مفتي الجمهورية: حين تضيق الدنيا.. ابحث عن الطمأنينة في الصلاة

في خضم ضغوط الحياة وصخبها، قد يشعر الإنسان أحيانًا بالضيق والاختناق، وكأن الأبواب كلها مغلقة أمامه، لكن، قال مفتي الجمهورية فضيلة الدكتور نظير محمد عياد، أن الحل الحقيقي لا يكمن في البحث عن المساعدة لدى الناس، بل في العلاقة مع الله، وبالأخص من خلال الصلاة.
الصلاة.. سرّ الطمأنينة والراحة
وأضاف عياد أن هناك سرّ عظيم بين الصلاة والشعور بالطمأنينة، فليس هناك من يسجد لله بصدق، ثم يخرج من سجوده مهمومًا، لأن الصلاة ليست مجرد طقوس تؤدَّى، بل هي لقاء روحي بين العبد وربه، ومتنفسٌ للقلب المثقل بالهموم.
واستشهدا عياد بقول النبي ﷺ: "أرحنا بها يا بلال!"، لم يكن مجرد طلب للأذان، بل كان تعبيرًا عن حقيقة الصلاة كراحة للروح ودواء للقلب. فحين تشتد المصاعب، وتضيق الحياة، فإن السكينة لا تأتي من كلمات المواساة فقط، بل من ركعة خاشعة، ودمعة صادقة، ولحظة انكسار بين يدي الله.
لماذا تهدأ النفس بالصلاة؟
تذكير دائم بأن هناك ربًّا قادرًا على تفريج الكرب: عندما يقف الإنسان بين يدي الله، يُدرك أنه ليس وحده، وأن هناك قوة عليا تدبر أموره.
لحظة انقطاع عن الدنيا وانشغال بالآخرة: في الصلاة، يترك الإنسان همومه خلفه، وينشغل فقط بالله، مما يمنحه شعورًا بالراحة.
السجود يحرر القلب من الأحزان: فقد قال النبي ﷺ: "أقربُ ما يكونُ العبدُ من ربِّه وهو ساجدٌ" [رواه مسلم]، وفي هذا القرب سكينة لا يمكن وصفها.
الخشوع يولد الطمأنينة: قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]. والصلاة أعظم ذكر لله.
الصلاة.. ليست مجرد عادة بل دواء
قد يتحول أداء الصلاة عند البعض إلى مجرد عادة ميكانيكية، لكنها في حقيقتها دواء للقلوب القلقة. فالفرق بين من يصلي بخشوع ومن يصلي كعادة، كالفرق بين من يتناول الدواء ليُشفى، ومن يتناوله بلا يقين بالشفاء.
حين تضيق عليك الدنيا، لا تركض بحثًا عن الحلول في كل اتجاه، بل قف بين يدي الله، وابحث عن الحل في صلاتك. جرب أن تصلي ركعتين خاشعتين، تبكي فيهما لله، وتبوح له بما في قلبك، وستشعر بعدها بفرقٍ هائل في روحك. فالصلاة ليست مجرد فرض، بل هي سرّ السكينة، ومفتاح الطمأنينة، ودواء لكل ألم.