موائد السحور تفترش مساجد الإسماعيلية في أواخر رمضان
لعشرات الامتار تمتد موائد السحور داخل مساجد الإسماعيلية يوميًا خلال العشر الأواخر من رمضان عقب الانتهاء من صلاة التهجد، موائد مفتوحة للجميع الكهل والشاب ...الغني والفقير ...الطفل والمرأة الكل يجتمع على مائدة الخير داخل المساجد لتناول السحور والانتظار حتى صلاة الفجر .
خبز وتمر ولبن … ابرز ما يفترش على موائد السحور التي يقيمها مواطنون بالجهود الذاتية داخل المساجد ... دقائق معدودة يتناول خلالها الجميع طعام السحور وهم يتعارفون فيما بينهم بعد ساعات طويلة قضوها جنبا إلى جنب في صلاة التهجد.
...لحظات يتقارب فيها المصلون من بعضهم يتعارفون على بعضهم، قبل أن يتفرق الجمع وينقضي مع انتهاء الشهر الفضيل .
ويقول محمد عبد الكريم أحد المشاركين في تجهيز مائدة السحور "مائدة السحور بالمسجد هي المائدة الوحيدة التي يتجمع فيها جميع الأعمار والفئات ...لا فرق بين طبيب وعامل ولا فقير وغني ...الكل جنبا لجنب يتناول السحور وهي فرصة طيبة لإقامة علاقات طيبة بين المصلين وتعارف الناس في جو إيماني لن يتكرر إلا كل عام " .
وفي مصلى النساء يبدو المشهد مختلف نسبيا فاعداد النساء التي تنتظر لتناول السحور وصلاة الفجر عادة ما تكون أقل من اعداد الرجال، لكن تعاونهن فيما بينهن في اعداد وتجهيز وجبات السحور يبدو كبوفيه مفتوح، فكل واحدة منهن أتت صنفا من الطعام وتم وضعه أمام الجميع ليتاح للكل التناول منه .
وتقول هند وصديقاتها إلهام وزينب "هذه عادتنا طوال العشر الأواخر من شهر رمضان، كل واحدة منا تأتي بصنف من الطعام والشاي والقهوة، وعقب انتهاء صلاة التهجد نفترش الأرض بما اتينا به وندعوا المصليات لتناول السحور معنا، " وتضيف "هذه الدقائق التي نتناول فيها السحور بين التهجد وقبيل الفجر نحرص خلالها على الحفاظ على آداب المسجد ونقوم بتنظيف المسجد عقب تناول السحور " .
وينتشر في محيط المساجد عدد من باعة الأطعمة السريعة والقهوة، وتلقى هذه التجمعات رواجا ويقبل المصلين على شراء احتياجاتهم من السحور.
ويقول محمد بائع للقهوة السريعة: "المصلين يقبلون على شرب القهوة والشاي خلال الساعات بين التراويح والتهجد وقبل الفجر حتى يعينهم على الاستيقاظ والانتباه أثناء الصلاة، "ويضيف ": رزق رمضان واسع وربنا بيبعت لنا الناس ده عشان نسترزق وعشان هم يقدروا يتعبدوا يمكن ينولنا دعوة حلوة منهم " .
مشهد السحور هو المشهد المتكرر طوال العشر الأواخر الذي يجمع أهالي الحي والمصلين الذين يتوافدون على مساجد بعينها للصلاة فيها خلف ائمة وقراء من أصحاب الأصوات العذبة، وتعد مساجد الرحمن الرحيم بحي جاردن سيتي، وبدر بحي الشيخ زايد، وأبو بكر الصديق بحي الأفرنج، والصالحين بحي السلام، والمطافي بحي عرايشية مصر، والزهراء بحي الجامعة القديمة، والاسراء، من أكثر المساجد جذبًا للمصلين .