بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

دوحة‭ ‬المقاصد

الأعياد

العيد‭ ‬فى‭ ‬الإسلام‭ ‬دوحة‭ ‬للحب‭ ‬والجمال‭ ‬والسعادة‭ ‬والعطاء‭ ‬والفرح‭ ‬والإحسان،‭ ‬خص‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬أمة‭ ‬حبيبه‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬بيومين‭ ‬تتجلى‭ ‬فيهما‭ ‬هذه‭ ‬المعانى؛‭ ‬وهما‭ ‬يوم‭ ‬الفطر‭ ‬ويوم‭ ‬الأضحى،‭ ‬والمتأمل‭ ‬يجد‭ ‬أن‭ ‬الأعياد‭ ‬مقرونة‭ ‬بالعبادات‭ ‬الكبرى‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تتكرر‭ ‬إلا‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬فى‭ ‬العام،‭ ‬فكان‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬عقب‭ ‬شعيرة‭ ‬الصيام،‭ ‬ويوم‭ ‬الأضحى‭ ‬فى‭ ‬شعيرة‭ ‬الحج،‭ ‬ودلالة‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الأعياد‭ ‬مكافئة‭ ‬وجائزة‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬لعباده،‭ ‬وتلك‭ ‬حكمة‭ ‬كبرى‭. ‬
ولو‭ ‬تأملنا‭ ‬فى‭ ‬مقاصد‭ ‬الأعياد‭ ‬فإنا‭ ‬نجمل‭ ‬بعضها‭ ‬فيما‭ ‬يأتى‭:‬
1-‭ ‬مقصد‭ ‬الثناء‭ ‬والحمد‭: ‬ففى‭ ‬العيدين‭ ‬شرع‭ ‬الثناء‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التهليل‭ ‬والتسبيح‭ ‬والحمد‭ ‬والتكبير،‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬ولتكملوا‭ ‬العدة‭ ‬ولتكبروا‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هداكم‭ ‬ولعلكم‭ ‬تشكرون‮»‬‭ {‬البقرة‭: ‬185‭}‬،‭ ‬وقال‭: ‬‮«‬ويذكروا‭ ‬اسم‭ ‬الله‭ ‬فى‭ ‬أيام‭ ‬معلومات‮»‬‭ {‬الحج‭: ‬28‭}‬،‭ ‬ونص‭ ‬العلماء‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أفضل‭ ‬الصيغ‭ ‬أن‭ ‬يكبر‭ ‬قائلاً‭: ‬الله‭ ‬أكبر‭ ‬الله‭ ‬أكبر،‭ ‬لا‭ ‬إله‭ ‬إلا‭ ‬الله،‭ ‬والله‭ ‬أكبر‭ ‬الله‭ ‬أكبر،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭. ‬
2-‭ ‬مقصد‭ ‬الابتهاج‭: ‬الأعياد‭ ‬فى‭ ‬الإسلام‭ ‬من‭ ‬مقاصدها‭ ‬الفرح‭ ‬والابتهاج‭ ‬ونشر‭ ‬السرور،‭ ‬قال‭ ‬رسول‭ ‬الله–صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭-:‬‮»‬للصائم‭ ‬فرحتان‭: ‬فرحة‭ ‬عند‭ ‬فطره،‭ ‬وفرحة‭ ‬عند‭ ‬لقاء‭ ‬ربه‮»‬‭ {‬متفق‭ ‬عليه‭}‬،‭ ‬وقال‭ ‬ابن‭ ‬الأعرابى‭: ‬‮«‬سمى‭ ‬العيد‭ ‬عيداً‭ ‬لأنه‭ ‬يعود‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬بفرح‭ ‬مجدد‮»‬‭. ‬
3-‭ ‬مقصد‭ ‬التميز‭: ‬يوم‭ ‬الفطر‭ ‬ويوم‭ ‬الأضحى‭ ‬من‭ ‬خصائص‭ ‬الأمة‭ ‬المحمدية،‭ ‬وبهما‭ ‬يكون‭ ‬التميز‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬الأمم؛‭ ‬لتبرز‭ ‬شخصية‭ ‬الأمة‭ ‬المحمدية،‭ ‬قال‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬لأبى‭ ‬بكر‭ ‬الصديق‭ ‬–‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنه‭: ‬‮«‬يا‭ ‬أبا‭ ‬بكر،‭ ‬إن‭ ‬لكل‭ ‬قوم‭ ‬عيداً،‭ ‬وهذا‭ ‬عيدنا‮»‬‭ {‬متفق‭ ‬عليه‭} ‬وقوله‭ ‬–‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭-: ‬‮«‬يوم‭ ‬عرفة،‭ ‬ويوم‭ ‬النحر،‭ ‬وأيام‭ ‬التشريق،‭ ‬عيدنا‭ ‬أهل‭ ‬الإسلام،‭ ‬وهى‭ ‬أيام‭ ‬أكل‭ ‬وشرب‮»‬‭ {‬رواه‭ ‬أبو‭ ‬داود‭}‬
3-‭ ‬مقصد‭ ‬العزة‭: ‬يبرز‭ ‬مقصد‭ ‬العزة‭ ‬فى‭ ‬العيدين‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المشاهد‭ ‬المزلزلة‭ ‬التى‭ ‬تتلاحم‭ ‬فيها‭ ‬صيحات‭ ‬التكبير‭ ‬مع‭ ‬خروج‭ ‬المسلمين‭ ‬لصلاة‭ ‬العيد‭ ‬فى‭ ‬الخلاء،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬دعا‭ ‬الرسول–‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم–‭ ‬أن‭ ‬يشاهدها‭ ‬ويشارك‭ ‬فيها‭ ‬الجميع،‭ ‬حتى‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعذار،‭ ‬فعن‭ ‬أم‭ ‬عطية‭ ‬نسيبة‭ ‬بنت‭ ‬كعب‭ ‬قالت‭: ‬‮«‬أمرنا‭ ‬أن‭ ‬نخرج‭ ‬الحيض‭ ‬يوم‭ ‬العيدين،‭ ‬وذوات‭ ‬الخدور،‭ ‬فيشهدن‭ ‬جماعة‭ ‬المسلمين‭ ‬ودعوتهم،‭ ‬ويعتزل‭ ‬الحيض‭ ‬عن‭ ‬مصلاهن،‭ ‬قالت‭ ‬امرأة‭: ‬يا‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬إحدانا‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬جلباب؟‭ ‬قال‭: ‬لتلبسها‭ ‬صاحبتها‭ ‬من‭ ‬جلبابها‮»‬‭ {‬رواه‭ ‬البخاري‭}‬
4-‭ ‬مقصد‭ ‬الوحدة‭ ‬والاتحاد‭: ‬فصلاة‭ ‬العيد‭ ‬حلقة‭ ‬من‭ ‬فقه‭ ‬الصلاة‭ ‬فى‭ ‬صناعة‭ ‬الوحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬بين‭ ‬المسلمين،‭ ‬فصلوات‭ ‬الخمس‭ ‬تصلى‭ ‬فى‭ ‬المساجد‭ ‬الصغيرة؛‭ ‬كدائرة‭ ‬للتعارف‭ ‬بين‭ ‬حيز‭ ‬عمرانى‭ ‬صغير،‭ ‬ثم‭ ‬تتسع‭ ‬فى‭ ‬صلاة‭ ‬الجمعة‭ ‬التى‭ ‬تكون‭ ‬فى‭ ‬المسجد‭ ‬الجامع‭ ‬لأبناء‭ ‬الحى‭ ‬الواحد،‭ ‬وتتسع‭ ‬أكثر‭ ‬فى‭ ‬صلاة‭ ‬العيدين‭ ‬عندما‭ ‬يخرج‭ ‬أهل‭ ‬البلدة‭ ‬كلهم‭ ‬للصلاة‭ ‬فى‭ ‬الخلاء‭. ‬
5-‭ ‬مقصد‭ ‬التراحم‭: ‬يتجلى‭ ‬هذا‭ ‬المقصد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التزاور‭ ‬بين‭ ‬المسلمين،‭ ‬وصلة‭ ‬الأرحام،‭ ‬والتهانى‭ ‬والتهاد،‭ ‬ى‭ ‬وإكرام‭ ‬الفقير‭ ‬بزكاة‭ ‬الفطر،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬الصلة‭ ‬والبر‭. ‬
6-‭ ‬التوسعة‭: ‬الأعياد‭ ‬هدفها‭ ‬التوسعة‭ ‬على‭ ‬الأهل‭ ‬فى‭ ‬المطعم‭ ‬والمشرب‭ ‬وممارسة‭ ‬بعض‭ ‬اللهو‭ ‬الحلال؛‭ ‬ما‭ ‬يسعد‭ ‬القلب‭ ‬والفؤاد‭. ‬
وهناك‭ ‬مقاصد‭ ‬أخرى‭ ‬عديدة‭ ‬للأعياد‭ ‬هدفها‭ ‬نشر‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬وجبر‭ ‬الخواطر‭ ‬وإدخال‭ ‬السرور‭ ‬على‭ ‬النفوس،‭ ‬والمسامحة‭ ‬والمصالحة،‭ ‬والاستمتاع‭ ‬بالنعم،‭ ‬وتكريم‭ ‬أهل‭ ‬الطاعات‭ ‬بما‭ ‬يشمله‭ ‬العيد‭ ‬من‭ ‬جوائز‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬للعباد‭. ‬