صيام الست من شوال بدعة لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل ويتشدد بعضهم في وصف فاعلها بأنه مبتدع.
وردًا على هذا القول، أكدت دار الإفتاء أن صيام الست من شوال ليس بدعة، بل هو سنة واردة عن النبي في أحاديث صحيحة، منها ما رواه الإمام مسلم عن أبي أيوب الأنصاري، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه: "صيام ستة أيام بعد الفطر كصيام الدهر".
كما أوضحت الإفتاء أن سبب قول البعض بكراهة هذا الصيام أو بدعيته، يعود إلى اجتهادات فقهية سابقة عند بعض الأئمة، مثل الإمام مالك الذي كان يخشى أن يظن العوام أن صيام الست من شوال واجب، ومن هنا كان يكرهها لا من باب مخالفة السنة، وإنما خوفًا من التشويش على الناس.
وأضافت: "إذا زالت هذه العلة، وزال معها هذا الظن، انتفت الكراهة عند الإمام مالك، وهو ما يؤكده علماء المالكية أنفسهم، حيث أقرّ كثير منهم باستحباب صيام هذه الأيام في شوال وفي غيره".
هل يجب صيام الأيام الست متتابعة؟
ومن التساؤلات الشائعة أيضًا: هل يجب أن تُصام الأيام الستة من شوال بشكل متتابع بعد يوم العيد مباشرة؟ وما حكم من صامها متفرقة؟
دار الإفتاء المصرية أجابت بوضوح، مؤكدة أن صيام الست من شوال لا يشترط فيه التتابع، وأن للمسلم أن يصومها متتابعة أو متفرقة على مدار الشهر، بحسب قدرته وظروفه.
لكنها أشارت إلى أن التتابع أفضل لمن استطاع، لأن فيه سرعة في تحصيل الأجر، ومتابعة مباشرة لصيام رمضان، إلا أن التفريق لا ينقص من الأجر، لأن الفضل الوارد في الحديث يشمل مطلق الصيام خلال شوال.
هل تصح نية صيام الست من شوال في حال الجنابة؟
كذلك يتساءل البعض: هل يجوز أن يبدأ الشخص صيام الست من شوال في حال كونه جنبًا ولم يغتسل بعد الفجر؟
أجابت الإفتاء أن الجنابة لا تمنع صحة الصوم، طالما نوى المسلم الصيام من الليل، حتى لو لم يغتسل إلا بعد طلوع الفجر، سواء كان صومًا مفروضًا أو تطوعًا، وهو ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان يصبح جنبًا ثم يغتسل ويصوم، لكن لا بد من التأكيد على أن تأخير الغسل لا يضر بصحة الصيام، لكنه لا يُعفي من أداء الصلاة في وقتها، وعلى المسلم أن يبادر بالغُسل إذا أراد الصلاة.
هل الأيام البيض هي نفسها الست من شوال؟
يقع بعض الناس في الخلط بين "الست من شوال" و"الأيام البيض"، التي تصام من كل شهر هجري وهي: 13 و14 و15.
وأوضحت دار الإفتاء أن الأيام البيض ليست هي الست من شوال، فلكل منهما فضلٌ وأجرٌ مستقل. وقد ورد في فضل الأيام البيض أحاديث متعددة، وهي سنة أخرى يمكن أن يصومها المسلم في أي شهر، بما في ذلك شوال، لكن لا ينبغي الخلط بينهما.