كلام فى الهوا
الفوضى!!
قد يعتقد البعض أن الفوضى ما هى إلا أثر من آثار غياب الوعى أو عدم إدراك أن للنظام أهميته فى التعايش السلمى، والحقيقة أن الفوضى أسلوب حُكم، يأتى به أصحاب المصالح لتحقيق مصالحهم بعيداً عن العدل، فيستطيعون بذلك سلب حقوق الناس، هذا ليس برأى شخصى لى إنما جاء من تعريف الفلسفة اليونانية القديمة للفوضى، ولقد جاء من بعدهم علماء فى الاجتماع ليُضيفوا لهذا التعريف أن سبب نشر الفوضى من أصحاب المصلحة رجاء إلى رغبتهم فى إخفاء عيوب الحُكم، إلا أن هناك علماء فى السياسة يعتبرون الفوضى وسيلة يخترعها الضعفاء لمواجهة الاستبداد، ويرفضون الامتثال للقانون رغبة منهم فى زعزعة السُلطة، من هنا ظهرت حركة اللاسلطونه فى السياسة وهى المستمدة من الدين الذى لا يعرف سُلطة إلا لله، لذلك يختبئ الناس داخل الفوضى دون اجتراء لنظام أو أخلاق حتى ترسخ لديهم عبارة عالقة فى أذهانهم التى جاءوا بها من أحد الأفلام وهى «اللى ما لوش خير فى حاتم ما لوش خير فى مصر» رغم ولا حاتم مصر ولا مصر منحصرة فى شخص حاتم أياً ما كانت مكانته، إلا فى مناخ الفوضى، ورغم كل ذلك لا أعتقد أن الفوضى أياً ما كانت تبنى الأمم، لأن الأمم تُبنى بالعلم والنظام والعدل.