بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

هَذَا رَأْيِى

هلال شوال ودلالاته

أثارت رؤية هلال شهر شوال هذا العام جدلا واسعا خاصة بين الدول العربية لم تشهدها من قبل وذلك لإعلان نهاية شهر رمضان المبارك وبداية شهر شوال.. وانقسم العالم العربى إلى قسمين قسم أعلن أن السبت ٢٩ مارس هو نهاية شهر رمضان والأحد ٣٠ مارس هو عيد الفطر، وقسم آخر أعلن أن الأحد ٣٠ مارس هو نهاية شهر رمضان وأن الاثنين ٣١ مارس هو عيد الفطر وبداية شهر شوال..هذا الاختلاف بين العالم العربى يدل على ما يعانيه العالم العربى من خلاف حتى على مستوى بداية شهر ونهاية آخر! فإذا كان الهلال واحدا والسماء واحدة والأرض واحدة وفشل العالم العربى فى توحيد رؤيته لهذا الهلال وتحديد أول أيام العيد فما بالك فيما هو أكبر من ذلك!.. فشل العالم العربى فى توحيد لحظة الفرح بعيد الفطر لتوحيد وحدة وتضامن الشعوب العربية والإسلامية فى الاحتفال بعيد الفطر المبارك مع كل التقنيات الحديثة وما وصل إليه علم الفلك من تقدم وكذلك ما طرأ على وسائل الرؤية البصرية من تقدم نستطيع أن تحديد ميلاد شهر جديد أو نهاية شهر منقضٍ شىء يدعو إلى التفكير فى إيجاد مخرج لهذا الاختلاف أو الخلاف إن صح التعبير.. الحديث الشريف عن نبينا الكريم واضح وضوح الشمس ولا لبس فيه وهو «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غُم عليكم فأكملوا ثلاثين..علم الفلك يحدد بدايات الشهور القمرية لمدة قد تصل إلى قرون، ومن دون الدخول فى تفاصيل عن اقتران القمر بالشمس وكم مدته وهل هذه المدة تسمح برؤية الهلال أم لا، علينا أن نذكر فقط أن العبرة برؤية الهلال وليس بمولده.. قد يولد الهلال ولكن يتعذر رويته وحديث رسولنا الكريم يقول «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته» وليس لميلاده..
قد يُرى الهلال فى دولة ولا يرى فى أخرى مجاورة، بسبب اختلاف خطوط الطول، والظروف الجوية، ومعايير الرؤية، وكروية الأرض التى تؤثر على وقت غروب الشمس. 
لذا تختلف بعض الدول فى بداية الأشهر القمرية، وهذا لا يعنى خطأ إحداها، بل هو اختلاف طبيعى سنَّه الله فى الكون. والتيسير فى هذا الأمر من مقاصد الشريعة.. ومع هذا التباين فى الإعلان عن رؤية الهلال، والذى اشعل الجدل بين المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعى حول دقة تحديد موعد العيد، وما كان يُفترض أن يكون لحظة فرح جماعية، تحول إلى ساحة مفتوحة للآراء المتباينة والنقاشات الحادة وصل إلى التراشق بالألفاظ بين مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى..فهل أصبح الهلال رمزا سياديا وساحة لتصفية الحسابات المعلنة غير المعلنة بين العواصم العربية وليس مجرد تقويمٍ قمري؟ حين تختلف العواصم فى «رؤية الهلال»، فلا تسأل عمن رأى الهلال أو من لم يره... بل ابحث عن الخلاف المعلن أو المكتوم بين عواصم الدول العربية.
وحتى نخرج من هذه الدائرة على علماء المسلمين أن يضعوا إطارا ورؤية تلتزم بها الدول الإسلامية فى تحديد بداية الشهور القمرية منعا لهذا الاختلاف ونجدد اقتراحا كان قد عرضه الدكتور نصر فريد واصل، مفتى الجمهورية الأسبق، عضو مجمع البحوث الإسلامية لضرورة توحيد بدايات الشهور الهجرية على مستوى العالم الإسلامى، من خلال القمر الصناعى الإسلامى لتتحقق وحدة الأمة الإسلامية من خلال توحيد بدايات الشهور الهجرية، وحيث إن جميع الدول الإسلامية تشترك مع بعضها فى جزء من الليل ومع المملكة العربية السعودية ومع سهولة الاتصال بين كل هذه الدول من دون وجود عائق.
وعليه إذا ثبتت رؤية الهلال فى أى دولة إسلامية، سواء من خلال اللجان الشرعية والعلمية أو القمر الصناعى الإسلامى، الذى يمكن استخدامه فى تحقيق ذلك، تثبت الرؤية فى كل الدول الإسلامية التى تشترك مع هذه الدولة فى جزء من الليل.. نحن فى أمس الحاجة لتوحيد رؤية أهلة الشهور الهجرية فإذا اتحدنا فى توحيد بدايات الشهور الهجرية وفى عباداتنا ومناسباتنا الدينية، عسى أن نتوحد فى كل الأمور الأخرى، سواء السياسية أو الاقتصادية.. بدلا من أن يصبح ‏الهلال هلالا سياسيا ويصبح الفلك مرآة للسياسة.

[email protected]