بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ﻳﺎ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻌﻴﺪ أﻧﺴﺘﻴﻨﺎ.. ﺑﻼﻏﺔ ﺑﺎﺋﻊ ﻣﺘﺠﻮل

بوابة الوفد الإلكترونية

كانت الأقدار ترسم خطاها، فقد خرجت أم كلثوم من بيتها متوجهة للإذاعة وسط القاهرة، فى الوقت الذى سارت فيه عربة صغيرة لبائع متجول، تقابل الاثنان، شفاة البائع المتجول وآذان قادرة على السماع هى أذان أم كلثوم، فى اللحظة المقدرة سمعت كوكب الشرق البائع المتجول يهتف «يا ليلة العيد أنستينا» قابلت بعدها بيرم التونسى فأكمل بعضًا ثم تأخذ فأكملها أحمد رامى، ثم بدأ على الفور «رياض السنباطى» تلحينها، وكان ما كان من إنجاز هذه الأغنية الرائدة، إذ أصبحت المتحدث الإعلامى لإعلان أن غداً هو يوم العيد، ومن يستمع إلى هذا المقطع الافتتاحى يجده موزونًا على بحر «مجزوء الوافر» وتفعيلاته «مفاعيلٌ مفاعيلٌ» ولتصبح أغنية «يا ليلة العيد» نموذجًا متفردًا ما بين أغانى المناسبات التى أكثرها يسقط، وأكثر ما يسقط منها هو إفرازات العقود المتأخرة، فانطلقت أغنية «يا ليلة العيد» بمقام «البياتى» ذلك المقام الذى لا يخلو من روح الخفة والشعبية، فأكثر الشعبيات منه، انطلقت الأغنية تجوب ربوع مصر عبر الإذاعة تقول كلماتها الخلابة: «يا ليلة العيد أنستينا.. وجدتى الأمل فينا.. هلالك هل لغينا.. فرحناله وغنينا.. وقلنا السعد حيجينا.. على قدومك يا ليلة العيد.. جمعتى الأنس ع الفلان.. ودار الكأس على الندمان.. وغنى الطير على الأغصان.. يحيى الفجر ليلة العيد.


لتنطلق الأغنية بعد مطلعها فى وصف أجواء الطبيعة ليلة وفجر العيد إلى انطلاق جديد نحو الذات المحبة المتطلعة للحبيب فتواصل الكلمات تألقها عبر كلمات رامى: «حبيبى مركبة تجرى.. وروحى فى النسيم تسرى.. وقولوا له يا جميل بدرى حرام النوم فى ليلة العيد.. يا نور العين يا غالى.. يا شاغل مهجتى وبالى.. تعالى اعطف على حالى.. وهنى القلب بليلة العيد.
ثم تعود الكلمات فى زهو إلى الطبيعة مجددًا «يا نيلنا ميتك سكر.. وزرعك فى الغيطان نور.. تعيش يا ليل ونتهنى.. ونحيى لك ليالى العيد».
فى المقطع الأخير «يا نيلينا ميتك سكر» كان مقطعًا فى فيلم «دنانير» يقول: «يا دجلة ميتك عنبر.. وزرعك فى الغيطان نور.. تعيش هارون يعيش جعفر.. ونحيى لكم ليالى العيد.
وفى إحدى حفلات أم كلثوم كان قد حضرها الملك فاروق وكانت تشدو بهذه الأغنية فقالت مغنية: «يا نيلنا ميتك سكر.. وزرعك فى الغيطان نور.. يعيش فاروق ويتهنى.. ونحيى له ليالى العيد».
إلا أن هذا المقطع المتغير مع الملك فاروق ماعدنا نسمعه بعد ثورة 1952 لولا ظهور «السوشيال ميديا» و«اليوتيوب» التى أظهرت لنا كثيرًا مما كان محجوبًا ولتظهر أغنيات للعيد بعد «يا ليلة العيد» لكنها لم تصل إلى مداها