دراسة: الحيوانات الأليفة تهزم البشر على مواقع التواصل

الحيوانات الأليفة.. في مفاجأة تسويقية قد تعيد تشكيل استراتيجيات العلامات التجارية، كشفت دراسة حديثة أن الحيوانات الأليفة تتمتع بقدرة أكبر على التأثير في سلوك المستهلكين مقارنةً بالبشر عند الترويج للمنتجات عبر منصات التواصل الاجتماعي.
"بتفلونسرز"... نجوم جدد في سماء الإعلانات:
يطلق مصطلح "petfluencer" على الحيوانات التي تظهر بانتظام في منشورات ترويجية ضمن حسابات يديرها أصحابها. ويبدو أن هذه الكائنات اللطيفة لم تعد فقط مصدر إلهام أو تسلية، بل أصبحت أدوات تسويقية فعالة، وربما أكثر إقناعًا من المؤثرين البشر.
بحث علمي يكشف الفارق:
وأجرى الباحثون من جامعة ستراثكلايد الاسكتلندية دراسة شاملة نُشرت في مجلة أبحاث الإعلان، حيث ابتكروا إعلانات خيالية لمنتجات متنوعة مثل النبيذ وزبدة الفول السوداني، واختبروها على الجمهور.
وجاءت النتيجة أن الحيوانات الأليفة كانت أكثر تأثيرًا من البشر في إثارة استجابات إيجابية لدى المستهلكين.
الصدق أساس الجاذبية:
تبيّن أن نجاح الحيوانات الأليفة كمؤثرين يعود جزئيًا إلى انطباع الجمهور بأنها أكثر "صدقًا وأصالة"، بحسب الباحثة لورا لافيرتو.
وأضافت أن هذه الكائنات لا تحمل "عبء الفضائح" الذي يلاحق بعض المؤثرين البشر، مما يمنحها هالة من الموثوقية والنقاء.
رد فعل المستهلكين: المتعة أهم من المنطق:
وأشارت الدراسة إلى أن التفاعل الإيجابي مع منشورات الحيوانات الأليفة يرتفع، خصوصًا عندما يكون تركيز المستهلكين على المتعة والرضا الفوري، وهو عامل حاسم في قرارات الشراء اليوم.
نمو سوق الإعلانات الحيوانية:
وبحسب الباحثين، فإن "البتفلونسرز" قد يزاحمون البشر في أرباح الإعلانات، بل وقد يتفوقون عليهم في المستقبل القريب.
شفافية واحترافية خلف الحسابات:
رغم أن الحيوانات لا تدير حساباتها بنفسها، إلا أن الشفافية في المحتوى والوضوح في التعاقدات مع العلامات التجارية يمنح هذه الحسابات مصداقية إضافية، خاصة عندما تُدار باحتراف من قبل أصحابها أو وكالات متخصصة.
أمثلة واقعية: نالا القطة المليونيرة:
وتتضمن أحد أبرز النماذج هو حساب القطة "نالا"، التي تملك 4.5 مليون متابع على انستجرام، وقد تجاوزت قيمة علامتها التجارية 80 مليون جنيه إسترليني، بفضل شراكاتها المتعددة من طعام القطط إلى الأجهزة المحمولة.
ويأمل الباحثون في إجراء دراسات أعمق لاستكشاف التأثير المتصاعد للحيوانات الأليفة على سلوك المستهلك، ما قد يدفع المزيد من العلامات التجارية لإعادة النظر في استراتيجياتها الدعائية... فربما أصبح الوقت قد حان للاستثمار في "المؤثر ذي الأربع أرجل".