بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

الدين الإبراهيمى .. غطاء صفقة القرن

 

لم تعد القضية الفلسطينية مجرد صراع سياسي، بل تحولت إلى حرب دينية تُخاض بأدوات حديثة وأقنعة زائفة، أبرزها ما يسمى
بـ"الدين الإبراهيمي"، الذي تسعى أمريكا وإسرائيل لفرضه كبديل عن الإسلام والمسيحية الحقيقية، في محاولة لمحو الهوية الدينية لشعوب المنطقة

لم يكن تصريح دونالد ترامب بأن "الإسلام يكرهنا" زلة لسان، بل هو عنوان للحرب التي تقودها الصهيونية العالمية بأموالها وإعلامها وسياسييها. ترامب لم يكن مجرد رئيس أمريكي، بل كان واجهة للمشروع الصهيوني الذي يسعى لتفكيك المنطقة وإعادة تشكيلها وفقاً لرؤية إسرائيل الكبرى. واليوم، وبعد أن أحرقوا غزة ودمروا مستقبل ملايين الفلسطينيين، ينتقل المخطط إلى المرحلة التالية: تهجير سكان القطاع تحت لافتة "الهجرة الطوعية"، وتجريد المقاومة من سلاحها، وتسويق التطبيع على أنه "الخيار العقلاني""

ما يحدث الآن ليس مجرد اتفاقيات سياسية، بل هو حرب على العقيدة والهوية. الترويج لما يسمى بـ"الدين الإبراهيمي" ليس دعوة للتسامح كما يزعمون، بل مشروع لإعادة برمجة عقول الأجيال القادمة بحيث يصبح التطبيع مع المحتل أمراً طبيعياً، بل وربما واجباً دينياً وفق "الكتاب الجديد" الذي تطبعه أمريكا، والذي يدمج التوراة والإنجيل والقرآن في نسخة واحدة، لتشويه الرسائل السماوية وتحويلها إلى أداة تخدم مصالح الغرب


لم تعد إسرائيل تخجل من مخططاتها، فهي الآن تُعلن عن إدارة عسكرية تشرف على تهجير الفلسطينيين من غزة، وكأن الأرض أصبحت ملكاً لها بقرار دولي. لم يعد هناك مجال للمفاوضات، فالمطلوب واضح: تهجير الفلسطينيين، تصفية المقاومة، وتسليم الأرض للصهاينة. ومن يرفض، فإن مصيره القصف والتجويع حتى يرضخ للأمر الواقع


هذه الحرب ليست فقط على فلسطين، بل على المنطقة بأكملها. اليوم يُهجَّر الفلسطينيون، وغداً قد تجد دولاً عربية أخرى تواجه نفس المصير، لأن المخطط لا يتوقف عند حدود غزة أو الضفة. المطلوب هو إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وفق رؤية إسرائيل وأمريكا، وعلى الشعوب أن تختار: إما المقاومة وإما السقوط في مستنقع "السلام المسموم"

الأمة أمام مفترق طرق، إما أن تنتفض وتدافع عن هويتها، أو تقبل بأن تكون أداة في لعبة الكبار، حيث لا مكان للضعفاء إلا تحت الأقدام