بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

يطبق‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬الدراسى‭ ‬المقبل‭:‬ «‬الكوزن‮»‬‭ ‬ ينافس ‭ ‬‮«‬البكالوريا‮»‬‭!‬

بوابة الوفد الإلكترونية

«‬تطوير‭ ‬التعليم‮»‬‭: ‬نظام‭ ‬يابانى‭ ‬فوق‭ ‬متوسط‭ ‬
يخرج‭ ‬كوادر‭ ‬بمهارات‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬طلاب‭ ‬الجامعات
مدرسة‭ ‬بالعاشر‭ ‬من‭ ‬رمضان‭ ‬تشهد‭ ‬انطلاقه‭ ‬قبل‭ ‬تعميمه‭ ‬على‭ ‬باقى‭ ‬مدارس‭ ‬الـ‭ ‬5‭ ‬سنوات
خبراء‭: ‬نظام‭ ‬جيد‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬ويوفر‭ ‬العمالة‭ ‬الماهرة‭ ‬ويعزز‭ ‬الإنتاجية


يعتبر التعليم واحدا من أكثر الملفات التى تشغل المجتمع المصرى، وكل فترة تخرج علينا الحكومة بطرق جديدة فى نظم التعليم، فبعد نظام البكالوريا∪ الذى سيطبق على طلاب الثانوية العامة، بدأ الحديث عن نظام جديد يطبق على التعليم الفنى وهو الكوزن وهو لا يختلف كثيرا عن مبارك كول ومدارس التعليم الفنى فوق متوسط، ومن المقرر أن يطبق هذا النظام فى العام الدراسى الجديد 2025−2026.
هذا النظام الجديد أثار عددًا من التساؤلات حول ماهيته وعلى أى فئة سيتم تطبيقه، وما هى أهميته خاصة مع وجود 71 مدرسة تكنولوجية فى مصر؟
ووفقا لصندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء، فإن سبب تطبيق نظام كوزن التعليمى الجديد EJ-KOSEN هو بناء وتنمية قدرات الشباب من خلال تعليمهم المهارات الأكثر صلة وفائدة والمطلوبة عالميًا، واستكشاف وتأهيل الموهوبين فى مختلف المجالات.
وهذا‭ ‬النموذج‭ ‬التعليمى‭ ‬هو‭ ‬نظام‭ ‬يابانى‭ ‬يتم‭ ‬تطبيقه‭ ‬بالتنسيق‭ ‬بين‭ ‬وزارتى‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬والتعليم‭ ‬الفنى،‭ ‬والتعليم‭ ‬العالى‭ ‬والبحث‭ ‬العلمى،‭ ‬وهو‭ ‬نظام‭ ‬تعليمى‭ ‬هندسى‭ ‬متطور‭ ‬يوفر‭ ‬تعليمًا‭ ‬متخصصًا‭ ‬بعد‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية‭ ‬لمدة‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬ويركز‭ ‬على‭ ‬التجارب‭ ‬والتدريب‭ ‬العملى‭ ‬منذ‭ ‬مرحلة‭ ‬مبكرة،‭ ‬ويتميز‭ ‬بمنهج‭ ‬دراسى‭ ‬يسمح‭ ‬للطلاب‭ ‬باكتساب‭ ‬المعرفة‭ ‬والمهارات‭ ‬بنفس‭ ‬مستوى‭ ‬الطلاب‭ ‬فى‭ ‬الجامعة‭ ‬أو‭ ‬أعلى‭ ‬منه‭ ‬بحلول‭ ‬وقت‭ ‬تخرجهم‭.‬
وأعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬العالى‭ ‬والبحث‭ ‬العلمى،‭ ‬فى‭ ‬بيان‭ ‬رسمى‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬الكوزن‭ (‬EJ-KOSEN‭)‬،‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬نقل‭ ‬التجربة‭ ‬اليابانية‭ ‬فى‭ ‬التعليم‭ ‬الفنى‭ ‬والتكنولوجى‭ ‬لتطوير‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬وإعداد‭ ‬جيل‭ ‬من‭ ‬المهنيين‭ ‬المؤهلين‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬المساهمة‭ ‬فى‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬ويأتى‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الثنائية‭ ‬الموقعة‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬وهيئة‭ ‬‮«‬جايكا‮»‬‭ ‬اليابانية‭.‬
وفى‭ ‬ضوء‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬تم‭ ‬اختيار‭ ‬مدرسة‭ ‬‮«‬السلطان‭ ‬عويس‮»‬‭ ‬بمدينة‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬رمضان‭ (‬ثانوية‭ ‬نظام‭ ‬الخمس‭ ‬سنوات‭) ‬كأحد‭ ‬الأماكن‭ ‬المقترحة‭ ‬لإعادة‭ ‬التأهيل،‭ ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬افتتاحها‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬الدراسى‭ ‬المقبل،‭ ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬تعميم‭ ‬التجربة‭ ‬على‭ ‬المدارس‭ ‬الثانوية‭ ‬الصناعية‭ ‬بنظام‭ ‬الخمس‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الجمهورية‭.‬
تعليم‭ ‬متطور
وتعليقا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬قالت‭ ‬الدكتورة‭ ‬رشا‭ ‬سعد‭ ‬شرف،‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لصندوق‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم‭ ‬التابع‭ ‬لرئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬إن‭ ‬نظام‭ ‬كوزن‭ ‬EJ-KOSEN‭ ‬هو‭ ‬نظام‭ ‬تعليمى‭ ‬متطور‭ ‬مستوحى‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬اليابانى،‭ ‬يطبق‭ ‬على‭ ‬الحاصلين‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬إتمام‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية،‭ ‬ويبدأ‭ ‬تنفيذه‭ ‬فى‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025،‭ ‬ويشمل‭ ‬دراسة‭ ‬لمدة‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬يتم‭ ‬خلالها‭ ‬تأهيل‭ ‬الطلاب‭ ‬فى‭ ‬مجالات‭ ‬الهندسة‭ ‬والتكنولوجيا‭.‬
وأضافت‭ ‬‮«‬شرف‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الشهادة‭ ‬الممنوحة‭ ‬لخريجى‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬شهادة‭ ‬فوق‭ ‬متوسطة‭ ‬‮«‬دبلوم‭ ‬الكوزن‮»‬‭ ‬EJ-KOSEN‭ ‬وخريجو‭ ‬هذه‭ ‬الشهادة‭ ‬يتم‭ ‬تأهيلهم‭ ‬للجامعات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬وكليات‭ ‬الهندسة‭ ‬والحاسبات‭ ‬حسب‭ ‬التخصصات‭ ‬المطبقة‭.‬
وتابعت‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬مختلف‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬الشهادات‭ ‬التعليمية‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الإعدادية،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أنه‭ ‬نظام‭ ‬تعليمى‭ ‬يابانى‭ ‬قائم‭ ‬بذاته‭ ‬ويمنح‭ ‬الطالب‭ ‬شهادة‭ ‬فوق‭ ‬متوسطة،‭ ‬تتميز‭ ‬بأنها‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬الشهادات‭ ‬الثانوية‭ ‬التقليدية،‭ ‬كما‭ ‬يتمتع‭ ‬الخريجون‭ ‬بمعارف‭ ‬ومهارات‭ ‬مشابهة‭ ‬أو‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬طلاب‭ ‬الجامعات‭ ‬عند‭ ‬تخرجهم‭.‬
ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬الكوزن‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم‭ ‬الهندسى‭ ‬والتكنولوجى‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬وتزويد‭ ‬الشباب‭ ‬بالمهارات‭ ‬المطلوبة‭ ‬عالميًا‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المجالات،‭ ‬حيث‭ ‬أنه‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬التدريب‭ ‬العملى‭ ‬والتجارب‭ ‬الميدانية‭ ‬منذ‭ ‬المرحلة‭ ‬المبكرة‭ ‬من‭ ‬الدراسة،‭ ‬وهو‭ ‬مصمم‭ ‬لتنمية‭ ‬مهارات‭ ‬الطلاب‭ ‬وتخريج‭ ‬جيل‭ ‬مؤهل‭ ‬للمساهمة‭ ‬فى‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭.‬
مخاوف
ومن‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬مجدى‭ ‬حمزة،‭ ‬الخبير‭ ‬التربوى،‭ ‬إن‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬الكوزن‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬مدارس‭ ‬التعليم‭ ‬الفنية‭ ‬الموجودة‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬التكنولوجية‭ ‬مثل‭ ‬مدارس‭ ‬السويدى‭ ‬والمصرية‭ ‬للاتصالات‭ ‬WE‭ ‬مدارس‭ ‬‮«‬مبارك‭ ‬كول‮»‬‭.‬
وأضاف‭ ‬‮«‬حمزة‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬منذ‭ ‬أزمة‭ ‬‮«‬البكالوريا‮»‬‭ ‬فهناك‭ ‬حالة‭ ‬جدل‭ ‬وخوف‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬تعدد‭ ‬الأنظمة‭ ‬التعليمية،‭ ‬والتغيرات‭ ‬الطارئة‭ ‬التى‭ ‬مرت‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬مراحل‭ ‬التعليم‭ ‬قبل‭ ‬الجامعى،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬كسر‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬ومنظومة‭ ‬التعليم،‭ ‬حيث‭ ‬يعتبر‭ ‬الكثيرون‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬متسرعة‭ ‬وغير‭ ‬مدروسة‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬تأهيل‭ ‬المعلمين‭ ‬بالمدارس‭ ‬لهذه‭ ‬النظم‭ ‬قبل‭ ‬طرحها‭ ‬وتطبيقها‭ ‬على‭ ‬الطلاب‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الدراسى‭ ‬الجديد‭.‬
وأكد‭ ‬الخبير‭ ‬التربوى،‭ ‬انه‭ ‬يجب‭ ‬عدم‭ ‬تطبيق‭ ‬قرار‭ ‬‮«‬كوزن‮»‬‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬الفنى‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬حتى‭ ‬تمر‭ ‬تجربة‭ ‬‮«‬البكالوريا‮»‬‭ ‬بسلام،‭ ‬وذلك‭ ‬لبث‭ ‬الطمأنينة‭ ‬فى‭ ‬قلوب‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬مما‭ ‬يعود‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬بالإيجاب‭ ‬واستيعاب‭ ‬التغيرات‭ ‬التى‭ ‬تتبناها‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬التعليم،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬استهداف‭ ‬جذب‭ ‬النظم‭ ‬التعليمية‭ ‬الأجنبية‭ ‬لمصر‭.‬
وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬آليات‭ ‬حديثة‭ ‬لم‭ ‬تستخدم‭ ‬أو‭ ‬يتم‭ ‬العمل‭ ‬بها‭ ‬فى‭ ‬المدارس‭ ‬الفنية،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬تطوير‭ ‬المدارس‭ ‬الفنية،‭ ‬خاصة‭ ‬التكنولوجية‭ ‬الجديدة،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬اللجوء‭ ‬لاستخدام‭ ‬أنظمة‭ ‬جديدة،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬الفنى‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬شهد‭ ‬اهتماما‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬خلال‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬والمدارس‭ ‬التكنولوجية‭ ‬تقدم‭ ‬تدريبات‭ ‬عملية‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل،‭ ‬فالقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬دائما‭ ‬يهتم‭ ‬بمدارسه‭ ‬لتحسين‭ ‬بيئة‭ ‬العمل‭ ‬وتطويرها‭ ‬فى‭ ‬مشاريعه‭.‬
منحة‭ ‬يابانية
وأوضحت‭ ‬الدكتورة‭ ‬بثينة‭ ‬عبد‭ ‬الرؤوف،‭ ‬الخبيرة‭ ‬التربوية،‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬الكوزن‮»‬‭ ‬لم‭ ‬يظهر‭ ‬بكامل‭ ‬ملامحه‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يقدم‭ ‬شيئ‭ ‬مميز‭ ‬عن‭ ‬الأنظمة‭ ‬التعليمية‭ ‬الموجودة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬نظام‭ ‬يابانى،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬76‭ ‬مدرسة‭ ‬تطبيقية‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬متسائلة‭.. ‬هل‭ ‬السوق‭ ‬المصرى‭ ‬يحتاج‭ ‬نوع‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬المدارس؟‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬إثراء‭ ‬سوق‭ ‬التعليم‭ ‬فقط؟‭.‬
وأضافت‭ ‬‮«‬عبد‭ ‬الرؤوف‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬الكوزن‮»‬‭ ‬مقرر‭ ‬تطبيقه‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الدراسى‭ ‬الجديد‭ ‬2025‭-‬2026،‭ ‬على‭ ‬مدرسة‭ ‬واحدة‭ ‬بمنطقة‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬رمضان،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تعميمه‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬فهل‭ ‬هذا‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تطوير‭ ‬المدارس‭ ‬الفنية‭ ‬الـ3‭ ‬سنوات‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬سنوات؟‭ ‬أم‭ ‬سيكون‭ ‬نظام‭ ‬منفصل‭ ‬ومستقل‭ ‬بذاته‭ ‬كالمدارس‭ ‬التطبيقية‭ ‬الجديدة‭ ‬‮«‬العربى،‭ ‬السويدى،‭ ‬المصرية‭ ‬للاتصالات‭ ‬we‭..‬إلخ»؟‭.‬
وتساءلت‭ ‬الدكتورة‭ ‬‮«‬عبد‭ ‬الرؤوف‮»‬‭ ‬عن‭ ‬التمويل‭ ‬قائلة‭: ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬منحة‭ ‬أو‭ ‬هدية‭ ‬من‭ ‬اليابان‭ ‬لمصر،‭ ‬فهل‭ ‬ستكون‭ ‬المدارس‭ ‬دون‭ ‬مقابل؟‭ ‬أم‭ ‬ستكون‭ ‬مدارس‭ ‬خاصة‭ ‬بمقابل‭ ‬مادى؟‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬المدارس‭ ‬تم‭ ‬إنشائها‭ ‬لاستقبال‭ ‬الطلاب‭ ‬دون‭ ‬مصاريف،‭ ‬وفوجئنا‭ ‬بأنها‭ ‬تتقاضى‭ ‬مصاريف‭ ‬مرتفعة‭ ‬للغاية‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬16‭ ‬ألف‭ ‬جنيه‭.‬
وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تنوع‭ ‬التعليم‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تعليما‭ ‬تكنولوجيا،‭ ‬فنيا،‭ ‬عاما،‭ ‬تشكيليا،‭ ‬رياضيا،‭ ‬ويتم‭ ‬اختياره‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬للطفل،‭ ‬وأكدت‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬نستعين‭ ‬بنظم‭ ‬تعليم‭ ‬أجنبية،‭ ‬فيجب‭ ‬أن‭ ‬نستهدف‭ ‬التقنيات‭ ‬وليس‭ ‬المناهج،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬المناهج‭ ‬تتبنى‭ ‬دائما‭ ‬ثقافة‭ ‬ومبادئ‭ ‬المجتمع‭ ‬التى‭ ‬تنتمى‭ ‬إليه،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬المناهج‭ ‬جيدة،‭ ‬فلكل‭ ‬منهج‭ ‬طبيعة‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬التى‭ ‬تدرس‭ ‬فيه‭ ‬حسب‭ ‬قيمه‭ ‬ومبادئه،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬رفضت‭ ‬فرنسا‭ ‬تبنى‭ ‬نظام‭ ‬التعليم‭ ‬الفنلندى‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬الأفضل‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬المجمتع‭ ‬الفرنسى‭.‬
تعزيز‭ ‬الفكر
والتقطت‭ ‬أطراف‭ ‬الحديث‭ ‬الدكتورة‭ ‬هبة‭ ‬الصباحى،‭ ‬الخبيرة‭ ‬التربوية،‭ ‬قائلة،‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الكوزن‮»‬‭ ‬يتجه‭ ‬لتعزيز‭ ‬الفكر‭ ‬النقدى‭ ‬للطلاب،‭ ‬وهو‭ ‬نظام‭ ‬فرنسى‭ ‬تم‭ ‬تطويره‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عالم‭ ‬فرنسى‭ ‬1867،‭ ‬وله‭ ‬أهداف‭ ‬كثيرة،‭ ‬ويعتمد‭ ‬على‭ ‬تعليم‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعى،‭ ‬الروبوت،‭ ‬الميكانيكا،‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحيوية،‭ ‬والنظام‭ ‬فوق‭ ‬المتوسط،‭ ‬متطور‭ ‬وراقى،‭ ‬وله‭ ‬مميزات‭ ‬عديدة،‭ ‬ويركز‭ ‬على‭ ‬الفهم‭ ‬وليس‭ ‬الحفظ،‭ ‬والشرح‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الأسئلة‭ ‬والمناقشة‭ ‬لتكوين‭ ‬الابتكار‭ ‬لدى‭ ‬الطفل‭ ‬لصناعة‭ ‬مستقبل‭ ‬يميز‭ ‬مصر‭ ‬عن‭ ‬باقى‭ ‬الدول‭. ‬وأضافت‭ ‬‮«‬الصباحى‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬التعليم‭ ‬اليابانى‭ ‬‮«‬الكوزن‮»‬‭ ‬سيطبق‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الدراسى‭ ‬المقبل‭ ‬على‭ ‬مدرسة‭ ‬بمنطقة‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬رمضان،‭ ‬كنموذج،‭ ‬ثم‭ ‬يتم‭ ‬تعميمه‭ ‬على‭ ‬المدارس‭ ‬الصناعية‭ ‬والفنية‭ ‬ذات‭ ‬الـ‭ ‬5‭ ‬سنوات،‭ ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬طالب‭ ‬‮«‬الكوزن‮»‬‭ ‬يتمتع‭ ‬بمعارف‭ ‬ومهارات‭ ‬تختلف‭ ‬تماماً‭ ‬عن‭ ‬طالب‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة،‭ ‬فعادة‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تأهيله‭ ‬على‭ ‬التطوير‭ ‬التكنولوجى‭ ‬والهندسى‭ ‬وعلوم‭ ‬الحاسب‭.‬وتابعت‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الكوزن‮»‬‭ ‬يزود‭ ‬الطلاب‭ ‬بما‭ ‬يحتاجه‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬مهارات‭ ‬وأفكار‭ ‬تطورية،‭ ‬ويخرج‭ ‬للمجتمع‭ ‬جيلا‭ ‬مؤهلا‭ ‬اقتصاديا‭ ‬وفكريا‭ ‬وخدميا،‭ ‬والخريج‭ ‬سيكون‭ ‬جاهزا‭ ‬دوما‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬التى‭ ‬تقابله‭ ‬فى‭ ‬تخصصه‭. ‬وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬الكوزن‮»‬‭ ‬يعزز‭ ‬مهارات‭ ‬التفكير‭ ‬النقدى‭ ‬لدى‭ ‬الطالب‭ ‬ويدفعه‭ ‬للبحث‭ ‬للتوصل‭ ‬لإنجاز‭ ‬مشروعه،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬الأهم‭ ‬من‭ ‬المنهج‭ ‬هو‭ ‬تدريب‭ ‬المعلم‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬وتأهيل‭ ‬الطلاب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إجراء‭ ‬دورات‭ ‬تمهيدية‭ ‬لتعريفهم‭ ‬بالنظام‭ ‬الجديد،‭ ‬حتى‭ ‬يكونوا‭ ‬جاهزين‭ ‬للتعامل‭ ‬معه،‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬توافر‭ ‬الموارد‭ ‬التكنولوجية‭ ‬بتلك‭ ‬المدارس‭.‬
وأوضحت،‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المعلم‭ ‬ذو‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬تقييم‭ ‬قدرات‭ ‬الطالب‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يظلمه،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬توعية‭ ‬الأسر‭ ‬بمميزات‭ ‬النظام‭ ‬وسلبياته‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬اختياره‭ ‬بقناعة‭.‬
زيادة‭ ‬الإنتاج
وأكد‭ ‬الدكتور‭ ‬حسام‭ ‬الغايش،‭ ‬المحلل‭ ‬الإحصائى‭ ‬خبير‭ ‬دراسات‭ ‬الجدوى‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬الفنى‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬شهد‭ ‬تطورا‭ ‬ملحوظا‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬حيث‭ ‬ارتفع‭ ‬عدد‭ ‬الطلاب‭ ‬الملتحقين‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬1,5‭ ‬مليون‭ ‬طالب‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬الدراسى‭ ‬2013‭/‬2014‭ ‬إلى‭ ‬2,3‭ ‬مليون‭ ‬طالب‭ ‬فى‭ ‬2022‭/‬2023،‭ ‬بزيادة‭ ‬نسبتها‭ ‬53,3%،‭ ‬كما‭ ‬زاد‭ ‬عدد‭ ‬مدارس‭ ‬التعليم‭ ‬الفنى‭ ‬من‭ ‬1,687‭ ‬مدرسة‭ ‬فى‭ ‬2013‭/‬2014‭ ‬إلى‭ ‬3,114‭ ‬مدرسة‭ ‬فى‭ ‬2022‭/‬2023،‭ ‬بنسبة‭ ‬زيادة‭ ‬بلغت‭ ‬84,6%‭.‬
وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الفصول‭ ‬ارتفع‭ ‬من‭ ‬35,800‭ ‬فصل‭ ‬إلى‭ ‬54,200‭ ‬فصل‭ ‬خلال‭ ‬نفس‭ ‬الفترة،‭ ‬بزيادة‭ ‬نسبتها‭ ‬51,4%،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬زادت‭ ‬مخصصات‭ ‬التعليم‭ ‬الفنى‭ ‬بنسبة‭ ‬233,3%،‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬50‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬المالى‭ ‬2021‭/‬2022‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ‭ ‬15‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬فى‭ ‬2014/2015،‭ ‬وتتوزع‭ ‬مدارس‭ ‬التعليم‭ ‬الفنى‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬تخصصات،‭ ‬ويشكل‭ ‬التعليم‭ ‬الصناعى‭ ‬نسبة‭ ‬50‭%‬،‭ ‬والتعليم‭ ‬التجارى‭ ‬34‭%‬،‭ ‬والتعليم‭ ‬الزراعى‭ ‬13%،‭ ‬والتعليم‭ ‬الفندقى‭ ‬3‭%.‬
وذكر‭ ‬‮«‬الغايش‮»‬‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم‭ ‬الفنى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحديث‭ ‬المناهج‭ ‬وتطوير‭ ‬نظام‭ ‬التعليم‭ ‬وفتح‭ ‬مدارس‭ ‬تكنولوجية‭ ‬جديدة،‭ ‬بهدف‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬وتعزيز‭ ‬مهارات‭ ‬الخريجين،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬الفنى‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬حيوى‭ ‬فى‭ ‬دعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى‭ ‬وتعزيز‭ ‬بيئة‭ ‬الأعمال،‭ ‬حيث‭ ‬يسهم‭ ‬فى‭ ‬إعداد‭ ‬كوادر‭ ‬مؤهلة‭ ‬تلبى‭ ‬احتياجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬القطاعات‭ ‬الصناعية‭ ‬والزراعية‭ ‬والتجارية‭ ‬والخدمية‭.‬
وأوضح‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬الفنى‭ ‬يسهم‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬الأيدى‭ ‬العاملة‭ ‬الماهرة‭ ‬التى‭ ‬تحتاجها‭ ‬المشروعات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬الإنتاجية،‭ ‬ويساعد‭ ‬على‭ ‬تقليل‭ ‬معدلات‭ ‬البطالة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأهيل‭ ‬الشباب‭ ‬لسوق‭ ‬العمل‭ ‬مباشرة،‭ ‬ويرفع‭ ‬من‭ ‬كفاءة‭ ‬الصناعات‭ ‬المحلية،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬القدرة‭ ‬التنافسية‭ ‬للمنتجات‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭. ‬وأردف‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬الفنى،‭ ‬على‭ ‬رأسه‭ ‬‮«‬الكوزن‮»‬‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬التطبيقية‭ ‬والتكنولوجية،‭ ‬يوفر‭ ‬كوادر‭ ‬جاهزة‭ ‬للعمل‭ ‬فى‭ ‬المصانع‭ ‬والمشروعات،‭ ‬مما‭ ‬يشجع‭ ‬المستثمرين‭ ‬على‭ ‬ضخ‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬المصرى،‭ ‬ويساعد‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬مهارات‭ ‬رواد‭ ‬الأعمال،‭ ‬ويدعم‭ ‬ثقافة‭ ‬العمل‭ ‬الحر‭ ‬وإنشاء‭ ‬المشروعات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬ويقلل‭ ‬من‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬متطلبات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬والمهارات‭ ‬المتاحة،‭ ‬مما‭ ‬يسهل‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬العمالة‭ ‬المدربة‭. ‬ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬الفنى‭ ‬يعزز‭ ‬الإنتاج‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬دمج‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬فيه،‭ ‬مما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬قطاعات‭ ‬مثل‭ ‬التصنيع‭ ‬والزراعة‭ ‬الذكية‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الابتكار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعليم‭ ‬الطلاب‭ ‬كيفية‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتقدمة‭ ‬فى‭ ‬مجالاتهم‭ ‬المختلفة‭.‬