بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

بين السطور

حديث الرئيس لإنقاذ مجتمع يئن من دراما لا تمثله

كتبت مرارا وتكرارا عن ضرورة النهوض بالفن المصرى فى زاويتى هذه وطالبت الفنانين بالارتقاء فى انتقاء اعمالهم الفنية وكلمات أغانيهم وأن يعملوا على إعادة الحركة الفنية بمصر الى سابق عهدها، فقد كانت مصرنا الجميلة بفنها وفنانينها السابقين فى الصدارة والريادة فى كل شىء فما بالنا بالحالة الفنية آنذاك حيث كانت هوليود العرب، ومازالت كل الدول ترنوا إلى الفن المصرى بل وأصبحت تعيش عليه الآن وفتحت قنوات مخصصة للأفلام والمسلسلات المصرية حتى الآن وأغانى الطرب المصرى الشرقى الأصيل الرائدة فى كل المجالات رغم انف الحاقدين، فكنت أظن من كثرة كتاباتى فى هذه الجزئية أنه لا فائدة لدرجة أن الناس تعلق كثيرا وتطالب معى حتى أصابنى اليأس من تدهور الدراما وأفلام البلطجة، وكنت أرى وأسمع أنا وغيرى ألفاظ نابية يستخدمها السوقة والغوغاء وطغى على المشهد البلطجة والمخدرات والقتال بالأسلحة، وكأن هذه هى البطولة، ويتبرم المشاهد من تجسيد المرأة المصرية بصورة يندى لها الجبين حتى جاءت مسلسلات هذا الموسم الرمضانى لنجد أنها أتت على صورة مجتمعنا المترابط ومزقت شخصيات المجتمع الأساسية وتبارت تلك المسلسلات التى لا تنم عن مجتمعنا المصرى الأصيل فى تشويه صورته، فخرجت إلى الميديا لأطالب فى عدة فيديوهات كل المسئولين بوقف هذا النزق الفنى الذى يطعن فى جسد المجتمع بصفة عامة والطعن فى نزاهة وشرف المرأة بصفة خاصة ويسيىء لمصرنا الحبيبة، فمعظم تلك الأعمال تشبه سوق النخاسة فصوروا فى بعضها المرأة التى تذهب لجهات التحقيق ليجرى لها تحاليل ولمن مارست معهم الرذيلة وهم من أبناء دائرتها حتى يتم التعرف على والد من تحمله فى رحمها، وبعد انتقادات وبلاغات ضد المسلسل خرج الممثل على احدى الفضائيات العربية ليؤكد أنه مسلسل كوميدى، فأين الضحك فى مسلسل فاق حد الزنا والدعارة ونشر الفجور؟، ومسلسل آخر خرج أحد العتاولة اللى فيه فى مشهد ليخبر أحد أصدقائه أنه ترك زوجته بالمنزل يفعل بها من 3 رجال وقال لفظ «داعر» دون حياء تأنف الأذن من سماعه، بالاضافة لأعمال أخرى تتضمن مشاهد عنف وتحريض وانتقام بجانب احتوائها على ألفاظ وإيحاءات وغيره من أعمال أخرى لا أود تناولها لأنها سقطت فى مرمى نيران الانتقاد، والمطالبة بالغاء كل هذه الأعمال الهدامة للمجتمع والطعن فى جسده مما جعلت الشارع المصرى يرفضها معلنا أنها لا تنم عن مجتمعنا وكأن تلك الأعمال أمطرتها جهنم على مجتمعنا لتحرق مبادئه وقيمه، مما دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى، صناع الدراما، إلى تقديم دراما إيجابية باعتبارها عنصراً فعالاً فى تشكيل الوعى المجتمعى وتقديم رسائل بناءة تدعم تطور الوطن، وتساهم فى بناء الأمة. كما تحدث الرئيس السيسى عن ضرورة إسهام الأعمال الدرامية والإعلام فى تعزيز الأخلاق والقيم المصرية الأصيلة، مشيراً إلى أدوار أخرى للفن وليس مجرد وسيلة للتسلية، وطالب السيسى صناع الفن بعدم رعاية الغث والهزل، داعياً للبحث عن الصالح ودعمه، فيما أشاد بتجربة الفنان سامح حسين فى برنامجه المعروض على منصات مواقع التواصل الاجتماعى ويلقى ردود فعل إيجابية.
وقال الرئيس السيسى، فى كلمته خلال لقاء المرأة المصرية والأم المثالية، إن الدولة تجرى مراجعة لصناعة الفن، بفعل الواقع الذى تغيَّر فى الفترة الحالية، وأضاف أنه عندما حدثت تطورات على مدار 40 سنة مضت، بدأ تليفزيون الدولة يكون محملًا بأعباء ما جعله غير قادر على أداء هذا الدور، فتحول الأمر من صناعة إلى تجارة، مشيرا إلى أن هناك إمكانية لتحقيق أرباح جيدة ويكون العمل فى نفس الوقت جيدًا، معقبًا أنا خايف على الذوق العام بتاعنا، وبين أن الإعلام له تأثيرًا كبيرًا، وكذلك الأمر بالنسبة للمسجد والكنيسة، وأيضًا المدرسة والجامعة والأسرة، لافتًا إلى أن هناك تداخلًا بين هذه العناصر، فإذا حدث تطرف فى الإعلام والفن ينعكس ذلك أيضًا على المجتمع، مضيفا: أنه إذا كانت تكلفة صناعة الدراما تصل لنحو 30 مليار جنيه فإن تأثيرها على المجتمع يبلغ أرقامًا كبيرة للغاية تنفقها الدولة فى أشياء أخرى، قائلا مجتش فى 30 مليار عشان نعمل توازن فى الصناعة ونرجعها لدورها تانى، وتابع: ده مش معناه إنى أمنع، لكن بقول يبقى فى صياغة وتنظيم للموضوع، إحنا بنشاور وبنقول خلى بالكم، قبل كده كان فى توازن، لكن أبتدى يبقى فى خلل كبير، أنا نقلت نبض الناس، مش وجهة نظر فوقية، أنا بيجيلى قياسات رأى ودراسات وكلها تتحدث عن هذا الموضوع واخد اتجاه تصاعدى، وكلها أتكلمت عن أهمية مراجعة أنفسنا فى هذا الملف، وبعث السيسى رسالة طمأنة للعاملين بالقطاع الفنى قائلًا: لما نطرح موضوع ميخوفش حد، لأن اللى بيعمل ده دلوقتى هما اللى هيعملوا بعدين، هنجيب منين، هم دول الفريق اللى موجود سواء المخرجين والكتاب والممثلين، بس إحنا بنقول هنظم الموضوع بشكل أكبر من الشكل اللى أحنا ماشيين به، لقد جاءت توصيات كلام رأس الدولة المصرية المتضمن حلولا لجراح عشناها من جراء مشاهدات لأعمال بها عوار وقبح تلاحقنا كقوالب الطوب وطلقات الرصاص، لقد كان حديثه بمثابة طبطبة على جراح المجتمع وخصوصا المرأة المصرية التى هى نصف المجتمع.. سيادة الرئيس لكم عظيم التحية.