بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

نظرة أمل

الأمن لا يتحقق إلا بالعدل والاستقرار لا يبنى فوق الضحايا

فى ظل الأوضاع المتوترة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، عاد التصعيد العسكرى بين إسرائيل وقطاع غزة إلى الواجهة مجددًا، بعد خرق اتفاقية وقف إطلاق النار التى تم التوصل إليها بوساطة إقليمية ودولية، ورغم المحاولات الحثيثة من مصر وأطراف أخرى لفرض حالة من الهدوء النسبى، إلا أن الأحداث الأخيرة وضعت هذا الاتفاق على المحك، فما تشهده غزة من عدوان إسرائيلى متجدد ليس مجرد تصعيد عسكرى، بل جريمة حرب مكتملة الأركان تؤكد مجدداً أن الاحتلال الإسرائيلى لا يعترف بأى مواثيق دولية أو اتفاقيات تهدئة، بل يستخدمها فقط كغطاء لإعادة ترتيب أوراقه والانقضاض على الشعب الفلسطينى الأعزل. 
وكما هو متوقع يستميت نتنياهو فى قطع الطريق على الجهود التى تبذل لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والانتقال للمرحلة الثانية ولا يبالى بارتكاب المزيد من جرائم الحرب، لا بتعريض المنطقة كلها لخطر الانفجار، ولا حتى بأرواح الرهائن الذين قد تقتلهم جميعا قنابله الفتاكة.. فالمهم أن تستمر الإبادة، وأن يبقى فى الحكم وأن يطارد كل أسباب الحياة فى غزة وزيادة الضغوط على شعبها الصامد على أرضه، استئناف القصف بهذه الوحشية، ووسط حصار خانق وانهيار شبه كامل للبنية التحتية الصحية والإنسانية، هو دليل دامغ على أن إسرائيل ليست معنية بتحقيق أى سلام حقيقى، وإنما تمارس سياسة الأرض المحروقة، غير مكترثة بالقوانين الدولية أو الحقوق الإنسانية.
هذه ليست سلوكيات ولا قيم ولا اخلاقيات دولة متحضرة تحترم القانون وترغب فى التعايش فى أمن وسلام مع جيرانها ممن ابتلتهم الاقدار بها، واتت بها اليهم رغما عنهم، هذه دولة تتغذى على الارهاب والعدوان، ولا تجد طريقا للحياة غير العنف والدم، ومنذ أن زرعوها بيننا والحروب لا تتوقف ولن تتوقف، لأن الحروب هى شرايين الحياة بالنسبة لهم، والا لما أحالوا دولتهم إلى معسكر كبير على أهبة الاستعداد للحرب فى اى وقت وفى كل وقت.
ندعو المجتمع الدولى والمنظمات الدولية المعنية وجميع الأطراف الفاعلة بتحمل مسؤلياتها تجاه ما يرتكبه الكيان الصهيونى من مجازر وحشية بحق أهالى قطاع غزة، والتدخل الفورى لوقف تلك الجرائم، إذا كان العالم جاداً فى الحديث عن السلام، فعليه أولاً أن يضع حداً لهذه الجرائم، ويوقف الدعم غير المشروط الذى يجعل إسرائيل تواصل حربها الإجرامية بلا خوف من المحاسبة.