علاقة عقار أوزمبيك بفقدان البصر المفاجئ: دراسة جديدة تثير القلق

 في أحدث تطور علمي، ربطت دراسة حديثة بين عقار أوزمبيك، الذي يحتوي على المادة الفعالة "السيماجلوتيد"، وزيادة خطر الإصابة بحالة صحية قد تؤدي إلى فقدان البصر بشكل دائم.

 وبحسب مجلة “ذا هيلث”، أثار أوزمبيك، الذي يُستخدم لعلاج داء السكري من النوع الثاني ولأغراض إنقاص الوزن، تساؤلات جديدة حول تأثيراته الجانبية المحتملة.

الاعتلال العصبي البصري الأمامي: خطر فقدان البصر المفاجئ:

 وفقًا لهذه الدراسة، التي لم تُنشر بعد في مجلة علمية محكمة، قد يتسبب السيماجلوتيد في الإصابة بما يُعرف بالاعتلال العصبي البصري الأمامي الإقفاري غير الشرياني (NAION). وهذه الحالة التي تشبه "السكتة الدماغية" في الأوعية الدموية الصغيرة للعصب البصري، تؤدي عادة إلى فقدان البصر الدائم. 

 وعلى الرغم من أن هذه الحالة نادرة، إلا أن الدراسات تشير إلى أن حوالي 6000 شخص سنويًا يصابون بها.

دراسة جديدة تكشف عن نتائج مثيرة
 الدراسة الأخيرة، التي شملت بيانات من دول مثل الدنمارك والنرويج، وجدت أن مستخدمي السيماجلوتيد كانوا أكثر عرضة للإصابة بحالة NAION مقارنة بالأشخاص الذين لم يستخدموا العقار فيما أشار الباحثون إلى أن الخطر لا يزال منخفضًا نسبيًا.

 واكتشف الباحثون خلال الدراسة 24 حالة إصابة بالاعتلال العصبي البصري بين 44,517 شخصًا في الدنمارك، مما يشير إلى أن الإصابة قد تحدث بمعدل واحد لكل 10,000 شخص سنويًا.

التفسيرات والتحذيرات من الخبراء:

 على الرغم من هذه النتائج، يُطمئن الخبراء أن الخطر الإجمالي للإصابة بحالة NAION يبقى ضئيلاً. 

وأشار دكتور أندرو لي، المتحدث باسم الأكاديمية الأمريكية لطب العيون، إلى أنه من المبكر استنتاج أن السيماجلوتيد هو السبب الرئيسي لهذه الحالة. 

 كما أن داء السكري نفسه يُعتبر من العوامل المساهمة في تطور اعتلال الشبكية، مما يعني أن الارتباط بين استخدام السيماجلوتيد وفقدان البصر لا يُعد بالضرورة سببًا مباشراً.

هل يجب التوقف عن استخدام أوزمبيك؟:

 في حين أن نتائج الدراسة قد تثير القلق لدى بعض الأشخاص، يؤكد الخبراء أنه لا ينبغي على غالبية مستخدمي أوزمبيك التوقف عن تناوله دون استشارة الطبيب. 

ومن ناحية أخرى، يوصي الأطباء الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الاعتلال العصبي البصري بزيارة الطبيب قبل استخدام أوزمبيك أو أي أدوية مشابهة.

الاستمرار في البحث:
 ولا تزال الأبحاث حول هذا الموضوع في طورها الأول حيث يأمل الباحثون أن يساعدوا في تحديد الفئات الأكثر عرضة للخطر نتيجة لاستخدام السيماجلوتيد. 

 كما أن الأطباء والمختصين يدعون إلى المزيد من الأبحاث الدقيقة لفهم العلاقة بين الدواء وفقدان البصر بشكل أفضل.