بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

للوطن وللتاريخ

"برامج ودراما رمضان"..فيه سُم قاتل


بلا مقدمات، نستطيع القول أن حالة الدراما في مصر لم تعد تليق بنا، خاصة أن شهر رمضان المبارك أصبح الموسم المُفضل للكثير من المُنتجين لإنتاج الأعمال من ناحية، إلى جانب بث السموم المُمَنهجة في الأعمال الدرامية خلال الشهر المبارك، باستثناء بعض الأعمال القليلة التي يمكن أن تمثل إضافة للقوى الناعمة المصرية.
وللأسف الشديد، ليس من المقبول أن نرى هذا الكم الكبير من الأعمال الدرامية في شهر رمضان المبارك لأسباب كثيرة من بينها صعوبة مشاهدة أي عمل جيد بسبب الوقت وزحام الخريطة في كل الفضائيات، لكن المؤكد أن المشهد في مجمله أصبح عبئًا على الأسرة المصرية التي تريد تربية الأبناء في أجواء أفضل مما نعيشها، وسط صعوبة السيطرة على الأجيال الجديدة تجاه الفضائيات والسوشيال ميديا.
وجاء حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرًا في هذا الصدد ليصف الحالة التي نعيشها ،سواء في الدراما أو الإعلام بشكل عام، ثم نجد غالبية المسئولين يتحدثون عن التطوير وإعادة الهيكلة، والسعى للاستعانة بخبراء متخصصين وآخرين نحو إعادة الهيكلة تنفيذا لتوجيهات الرئيس.
وفي هذا الصدد نريد أن نسأل السادة المعنيين الذين تولوا هذا الملف على مدار سنوات مضت ماذا فعلوا حتى وصلنا إلى هذا الحد الذي أصبحت الدراما فيه تسيطر عليها أعمال البلطجة والألفاظ غير المقبولة، وغالبية الأعمال تتحدث عن الثراء عبر تجارة الآثار والعملات والمخدرات، في الوقت الذي غابت فيه قيم العمل والاجتهاد، كذلك غياب الأعمال الدرامية التاريخية والهادفة نحو قيم الأسرة المصرية بشكل كبير؟!.
وهل ما نعيشه الآن يستحق محاسبة من تولوا هذه الملفات المهمة التي يجب أن تكون قد بدأت بالفعل نحو الأفضل منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية؟ وأين كان هؤلاء حينما تم الموافقة على إنتاج هذه الأعمال الدرامية غير اللائقة قبل شهر رمضان حتى ننتظر عرضها لاتخاذ موقف؟!، وهل يليق بنا أن تظل الأسرة المصرية أسيرة أعمال درامية باهتة، وبرامج مسابقات لا تغرس قيمة المعلومة الجيدة كما كان من قبل بقدر ما تجعلهم ينتظرون اتصال تليفوني من البرنامج للفوز العشوائي بمبالغ مادية من خلال رقم الهاتف؟!.
إن ملف الإعلام ،خاصة الدراما يحتاج إلى وقفة، ولابديل عن عودة قطاع الإنتاج في التليفزيون المصري للعمل من جديد وفقًا لآليات جديدة تحترم قيمة مصر وتاريخها قبل أي شئ آخر، وتحترم القيم والعادات المصرية، وتحجب السموم التي تسعى بعض الدول لإدخالها على الأجيال الجديدة على حساب قضايا جوهرية تمثل العامل الأساسي لبناء البشر، والإطلاع على التحديات التي تواجهها الدولة، وتضع الرؤية لما هو قادم.
هل ننسى تناول ومعالجة القضايا في ذئاب الجبل، والمال والبنون، وأرابيسك،وليالي الحلمية، والشهد والدموع، والعائلة، وخالتي صفية والدير، والوتد، وأهالينا،و أولاد آدم، والشهد والدموع، وإمام الدعاة، والسيرالذاتية للشخصيات الدينية والوطنية المرموقة والتي يصعب حصرها؟!، بالتأكيد لا، لأن هذه الأعمال كانت تمثل إضافة للقوى الناعمة لمصر قبل أي شئ آخر، أما ما نعيشه اليوم على هذا المستوى فهو يُضر بمصر وأجيالها ويُضربالهوية الوطنية، وثقافة شعب له تاريخ يمتد لآلاف السنين.
خلاصة القول أننى أستعيد اسم فيلم "الدواء فيه سُم قاتل"، لأقول وبصراحة شديدة " برامج ودراما رمضان فيه سُم قاتل للقيم والأخلاق والاجتهاد كطريق لتحقيق الأحلام"، ولايمكن أن نظل على هذا النحو من سئ إلى أسوأ في شهر كريم ينتظره الجميع للتقرب إلى الله وقضاء الوقت في العمل والعبادة وأعمال الخير ومساعدة البسطاء، ثم ننتظر النتيجة الأفضل، لأن المقدمات تؤدي إلى نتائج تتفق معها ..حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء، وللحديث بقية إن شاء الله.