أريد ضم أحفادي لحضني.. كلام جدة في دعوى حضانة
في صمتٍ ثقيل، دخلت الجدة قاعة المحكمة تمشي بخطى بطيئة، وفي عينيها مزيج من الحزن والرجاء. وقفت أمام القاضي، وبدأت حديثها بصوت مرتجف، لكنه صادق قالت أنا لم آتِ اليوم لأتنازع على مال أو ميراث... أنا هنا أطلب رحمة.
رحمة بأحفادي الصغار، الذين فقدوا أمهم، ابنتي الوحيدة، في لحظة قاسية لم نكن مستعدين لها.
ابنتي رحلت منذ أشهر، وتركت خلفها طفلين لا تتجاوز أعمارهما سبع سنوات. منذ وفاتها، وهم يعيشون مع والدهم، لكنه لا يهتم بهم كما يجب. منشغل بحياته الجديدة، يتركهم أغلب الوقت مع الخادمة، وأحيانًا يعود بهم إليّ إذا مرض أحدهما أو بكى ليلاً.
أنا لا أطلب المستحيل... أطلب فقط أن أكون إلى جوارهما، أن أحتضنهما كما كانت أمهما تفعل، أن أكون لهم الأمان والحضن بعد أن فقدوه.
بكت الجدة بحرقة وقالت: أحفادي متعلقون بي، يعرفون غرفتي كما يعرفون قلوبهم.
أنا من كانت تسهر على مرضهم حين كانت ابنتي تعمل.
أنا من علمتهم أولى كلماتهم، وأنا من يعرف كيف يهدّئ روعهم عندما يخافون.
أما والدهم، فرغم أنه والدهم بالدم، إلا أن الحياة معهم لا تعنيه كثيرًا.
كل ما أرجوه أن تمنحني المحكمة حضانة أحفادي، لا لأنتزعهم من أبيهم، بل لأمنحهم حنان أمهم الذي فقدوه...
لأكمل معهم ما بدأته ابنتي، وأوفي وعدي لها حين كانت على فراش المرض
ولهذا أنا هنا، أطلب الحضانة، لا لأملكهم، بل لأحميهم خاصة وأن القانون كفل لى ذلك.
أنهت الجدة كلامها قائلة قبل أن ألجأ إلى المحكمة طلبت من زوج ابنتى أن ينتقل أطفالها للاقامه معى لكنه رفض بشدة بل بدأ في محاولاته بأبعادهم عنى بحجة أنه يصعب نقلهم من مدارسهم ومن الحياة التي نشأوا عليها.
وحتى الآن ما زالت الدعوى منظورة أمام محكمة الأسرة ولم يتم الفصل فيها.