الفرق بين زكاتي الفطر والمال والصدقة.. مجمع البحوث الإسلامية يوضح

قال مجمع البحوث الإسلامية إن الزكاة تعد ركنًا أساسيًا من أركان الإسلام، وهي فرض واجب على المسلمين، لكن تختلف أنواع الزكاة وأحكامها، حيث تنقسم إلى زكاة الفطر وزكاة المال، ولكل منهما شروطها وأحكامها، بينما تأتي الصدقة كعمل تطوعي مستحب.
زكاة الفطر.. عبادة تتعلق بالأبدان:
أكد المجمع أن زكاة الفطر تتعلق بالأبدان، أي أنها تجب على كل مسلم قادر على إخراجها، وليس شرطًا فيها امتلاك النصاب، كما هو الحال في زكاة المال. وأوضح أنها تجب على من تلزمه النفقة، أي أن رب الأسرة مسؤول عن إخراجها عن نفسه وعن من يعولهم.
وأشار المجمع إلى أن وقت وجوب زكاة الفطر يكون عند غروب شمس آخر يوم من رمضان، ويكفي في وجوبها أن يكون لدى المسلم قوت يومه.
كما أوضح أن مصارف زكاة الفطر محددة، حيث تصرف للفقراء والمساكين فقط، وذلك لتحقيق الهدف الأساسي منها، وهو إدخال الفرحة على المحتاجين يوم العيد، ومساعدتهم على تأمين احتياجاتهم الأساسية.
زكاة المال.. عبادة تتعلق بالأموال:
أما زكاة المال، فقد أوضح المجمع أنها تتعلق بالمال وليس بالأبدان، وهي تجب على من يمتلك المال، ولكن بشروط، حيث يجب أن يبلغ المال النصاب الشرعي، وهو الحد الأدنى الذي يجب أن يكون بحوزة الشخص حتى يصبح ملزمًا بإخراج الزكاة، بالإضافة إلى مرور عام هجري كامل على امتلاك هذا المال.
وأضاف المجمع، أن زكاة المال تختلف في مصارفها عن زكاة الفطر، حيث يتم توزيعها على ثمانية أصناف حددها القرآن الكريم في قوله تعالى:
(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 60].
الصدقة.. عبادة تطوعية بلا شروط:
أوضح المجمع أن الصدقة تختلف عن الزكاة في أنها ليست واجبة، بل هي تطوع يقوم به المسلم تقربًا إلى الله، دون أن يكون ملزمًا بمبلغ معين أو وقت محدد.
وأضاف، أن الصدقة يمكن أن توجه لأي مصالح عامة، حيث يجوز صرفها على أعمال الخير، مثل بناء المدارس والمستشفيات ودعم الفقراء والمحتاجين، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، كما يمكن التصدق بها على الوالدين وأفراد العائلة وغيرهم.
الفرق بين الزكاة والصدقة:
أكد مجمع البحوث الإسلامية أن الفرق الأساسي بين الزكاة والصدقة يكمن في أن الزكاة فريضة ولها شروط ومصارف محددة، بينما الصدقة مستحبة ويمكن إنفاقها في أي وجه من وجوه الخير.
واختتم المجمع حديثه بالتأكيد على أهمية إخراج الزكاة والصدقات، لما لها من دور في تحقيق التكافل الاجتماعي، وتقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وإدخال السرور على قلوب المحتاجين، خصوصًا في الأعياد والمناسبات الدينية.
