بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

عالمًا جليلًا ورمزًا للوسطية.. من هو الراحل الدكتور محمد المحرصاوي

بوابة الوفد الإلكترونية

في مشهد مهيب، ودّعت مصر والأمة الإسلامية أحد رموز العلم والدعوة، الدكتور محمد حسين المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر السابق، الذي رحل عن عالمنا يوم الخميس 27 مارس 2025، عن عمر ناهز 62 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا علميًا وفكريًا سيظل خالدًا في ذاكرة الأزهر وطلابه ومحبيه.

مسيرة علمية حافلة بالعطاء

وُلد الدكتور المحرصاوي في 11 أغسطس 1962 بالقاهرة، والتحق بجامعة الأزهر حيث تخرّج في كلية اللغة العربية عام 1985. لم يكن مجرد طالب علم، بل كان شغوفًا باللغة والبحث العلمي، ما دفعه للحصول على درجة الماجستير في اللغويات عام 1992، ثم نال درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى عام 1996.

تدرّج في المناصب الأكاديمية، حيث عمل أستاذًا في كلية اللغة العربية، ثم شغل منصب عميد الكلية، قبل أن يتولى قيادة جامعة الأزهر في مايو 2017، ليصبح أول رئيس غير طبيب يتولى هذا المنصب منذ سنوات. استمر في رئاسته حتى أغسطس 2022، وخلالها كان مثالًا للقيادة الحكيمة، حيث سعى إلى تطوير العملية التعليمية وتعزيز مكانة الأزهر على المستويين المحلي والدولي.

قيمة علمية وأخلاقية نادرة

عُرف الدكتور المحرصاوي بعلمه الغزير وشخصيته المتواضعة، وكان أحد رموز الوسطية الأزهرية التي توازن بين الأصالة والتجديد. ترك بصماته في المكتبة الإسلامية عبر العديد من المؤلفات والأبحاث القيّمة في مجال اللغويات، كما كان داعمًا قويًا لطلاب العلم، حريصًا على نشر تعاليم الإسلام السمحة، بعيدًا عن الغلو والتشدد.

نعاه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مشيدًا بجهوده في خدمة الأزهر وطلابه، ومؤكدًا أن وفاته خسارة فادحة للمؤسسة الأزهرية وللأمة الإسلامية.

وداع مهيب في الجامع الأزهر

في لحظة وداع تليق بمكانته، شُيّع جثمان الفقيد عقب صلاة الجمعة في الجامع الأزهر، وسط حضور مهيب ضم كبار علماء الأزهر وقياداته وطلابه، الذين اجتمعوا ليودعوه إلى مثواه الأخير. امتلأت ساحة الجامع بالدعوات له بالرحمة والمغفرة، فيما ظهر التأثر واضحًا على وجوه محبيه وزملائه.

إرث خالد في ذاكرة الأزهر

برحيل الدكتور محمد المحرصاوي، فقد الأزهر عالمًا جليلًا كرّس حياته لخدمة العلم والدين، لكن أثره سيظل باقيًا في طلابه وفي كتبه وأبحاثه التي ستظل مرجعًا للأجيال القادمة. لن يكون غائبًا عن الأزهر، فقد حفر اسمه في سجل العلماء الذين قدموا حياتهم لخدمة الإسلام والعلم الشرعي، ليبقى نهجه نبراسًا يُهتدى به في الأزهر الشريف وخارجه.