كيف يحاسب الله غير المسلمين؟ ومن هو صاحب الدين الحق؟.. جمعة يُجيب
أثار الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية الأسبق، جدلًا وردود فعل واسعة بعدما تلقى عدة أسئلة من الشباب خلال حلقة برنامجه الرمضاني اليومي "نور الدين والدنيا"، تناولت قضايا عقدية شائكة، مثل مصير غير المسلمين في الآخرة، وكيفية حسابهم، ومن هو صاحب الدين الصحيح.
كيف يحاسب الله غير المسلمين؟
جاء أحد الأسئلة من إحدى الطالبات التي قالت: "إزاي ربنا هيحاسب غير المسلمين على أعمالهم الصالحة مثل الصدقات وغيرها، خاصة أن الدين عند الله الإسلام؟"
وأجاب جمعة موضحًا أن الإسلام مفهوم شامل لكل الأديان السماوية، مستشهدًا بقوله تعالى: "هو سماكم المسلمين من قبل"، حيث أطلق سيدنا إبراهيم عليه السلام هذا الاسم على أتباع الله.
وأضاف أن جميع الأنبياء وصفوا أنفسهم بأنهم مسلمون، لأن الإسلام يعني الاستسلام والخضوع لله عز وجل.
وأشار جمعة إلى أن دخول الجنة والنار هو أمر يخص الله وحده، وليس للبشر الحكم فيه، قائلًا: "نحن لسنا أصحاب جنة ولا نار، ولا نملك أمرنا في دخول الجنة أو النار، علينا أن نحترم غير المسلمين، فالله هو الذي يحاسبهم يوم القيامة بعدله ورحمته."
من هو صاحب الدين الحق؟
في سياق آخر، طرحت إحدى الفتيات سؤالًا وجوديًا: "المسلمين فاكرين إنهم صح والمسيحيين فاكرين إنهم صح، يبقى مين الصح؟"
ورد علي جمعة بالإشارة إلى أن الله تعالى قال في كتابه الكريم: "فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ"، موضحًا أن معرفة "من هو على الحق" قضية ستُحسم يوم القيامة، حيث سيخبرنا الله تعالى بالحقيقة.
وأكد جمعة أن الإنسان يجب أن يبحث عن الحقيقة بنفسه، ولا يكتفي بتقليد ما ورثه عن أهله، قائلاً: "شهوة المعرفة تدفعنا لطرح هذه الأسئلة، وعلى المسلم أن يبحث ويقتنع بدينه من خلال العلم والقراءة، لا أن يكتفي بالتقليد الأعمى."
كما أوضح أن بعض البشر قد لا تكون لديهم القدرة على البحث والتقصي، وهؤلاء يندرجون تحت مفهوم "أهل الفترة"، أي الذين لم تصل إليهم الرسالة بشكل واضح، وهؤلاء يعفو الله عنهم.
حساب الظالمين والمفسدين
تطرق جمعة في حديثه إلى مسألة العدل الإلهي في محاسبة الظالمين، مؤكدًا أن الله تعالى سيحاسب كل من تعمد الإفساد في الأرض وأذى الآخرين، مستشهدًا بالمجازر التي تحدث في غزة، قائلًا: "هناك أشخاص أشرار يفسدون في الأرض والله يكرههم، وسيخبرنا الله يوم القيامة بكل ذلك، وسيحاسب كل من تسبب في الظلم والضرر."
الجنة ليست حكرًا على أحد
اختتم جمعة حديثه بالتأكيد على أن الجنة ليست حكرًا على مجموعة معينة من الناس، وإنما هي بيد الله وحده، مشيرًا إلى أن الأعمال الصالحة تُثقل الميزان يوم القيامة، سواء كان الإنسان مسلمًا أو غير مسلم، لكن الإيمان بالله والبحث عن الحق يظل العامل الأساسي في الحساب الإلهي.
