خطبة الجمعة غدًا.. مكانة الأم والتحذير من التحرش الإلكتروني
في خطبة الجمعة غدًا، تضع وزارة الأوقاف المصرية محورًا أساسيًا للحديث عن مكانة الأم، تحت عنوان: "الأُمُّ: بَابُ رَحْمَةِ اللهِ"، وتأتي هذه الخطبة في إطار تأكيد الإسلام على عظمة الأم ودورها الأساسي في بناء المجتمع، فضلًا عن وجوب برّها والإحسان إليها باعتبارها أحد أعظم أسباب الرضا الإلهي.
كما تتناول الخطبة الثانية التحذير من التحرش الإلكتروني، كجزء من جهود التوعية بقضايا العصر التي تؤثر على النسيج المجتمعي.
مكانة الأم في الإسلام
الأم هي نبع الحنان والمودة، وهي التي تحملت الآلام من أجل أبنائها منذ لحظة الحمل وحتى بلوغهم أشدهم. وقد أقر الإسلام فضلها في نصوص واضحة، أبرزها قول الله تعالى:"وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا" (الأحقاف: 15).
وفي حديث شريف مشهور، عندما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله: "يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟"، أجابه النبي ثلاث مرات: "أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك"، في تأكيد صريح على أن مكانة الأم تفوق الجميع في الاستحقاق بالبر والرعاية.
برّ الأم.. طريق إلى الجنة
إن برّ الوالدين، وخاصة الأم، هو أحد أبواب الجنة. فقد جاء في الحديث الشريف أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو من ذنوبه، فأوصاه النبي بأن "الزم رجلها، فإن الجنة تحت قدميها". وهذا تأكيد واضح على أن رضا الأم من رضا الله، وسخطها من سخطه.
ومن القصص المؤثرة في هذا الباب، ما رُوي عن رجل من اليمن حمل أمه على ظهره أثناء أداء مناسك الحج، وسأل الصحابي الجليل عبد الله بن عمر قائلًا: "هل أديت حقها؟"، فأجابه ابن عمر: "ولا بزفرة واحدة من زفرات الولادة".
الأم في رمضان.. دعوة إلى مزيد من البر
مع حلول العشر الأواخر من رمضان، يُعدّ هذا الوقت فرصة عظيمة لتعزيز العطاء والرحمة، حيث يكون برّ الأم من أعظم العبادات التي تقرب العبد إلى ربه. فكما أن الصيام والقيام والصدقات من أسباب القرب إلى الله، فإن خدمة الأم والحرص على رضاها ترفع العبد درجات عند الله، بل وتكفر الذنوب.
وفي هذا السياق، يُذكّر العلماء بأن من أراد أن يُقبل دعاؤه في ليلة القدر، فعليه أن يكون بارًّا بوالديه، لأن دعاء الوالدين من أقوى أسباب القبول والاستجابة.
التحرش الإلكتروني.. خطر يهدد المجتمع
أما الخطبة الثانية، فتتناول قضية التحرش الإلكتروني، الذي أصبح من الظواهر المتفشية في العصر الحديث بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي. حيث أكدت وزارة الأوقاف أن الإسلام يحرم أي شكل من أشكال الاعتداء على خصوصية الآخرين أو الإساءة إليهم، سواء كان ذلك باللفظ أو الفعل أو عبر الإنترنت.
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من إيذاء الآخرين بغير حق، فقال: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، مشددًا على أهمية حفظ الأعراض واحترام الخصوصية.
وفي ظل تزايد جرائم الابتزاز الإلكتروني والتشهير، تدعو وزارة الأوقاف إلى ضرورة التصدي لهذه الظواهر بالقانون، وتعزيز الوعي الديني والأخلاقي، مشددة على أن مثل هذه السلوكيات تخالف القيم الإسلامية والمبادئ المجتمعية.
