أحسن ختام الشهر.. كيف نودع رمضان بأعمال الخير والطاعة؟

نقترب من وداع شهر رمضان المبارك، أيام قليلة تفصلنا عن العيد، ومعها تتعالى أصوات القلوب بالدعاء، وتزداد الأعمال الصالحة في العشر الأواخر، خصوصًا مع حلول ليلة السابع والعشرين، التي يُرجى أن تكون ليلة القدر.
وفي هذا السياق، شدد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على أهمية إحسان ختام الشهر الكريم، مؤكدًا أن هذه الأيام هي فرصة ذهبية لنيل المغفرة والرحمة، وتحقيق القرب من الله عز وجل.
ليلة 27 رمضان.. هل هي ليلة القدر؟
يرى كثير من العلماء أن ليلة السابع والعشرين من رمضان هي الليلة المرجوة لأن تكون ليلة القدر، مستندين في ذلك إلى عدة أحاديث نبوية، منها حديث أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه، عندما سئل عن ليلة القدر، فقال: "والله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله ﷺ بقيامها، هي ليلة سبع وعشرين" (رواه مسلم).
ولكن في الوقت نفسه، فإن الأحاديث الواردة تشير إلى أنها ليلة متنقلة في العشر الأواخر، ولذلك يجب على المسلم أن يجتهد في جميع الليالي الأخيرة من رمضان، حتى لا يفوته أجرها وفضلها العظيم، حيث قال النبي ﷺ: "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان" (متفق عليه).
كيف نختم رمضان بأفضل الأعمال؟
ختم رمضان لا ينبغي أن يكون بالتهاون أو التراخي في العبادات، بل على العكس، فهو الوقت الذي ينبغي فيه مضاعفة الجهد، لعل الله يكتب لنا عتقًا من النار. ومن أهم الأعمال التي يمكن للمسلم أن يختم بها رمضان:
1. الإكثار من الدعاء والاستغفار:
رمضان شهر الرحمة والمغفرة، وما تبقى منه فرصة عظيمة للدعاء، خصوصًا الدعاء المأثور: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني".
2. قيام الليل والاجتهاد في العشر الأواخر:
كان النبي ﷺ إذا دخلت العشر الأواخر "أحيا ليله، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر" (متفق عليه)، أي أنه كان يجتهد في العبادة بشكل أكبر، لذلك يجب اغتنام هذه الليالي بالصلاة والتهجد.
3. إخراج زكاة الفطر:
زكاة الفطر فرض على كل مسلم قادر، وهي طُهرة للصائم، تساهم في إدخال الفرحة على الفقراء يوم العيد، ويمكن إخراجها طعامًا أو مالًا بحسب ما تحدده الهيئات الشرعية في كل بلد.
4. التوبة النصوح:
رمضان فرصة عظيمة لتجديد العهد مع الله، فلا بد من التوبة الصادقة والندم على الذنوب، والعزم على عدم العودة إليها بعد رمضان.
5. قراءة القرآن وختمه:
من أعظم القربات في هذه الأيام الإكثار من قراءة القرآن، والسعي لختمه إن أمكن، فمن لم يتمكن من ختمه، فليحرص على تلاوة ما تيسر له.
6. الإحسان إلى الناس والتصدق:
الصدقة في هذه الأيام مضاعفة الأجر، سواء كانت مالًا، أو طعامًا، أو حتى بكلمة طيبة، وقد قال النبي ﷺ: "اتقوا النار ولو بشق تمرة" (متفق عليه).
وداع رمضان.. استعدادًا للمقبل:
انتهاء رمضان لا يعني انتهاء الطاعات، بل يجب أن يكون دافعًا للاستمرار في العبادات، حتى لا يكون الإنسان من الذين يعبدون الله في مواسم معينة فقط. ومن الأمور المستحبة بعد رمضان:
صيام ستة أيام من شوال، لقول النبي ﷺ: "من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر" (رواه مسلم).
المحافظة على الصلوات في أوقاتها، والحرص على صلاة الفجر والعشاء في جماعة.
الاستمرار في قراءة القرآن ولو بورد يومي بسيط.
الاجتهاد في الدعاء بأن يتقبل الله منا رمضان، وأن يعيننا على الثبات بعده.
رمضان يرحل.. فهل نودعه بحسن العمل؟:
ها هو رمضان يمضي سريعًا، وكأننا استقبلناه بالأمس فقط، لكن العبرة ليست في الأيام، بل فيما استودعناه فيها من أعمال صالحة. فليكن ختام الشهر حسنًا، ولنجتهد في هذه الليالي المباركة، ونسأل الله أن نكون من المقبولين، وأن يبلغنا رمضان أعوامًا عديدة في طاعته ورضاه.