بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

أزمة الدراما والحكومة المستجيبة

الحكومة المستجيبة للناس هى أحد عناصر الحكم الرشيد.. وهى أساس تحرك المسئولين بسرعة لتلبية مطالب الناس والتفاعل معهم وما يطرحونه من آراء وشكاوى وتحذيراتها، والحكومة المستجيبة لا ينتظر فيها المسئولون توجيهات من الجهات الأعلى.. بل يتحركون فور معرفتهم بما يدور بين الناس.. والحكومة التى يكون فى بداية حديث أى مسئول أو بيان رسمى «جملة إنه فى إطار توجيهات فلان الفلانى» المسئول الأعلى أعرف أنها فقدت عنصراً مهماً من دورها فى إدارة موارد الدولة المسئولة عنها. 
أقول هذا بمناسبة ما أثاره الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الأسبوع الماضى من أزمة الدراما فى رمضان، وما جاء بها من كمية عنف والتلاعب بقيم وأخلاق المجتمع مطالباً بتشكيل لجنة من علماء الاجتماع والنفس وخبراء الدراما لمناقشة هذه القضية. 
وفور حديث الرئيس تحركت الحكومة والأحزاب الموالية وشكلت لجاناً لمناقشة الموضوع رغم أن أعضاء هذه اللجان من المنتجين والمتسببين فى هذه الحالة.. والغريب أن أقلام وكتاب كثيرين حذروا من هذه الظاهرة منذ سنوات، وطالبوا بأن تكون دراما رمضان بلا عنف أو خمر ومخدرات وعلاقات غير سوية وتدخين وأن تكون دراما لإبراز القيم الإيجابية فى المجتمع. 
وكاتب هذه السطور منذ عامين كتب مقالاً طالب فيه بوضع ميثاق شرف للدراما يلتزم به المنتجون قبل أى فرد فى المنظومة وهو ميثاق ضرورى حتى لا يتم تقييد الإبداع الذى نؤيده بأن يكون بلا حدود أو قيود بما لا يمنع أن تتناول الدراما السلبيات فى المجتمع والظواهر السلبية الموجود أو يدق ناقوس الخطر لظواهر قد تحدث خصوصاً إن المبدع الحقيقى الموهوب عنده استشراف ورؤية مختلفة عن أى شخص آخر. 
ولكن الحكومة لم تلتفت إلى هذه الكتابات وحديث النقاد بل بعض النجوم، وتحولت الأعمال الدرامية إلى إظهار أن مصر بلد يقتل فيها الناس دون عقاب وأن رجال الأعمال حيتان فساد، وأن الصعايدة إما تجار مخدرات أو سلاح أو قتله وأن المطاريد فى كل مكان.. وكالعادة المصرية تكون الشرطة آخر من يعلم.. 
 الحكومة لم تستجب ولم تتحرك ولا حتى الزملاء فى المؤسسات الضابطة المالكة لوسائل الإعلام لم يتحركوا ولا حتى النقابات الفنية وغرف الإنتاج السينمائى والدرامى.. واكتفت الحكومة برفع أسعار التصوير فى الشوارع إلى مبالغ خرافية ما أدى إلى التصوير فى بلاد ثانية رغم أنها دراما مصرية لحماً ودماً.. 
 لو كانت الحكومة دعت الأطراف المختلفة المسئولة عن الإنتاج الفنى بشقيه الدرامى والسينمائى منذ بداية التحذير من هذه الظاهرة وطلبت منهم وضع ميثاق الشرف الأخلاقى للعمل الدرامى يوازن بين ما يطرح للناس والإبداع بلا حدود ووقف وتيرة العنف والمخدرات والخمر والعلاقات غير السوية فى دراما رمضان، فقط لكانت حققت إنجازاً مهماً، وحمت منظومة القيم من الانهيار. 
لكن الحكومة انتظرت حتى شعر رأس الدولة بهذه الأزمة ووجه بالتدخل لمناقشة هذه الظاهرة فتحركت الحكومة والهيئات والأحزاب والنقابات مسرعة لتظهر أمام الرئيس أنها مستجيبة له.