النشر الرقمى وتحديات الذكاء الاصطناعى في ندوة ثقافية بمكتبة الإسكندرية

نظمت مكتبة الإسكندرية ندوة ثقافية حول واقع ومستقبل القراءة والنشر فى العالم الرقمى، فى بيت السنارى الأثرى التابع لقطاع التواصل الثقافى، و شهد الندوة، التى أدارها الدكتور أحمد زايد؛ مديرمكتبة الإسكندرية، عدد كبير من الرموز الثقافية والفكرية والإعلامية المصرية، إضافة إلى قيادات المكتبة
فى بداية الندوة، تحدث الدكتور أحمد زايد عن التحديات التى فرضتها "الرقمنة" حول مستقبل الكتاب الورقى، والتساؤلات التى تفرضها "محركات البحث"، حول مستقبل المكتبات بشكلها التقليدى الذى تعارفنا عليه لقرون، وطرح تساؤلًا حول فرضية يرددها البعض بأن المكتبات قد تختفى ليحل محلها "جوجل" مع المخاوف التى أصبح يفرضها، وتتعلق مثلًا بحقوق الملكية الفكرية، والوصول الحر للبيانات، ناهيك عن المعلومات المغلوطة، وغير المدققة. وقال مدير مكتبة الإسكندرية أننا أصبحنا أيضًا مطالبين الآن ببحث العلاقة بين الذكاء الاصطناعى والعلوم الاجتماعية.
وقد تباينت آراء الحضور، على اختلاف توجهاتهم ومرجعياتهم الفكرية والعلمية، حول التحديات التى تفرضها الرقمنة والذكاء الاصطناعى، على القراءة والنشر والبحث العلمى ، وحذر عدد منهم من التحديات القانونية والأخلاقية التى فرضها ال AI وتحديدًا فى المجال البحثى، وتأثير ذلك على الأجيال القادمة. وطالب الحضور بالاسراع فى تنظيم وتقنين استخدامات الذكاء الاصطناعى، وإيجاد تعاون دولى وإقليمى وتبادل خبرات فى هذا الشأن، على اعتبار أنه سلاح ذو حدين.
وأكد الحضور على أهمية اللجوء إلى استخدام الذكاء الاصطناعى، والتوسع فى تدريس علومه فى الجامعات، وهو ما تنبهت له الدولة المصرية مبكرًا، على اعتبار أنه يمثل نقلة جذرية فى تاريخ البشرية، وأداة عصر لا غنى لنا عنها، ولكن مع المسارعة فى وضع الضوابط والأطر الأخلاقية والقانونية التى تنظم استخدامه.
وتحدث البعض الآخر من الحضور حول خطورة الذكاء الإصطناعى على التفكير النقدى والإبداع الإنسانى، وأنه لا سبيل الآن للمنع، فسرعة التغيرات التكنولوجية أصبحت تتجاوز كل أشكال المنع، والحل هو فى المزيد من الوعى، والأهم تهيئة مؤسسات الدولة وبالذات التعليمية منها للتعامل مع تحديات الذكاء الإصطناعى.
من جانب اخر تنظم مكتبة الإسكندرية من خلال متحف الآثار التابع لقطاع التواصل الثقافي مسابقة بعنوان: "ارسم وابحث" للمشتركين بنشاط التربية المتحفية من سن 13 سنة إلى 19 سنة. يقدم المتحف هذه المسابقة للعام التاسع على التوالي، إذ يُولي أهمية خاصة لنشاط التربية المتحفية من أجل نشر الوعي الأثري لدى الطفل والنشء وتنمية مواهبهم، وإظهار إبداعاتهم الفنية.
تدور مسابقة "ارسم وابحث" هذا العام حول عمل: "تمثال صغير لتلميذة"، وهو تمثال صغير من التراكوتا الملونة لتلميذة تجلس على كرسي وتكتب درسها على لوحة شمعية تضعها على ركبتيها، والتمثال من نوع «التناجرا» وهو اسم المدينة التي اكشف بها أكبر عدد من هذه التماثيل المشكَّلة من طين محروق حرقًا جيدًا، وهي ملونة بألوان تعبر عن الواقع من حيث الملابس وتصفيف الشعر وملامح الوجه. وقد ظهرت تماثيل التناجرا في الإسكندرية بكميات كبيرة، وامتد تاريخها ما بين القرنين الرابع والثاني قبل الميلاد.