بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

أسرار اللمسة الملكية.. استخدمتها العائلة المالكة البريطانية لعلاج الفلاحين

اللمسة الملكية
اللمسة الملكية

اللمسة الملكية.. لطالما ارتبطت العائلة المالكة الإنجليزية بفكرة القوة الإلهية التي تتجاوز البشر العاديين. 

وبحسب إحدى هذه الممارسات الغريبة التي امتدت لعدة قرون هي اللمسة الملكية، والتي كانت تُعتبر وسيلة شفاء سحرية للأشخاص المرضى، وخاصة الفلاحين الذين يعانون من الأمراض المستعصية. 

وفي العصور الوسطى، كانت هذه الطقوس تُمارس باعتقاد راسخ أن الملك أو الملكة يمتلكون قوى خارقة للشفاء، ما جعلهم يتربعون في مكانة شبه إلهية في نظر شعوبهم.

 

أصول اللمسة الملكية: من فرنسا إلى إنجلترا

في كتابها الأخير "الملكات والملوك والممارسات الغريبة"، تروي المؤرخة كيت ويليامز والكاتب روبرت هاردمان قصة هذا التقليد الذي كان يعتقد الناس في العصور الوسطى أنه وسيلة لتخفيف آلام المرضى.

تعود هذه الممارسة إلى العصور الوسطى في فرنسا، ثم انتقلت إلى إنجلترا حيث بدأ الفلاحون يتوجهون إلى البلاط الملكي بحثًا عن شفاء من أمراضهم، خاصةً مرض السل الذي كان ينتشر آنذاك.

في بداية هذا التقليد، كان الملوك الإنجليز يعتقدون أن لمساتهم تحمل قوة إلهية تمنحهم القدرة على شفاء الأمراض، وهو ما دفع العديد من المرضى إلى التوجه إليهم في محاولة للحصول على العلاج.

لمسة الملك: طقس يشمل العلاج باللمس

كانت اللمسة الملكية تُمارس بشكل خاص في حالات مرض السل، حيث كان الفلاحون يعانون من بروز آفات زرقاء وأرجوانية على أعناقهم، وهي أعراض مرض السل. 

وبينما لم يكن هناك علاج طبي فعال في ذلك الوقت، كان يُعتقد أن الملك قادر على شفي المرضى عن طريق لمسة يده.

على سبيل المثال، في عهد إدوارد المعترف، بدأ المرضى بزيارة البلاط الملكي لتلقي اللمسة الشافية من الملك. 

ووفقًا للمؤرخة كيت ويليامز، كان يُعتقد أن المرض يمكن أن ينتقل باللمس، ولكن كان يعتقد أيضًا أن اللمس يمكن أن يكون وسيلة لعلاجه.

طريقة العلاج: كيف كانت اللمسة الملكية تعمل؟

تُظهر السجلات التاريخية أن إدوارد المعترف كان يُقال عنه أنه استخدم لمسته الشافية على المرضى. في إحدى الحكايات الشهيرة، وصف المؤرخون كيفية مسح إدوارد لحلق امرأة مريضة بالماء ورسم علامة الصليب فوقه، ليقوم بعد ذلك بالضغط على الزوائد المتورمة، ما أدى إلى خروج القيح والدم من الأماكن المصابة. تم تفسير هذا الأمر على أنه شفاء بأعجوبة، وهو ما جعل هذه اللمسة الملكية ذات سمعة واسعة.

 

استمرار الممارسة في العصور اللاحقة: هل فقدت قوتها؟

استمر الحكام من أسرة تيودور وستيوارت في هذه الممارسة، حيث كان من الشائع أن يتمتع الملوك بقدرة على شفاء المرضى بمجرد لمسة يدهم، إلا أن هذه الطقوس فقدت شعبيتها بعد فترة، وكان من ضمن آخر الملوك الذين مارسوا هذه العادة هنري الثامن.

في عهد الملكة آن، بدأت هذه الممارسة في التراجع، حيث فقدت مكانتها في المجتمع الإنجليزي. 

وعندما تولى الهانوفريون العرش بعد وفاة الملكة آن دون وريث، تراجع الاهتمام باللمسة الملكية بشكل كبير. كما أشار المؤرخون إلى أن الحكام الألمان الجدد لم يكن لديهم "الوقت" لممارسة هذه العادة الإنجليزية الغريبة.