مجمع البحوث: لا تنقطع عن فعل الخيرات بعد رمضان.. طريق الله لا يُغلق

دعا مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف عموم المسلمين إلى مواصلة الطاعات وأعمال الخير بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، مؤكدًا أن انتهاء شهر الصيام لا يعني انتهاء العبادة، بل هو محطة يتزود منها العبد بالإيمان والقرب من الله ليواصل رحلته الروحية في سائر أيام العام.
فعل الخيرات بعد رمضان
وأوضح المجمع، عبر صفحته الرسمية، أن الاستمرار في فعل الخيرات بعد رمضان هو دليل على قبول الطاعة، وعلامة من علامات صدق العبد في علاقته بربه، مشيرًا إلى أن العبد الصادق لا ينقطع عن عبادة الله بانقضاء المواسم، بل يجعل من كل وقتٍ فرصة جديدة للتقرب، ومن كل يومٍ محطة لعبادة أخرى.
واستشهد المجمع بكلام الإمام ابن بطال رحمه الله، حيث قال:"المؤمن إذا لم يقدر على باب من أبواب الخير؛ فعليه أن ينتقل إلى باب آخر يقدر عليه؛ فإن أبواب الخير كثيرة، والطريق إلى مرضاة الله تعالى غير معدومة".
أبواب الخير مفتوحة طوال العام
وأشار المجمع إلى أن ما ينبغي على المسلم أن يدركه هو أن الله سبحانه وتعالى لم يجعل القرب منه مقتصرًا على رمضان فقط، بل جعل أبواب الخير مفتوحة طوال العام؛ من صلاة وصيام وذكر وقراءة قرآن وصدقة وإحسان وصلة رحم وغيرها من الأعمال الصالحة، مؤكدًا أن من أهم علامات قبول الطاعة هو المداومة على العمل الصالح بعدها، ولو كان قليلاً، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ" [رواه البخاري ومسلم].
ولفت المجمع إلى أن الشيطان يوسوس للإنسان بعد رمضان أن يركن للراحة ويعود للغفلة، فيحاول أن يهدم ما بناه العبد في الشهر الفضيل، وهنا تظهر إرادة المؤمن الصادق في مقاومة الفتور، والإصرار على الثبات، وهو ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال:"استقم كما أُمرت" [هود: 112].
وفي ختام بيانه، شدد مجمع البحوث الإسلامية على أن الله سبحانه وتعالى لا يقطع رحمته عن عباده بعد رمضان، بل يبسط لهم عطاياه طوال العام، ويمنحهم فرصًا جديدة في كل يوم للرجوع إليه والعمل من أجله، داعيًا المسلمين جميعًا إلى اغتنام أعمارهم في الطاعات، وتنوع العبادات، ومجاهدة النفس على الثبات على الطاعة، فذلك هو سبيل السعادة في الدنيا والفوز في الآخرة.