آثار أقدام ديناصورات جديدة تكشف أسرار حياة ما قبل التاريخ في اسكتلندا

في اكتشاف جديد يعيدنا 167 مليون عام إلى الوراء، كشفت آثار أقدام الديناصورات التي تم العثور عليها في جزيرة سكاي في اسكتلندا عن معلومات غنية حول حياة الديناصورات في تلك الحقبة. 

وتقدم هذه الاكتشافات رؤى جديدة حول كيفية تعايش الديناصورات آكلة اللحوم وآكلة النباتات في بيئة بحرية مغمورة بمياه عذبة، وتفتح المجال لفهم أعمق لسلوكيات هذه الكائنات العتيقة.

آثار أقدام تدل على تعايش الديناصورات في بحيرات المياه العذبة

أجرى فريق من الباحثين من جامعة إدنبرة دراسة شاملة على 131 أثراً للديناصورات في نقطة الأمير تشارلز على شبه جزيرة تروترنيش في جزيرة سكاي. 

وكشفت هذه الآثار عن وجود نظام بيئي غني يعكس التنوع الحيوي الذي كان سائداً في العصر الجوراسي. 

كما تبين من خلال التحليل وجود ديناصورات من نوع ميغالوصور آكلة للحوم، بالإضافة إلى ديناصورات السوروبود آكلة النباتات التي كانت تتميز بأجسام ضخمة وأعناق طويلة.

تنوع بيئي فريد في العصر الجوراسي

تُظهر الآثار الجديدة أن الديناصورات كانت تتجمع حول حواف البحيرات، مشابهة لتجمعات الحيوانات اليوم حول مصادر المياه. 

ووفقاً للباحثين، فإن هذا الاكتشاف يعكس تفضيلات بيئية وسلوكيات ديناصورات العصر الجوراسي، حيث كان لكل نوع من الديناصورات بيئته المفضلة رغم اختلاطهم في نفس المنطقة. 

ويشير هذا إلى أن الديناصورات آكلة اللحوم والنباتات كانت تتشارك في نفس الموائل المائية الضحلة، وهو ما يعكس تنوعاً بيئياً غير مسبوق في تلك الحقبة.

التقنيات الحديثة للكشف عن الآثار

استخدم فريق البحث تقنيات متقدمة مثل التصوير الجوي باستخدام الطائرات بدون طيار وبرمجيات متخصصة لبناء نماذج ثلاثية الأبعاد للآثار. 

ومكنت هذه التكنولوجيا الباحثين من دراسة الموقع بأدق تفاصيله وتحليل مسارات الديناصورات وسلوكياتها بشكل غير مسبوق. 

ويساعد هذا النوع من التقنيات الحديثة في إعادة بناء الأحداث والتفاعلات التي وقعت منذ ملايين السنين.

منطقة تاريخية تختلط فيها العصور

من المثير أن موقع نقطة الأمير تشارلز في جزيرة سكاي ليس فقط موقعًا أثريًا للحفريات، بل هو أيضًا جزء من التاريخ الاسكتلندي. 

وفي هذا المكان بالذات، اختبأ الأمير تشارلي بوني في عام 1746 أثناء هروبه من القوات البريطانية. 

ويعلق ستيف بروسات، رئيس قسم علم الحفريات في جامعة إدنبرة، قائلاً: "من المدهش أن نفكر في أن الأمير تشارلي كان يركض ربما على نفس آثار أقدام الديناصورات، إذ يمتزج التاريخ الاسكتلندي بعصور ما قبل التاريخ في هذا الموقع الفريد."

دراسة تكشف أبعادًا جديدة للحياة في العصر الجوراسي

ويعتبر العلماء هذا الاكتشاف خطوة كبيرة نحو فهم أعمق لكيفية تطور الديناصورات في بيئاتهم المختلفة، حيث توفر الآثار الموجودة في جزيرة سكاي نافذة مذهلة على الحياة البيئية في العصر الجوراسي.
باستخدام التقنيات الحديثة، يستطيع الباحثون الآن إعادة تصور كيف كانت الحياة في عصر الديناصورات. 

وتفتح لنا هذه الاكتشافات الجديدة في جزيرة سكاي أبوابًا لفهم أفضل لكيفية تفاعل الديناصورات مع بيئتها وكيفية تأثير تغيرات المناخ والموائل على توزيع الأنواع. 

وبينما يستمر البحث، يترقب العلماء مزيدًا من الاكتشافات التي قد تكشف المزيد عن الحياة قبل ملايين السنين.