وداعاً رمضان
دائماً تمر الأيام الجميلة على وجه من العجلة والسرعة، فقد مر٢٣ يوماً على شهر الرحمة، والمغفرة، والقرآن وباقى ٧ أيام، من العشرة خير أيام الشهر، وفيها ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر، رحماك يا ربى «جل وجهك وعز جاهك».
ليلة القدر خير من عمر إنسان بأكمله، فوفقاً للمدة التى ذكرها الله عز وجل فى سورة القدر قائلاً «ليلة القدر خير من ألف شهر» ولو حسبنا أن متوسط عمر الإنسان ستون عاماً نجد أن الألف شهر مدتها ٨٤ عاماً، خاب وخسر من لا يستفيد من تلك الأيام العظام.
علينا جميعاً أن نلجأ إلى الله دائماً وأبداً، نستغفره، وندعوه، لتوحيد الأمة العربية ونصرتها، ونصرة أهل فلسطين.
علينا الاجتهاد فى تلك الأيام بالصلاة، وخاصة القيام والتهجد وقرآة القرآن، والزكاة.
مفاهيم كثيرة وطباع تغيرت خلال الفترة الماضية، نرى طباعاً دخيلة على المجتمع المصرى، الذى تربى أبناؤه على الدين والأخلاق الحميدة، لنجد خلال العشرين عاماً الماضية، وبعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعى، والشطحات الغريبة التى صدرتها بعض الدول للتحرر والتغير الفكرى وما تبثه الدراما المصرية، والأعمال السينمائية من تحرش، وزنا، ورقص، واغتصاب وعنف، وبلطجة، كل ذلك أثر بشكل بالغ على الأطفال والفتيات وغير مفاهيم ومعتقدات، توارثناها وتربينا عليها ولا بد من ثورة حقيقية، كما وجه رب الأسرة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى شدد على أهمية دور الدراما فى تشكيل وعى المجتمع، مؤكدًا ضرورة تقديم محتوى يعزز القيم الإيجابية ويحارب الظواهر السلبية، وبدأت الحكومة فعلياً بتنفيذ توجيهات الرئيس وأعلن، الدكتور مصطفى مدبولى، عن تشكيل مجموعة عمل تعنى بوضع رؤية مستقبلية للإعلام والدراما، وضبط الأعمال الدرامية.
وأرى أن هذا ليس دور الدولة والحكومة فقط، بل يتطلب تضافر جهود الأسرة المصرية، والمدارس، والجامعات.
وأيضا يتطلب تضافر جهود وزارة الأوقاف والأزهر الشريف والكنائس المصرية، للتوجيه والإرشاد الدينى، والتربوى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لإعادة بناء الإنسان المصرى، الذى تربى على الدين والأخلاق والأصول، لا بد من نبذ العنف والعودة إلى الأصول، والاحترام والأخلاق، لا بد من احترام الكبير، ووقف النميمة، والفتنة، والبعد عن الخوض فى الأعراض، وما يتبعه ذلك من عقاب ينزل على فاعله فى الدنيا قبل الآخرة، لا بد أن نرجع إلى القرآن الكريم، فى حياتنا، لأنه النبراس الذى يضىء الطريق، والاحتكام لأحكامه يجنبنا هوى النفس، ومكائد الشيطان، فلنبتعد عن قول الزور، والفواحش، اكسبوا العشر الأخيرة من رمضان واخرجوا من هذا الشهر تائبين، راجعين إلى ربكم، نسأل الله أن يكون قد تقبّل صيامنا وقيامنا، وأن يعيد علينا رمضان أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة، ونحن فى حال أفضل وإيمان أعمق.. يرحمنا ويرحمكم الله.