كيف عرّف الله نفسه؟.. مختار جمعة يوضح
قال الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق: "ذلكم الله"، هذه الكلمات ليست مجرد جملة عابرة، بل هي دعوة للتأمل في صفات الله عز وجل، كما وردت في كتابه العزيز، القرآن الكريم، فالله سبحانه وتعالى أمرنا أن نعرفه حق المعرفة، وأن نؤمن به إيمانًا لا يعكره شك ولا تضارب.
في القرآن الكريم، نجد أن الله عرَّف نفسه بأسمائه وصفاته التي لا تقبل الجدل ولا الشك، كما قال تعالى: "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ" (محمد: 19)، هذه الآية تضع أمامنا حتمية اليقين في عبودية الله ووحدانيته، فلا معبود سواه.
الله هو الحق:
الله هو الحق بذاته، وحقه في كل ما خلقه وأمر به. في قوله: "ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ" (الحج: 62)، نجد تأكيدًا على أن كل ما سواه باطل، ولا مستحق للعبادة إلا الله سبحانه وتعالى. هذه الحقيقة الكونية لا تتبدل ولا تتغير بتغير الزمان أو المكان، فهي ثابتة لا تتزعزع.
وقد عرَّف الله نفسه في العديد من الآيات بأنَّه الخالق الذي لا شريك له. حيث يقول تعالى: "ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ" (الأنعام: 102)، مما يرفع من تأكيدنا على ألوهيته.
دليل إبداع الخلق:
الآيات الكونية في القرآن الكريم تدل على عظمة الخالق ووحدانيته. قال الله تعالى: "إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ" (يونس: 3). وفي هذه الآية دعوة للنظر في خلق السموات والأرض، في كيفية دوران الأرض حول الشمس، وكيفية الليل والنهار، والظواهر الكونية التي لا نهاية لها في دقتها وإبداعها. فما من أحد سواه قادر على تنظيم هذا الكون وإدارته بهذا الشكل المتقن.
التحدي الإلهي:
وفي تحدٍ عظيم، يقول الله في كتابه الكريم: "إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا" (الحج: 73). هذا التحدي الإلهي ليس مجرد كلمات، بل هو دعوة للتفكر في قدرة الله الفائقة. حتى أدنى الكائنات، كذبابة صغيرة، لا يستطيع أحد من دون الله خلقها أو التحكم فيها، مما يعزز معرفتنا بقدرة الله وسلطانه.
