«أخلاقنا.. نور طريقنا فى رمضان»..
الأخلاق في التعامل مع النفس: مقاومة الهوى والأهواء

شهر رمضان المبارك هو شهر الجهاد الأكبر، جهاد النفس ومقاومة الهوى. إنه شهر التدريب على الصبر والتحمل، شهر التخلص من الشهوات والملذات، شهر الانتصار على الذات. فى هذا الشهر الفضيل، يتجلى عظمة الإسلام فى دعوته إلى تهذيب النفس وتزكيتها، وتحريرها من عبودية الهوى والأهواء.
ومفهوم الهوى فى الإسلام، هو ميل النفس إلى ما تشتهيه من الملذات والشهوات، دون مراعاة لضوابط الشرع.
أما الأهواء، هى جمع هوى، وتعنى الرغبات الجامحة التى تدفع الإنسان إلى ارتكاب المعاصى والذنوب.
واتباع الهوى له خطورة كبيرة، فهو يؤدى إلى الضلال والانحراف عن طريق الحق، ويوقع الإنسان فى المعاصى والذنوب، ويغضب الله تعالى، ويجعل الإنسان عبدًا لشهواته، ويفقده حريته وإرادته.
ولمقاومة الهوى فضل كبير فى تقوية الإيمان وزيادة التقوى، وتطهير القلب وتزكية النفس، وأيضا تجلب رضا الله تعالى، وتدخل الجنة إن شاء الله كما جاء فى كتاب الله الكريم من
آيات قرآنية تعبر عن مقاومة الهوى،
قال تعالى: «وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ» (النازعات: 40-41)، وقال تعالى: «وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ» (الجاثية: 18).
ومن الأحاديث النبوية عن أنس - رضى الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه» (رواه الطبرانى فى الأوسط).
وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حُجِبَتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ، وَحُجِبَتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ» (رواه مسلم).
ولتطبيق مقاومة الهوى فى الحياة اليومية، خاصة فى رمضان، يجب الاستعانة بالله تعالى فى كل وقت، والدعاء إليه بالتوفيق والثبات، ومجاهدة النفس على فعل الطاعات وترك المعاصى، وتجنب مواطن الفتن والشبهات، ومصاحبة الأخيار والصالحين، وكذلك استغلال شهر رمضان فى التدريب على الصبر والتحمل، ومجاهدة النفس على ترك الشهوات والملذات، بالإكثار من قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه، والاستماع إلى المواعظ والدروس الدينية، المحافظة على الصلاة في وقتها، والإكثار من النوافل والسنن وزيادة الصدقات والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين، وصلة الأرحام، خاصة فى الشهر الكريم، فمقاومة الهوى فى رمضان فرصة عظيمة لتدريب النفس على مقاومة الهوى فى كل الأوقات، واستغلال أوقات رمضان فى ذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن الكريم، والدعاء والتضرع إليه.
الإكثار من فعل الخيرات والطاعات، وتجنب المعاصى والمنكرات.
إن شهر رمضان المبارك هو فرصة ذهبية لمجاهدة النفس ومقاومة الهوى، وتحقيق الانتصار على الذات. فلنغتنم هذه الفرصة الثمينة، ولنجعل من هذا الشهر بداية جديدة لحياة مليئة بالطاعة والتقوى، حياة ترضي الله تعالى، وتجلب لنا السعادة فى الدنيا والآخرة.