باحثون سياسيون من بيروت: هجمات جنوب لبنان تمنح إسرائيل "ذريعة" للتصعيد

علقت الدكتورة إيمان شويخ، الأكاديمية والباحثة السياسية، على التصعيد الإسرائيلي على الجنوب اللبناني، موضحة أن إسرائيل استغلت التصعيد الأخير في جنوب لبنان لتحقيق أهداف سياسية، مشيرة إلى أن التطورات الحالية تتجاوز المواجهة العسكرية إلى سياقات إقليمية أوسع، منوهًا بأن نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتيج، أبلغت الحكومة اللبنانية، ورئيس الجمهورية، ورئيس مجلس النواب بضرورة تشكيل لجنة مدنية للتفاوض مع إسرائيل، مؤكدة أن عدم تشكيل اللجنة سيؤدي إلى انسحاب الولايات المتحدة من الملف اللبناني.
التصعيد في لبنان
وأضافت "شويخ"، خلال تصريحات تلفزيونية عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن الولايات المتحدة تربط تشكيل اللجنة بوقف إطلاق النار، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل المدخل الأساسي لمسار التطبيع بين لبنان وإسرائيل، خاصة بعد التغيرات التي طرأت على المشهد الإقليمي بعد عملية "طوفان الأقصى"، موضحة أن البعض يعتقد أن حركة حماس وفصائل فلسطينية قد تكون مسؤولة عن إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، وليس حزب الله، إذ لم يصدر أي بيان رسمي من الحزب أو أي فصيل آخر يتبنى العملية حتى الآن.
وشددت على أن التصعيد الإسرائيلي الأخير ليس مجرد رد فعل عسكري، بل هو جزء من إعادة رسم خريطة المنطقة سياسيًا وعسكريًا، في ظل تغير المعادلات الإقليمية بعد الحرب على غزة. وأكدت أن البدائل أمام لبنان باتت محدودة، في ظل الضغوط المتزايدة للقبول بالهدنة والتفاوض، وهو ما يثير تساؤلات حول مستقبل الوضع الأمني والسياسي في المنطقة.
ومن جانبه، أوضح عبدالله نعمة، الكاتب والباحث السياسي وخبير العلاقات الدولية، من بيروت، أن إسرائيل تتجه نحو تصعيد خطير في جنوب لبنان، مستغلة التوترات الأمنية لإجبار بيروت على التفاوض المباشر، مؤكدًا أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة، التي تجاوزت 20 غارة، تأتي ضمن مخطط مُعد مسبقًا لفرض شروطها على لبنان.
وأوضح أن نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتيج، أبلغت الحكومة اللبنانية، رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس النواب بضرورة تشكيل لجنة دبلوماسية للتفاوض مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن عدم الامتثال لهذا الطلب سيؤدي إلى انسحاب واشنطن من الملف اللبناني، ما يترك البلاد في مأزق سياسي وأمني خطير، مؤكدًا أن إسرائيل تشترط تشكيل اللجنة التفاوضية كخطوة أولى نحو التطبيع، وتربط انسحابها من خمس نقاط لا تزال تحتلها جنوب لبنان بالتوصل إلى اتفاق دبلوماسي.
وشدد على أن هذا الاتفاق الدبلوماسي بين لبنان وإسرائيل يشمل ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، والتطبيع الدبلوماسي بين البلدين، والتوصل إلى تسوية بشأن القضايا العالقة بين الطرفين، مشيرًا إلى أن التصعيد الحالي بدأ بعد إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، مؤكدًا أن حركة حماس وليس حزب الله هي المسؤولة عن الهجوم، وفق المعلومات المتاحة.