دينا دياب تكتب: وجوه أضاءات دراما رمضان
مصطفى عماد يخطف الأنظار فى «سيد الناس».. وغريب نجم الافيهات المتجددة

مصطفى غريب نجم الإفيهات المتجددة.. وأحمد عبدالوهاب كوميديا السهل الممتنع
«انتصار» تسحب البساط بطبيعيتها فى الأدوار النسائية.. و«دياب» الشرير كما يجب أن يكون
حمزة العيلى وجنون التقمص.. حاتم صلاح كوميديا دون مجهود
تنوع كبير شهدته الدراما الرمضانية هذا العام، ليس على مستوى القضايا التى تتم مناقشتها فحسب، بل على مستوى الأداء الفنى الذى ظهرت به بعض الوجوه الشابه التى كانت فاكهة رمضان لهذا العام، وكان حضورهم الطاغى أحد أسباب النجاح فى الأعمال الفنية، خاصة أن هذه الأسماء برزت بالاختلاف والتجدد وهجران النسخ القديمة، لتقدم أداء يفوق التوقعات ويلفت الأنظار، وهنا نستطيع أن نقول إن الماراثون الدرامى هذا العام سيكون انطلاقة سريعة لوجوه شابة نحو النجومية.
العمل الدرامى مجموعة من الشخصيات التى يطوف حولها الكاتب لتخدم بناءه الدرامى وتسلط الضوء على تعقيدات أخرى فى حياتها، لكن هناك شخصيات فى يدها أن تحول العمل الفنى إلى ترنيمة جميلة يستمتع بها المشاهد، وهنا تجلت بعض الشخصيات بأداء ممزوج بموهبة أضفت المتعة الحقيقية على الدراما الرمضانية، نرصد هنا بعض الوجوه التى أضاءت بحق الدراما الرمضانية 2025.
من بين هذه الشخصيات الوجه الجديد مصطفى عماد، الذى قدم شخصية «آسر الجارحى» فى مسلسل «سيد الناس»، وظهر بشخصية مريض توحد، وهو من أفضل الأدوار الثانوية فى المسلسل ويكاد يكون الأكثر لفتاً للأنظار، وهى شخصية معقدة لأنها متلازمة صعبة، استطاع أن يقدمها كأنه بالفعل مريض توحد، أداء رائع يعطى مزيداً من التأثر والمصداقية، من خلال اختيار الملابس والحركات وتعبيرات الوجه وحركة اليد، والتلعثم أوقاتاً فى الكلام وترديد الكلمات والعبارات، فهو مصدر الكوميديا وفى نفس الوقت سبب الحزن والبكاء، مصطفى موهبة ممزوجة بالمذاكرة لتخرج أداء راقياً يكتب فى سجل النجوم.
مصطفى عماد، خريج المعهد العالى للفنون المسرحية، شارك فى العديد من المسرحيات، اكتشفه المخرج محمد سامى وقدمه لأول مرة فى أداء استثنائى يبشر بمستقبل واعد لوجه مصرى مميز.
مينا أبوالدهب الذى جسد شخصية «عبيد» فى مسلسل ولاد الشمس، من أكثر الشخصيات المميزة هذا العام، عبيد هو الشخص الوفى الطيب المشارك لماجد فى تربية الأولاد فى الدار ويعتبرهم أولاده لكن تتلوث شخصيته، فيضطرب، فهو مدين لبابا ماجد «محمود حميدة» بالكثير بعد أن انتشله من حياة السيرك، يقدم مثلا رائعاً حين تتحول الضحية إلى تابع وفى لمن يؤذيها، شخصية مزدوجة، تألق فيها أبوالدهب بين الرومانسية وقصة الحب والوفاء للصديق ورفض الظلم.
مينا أبوالدهب من الفنانين الذين حصرهم المخرجون فى شخصيات بعينها، وقدم أعمالاً مسرحية منذ عام 2004، وهو خريج كلية الآداب قسم علم النفس، بدأ رحلته الفنية من مسرح الجامعة لينتقل بعدها إلى مسرح ثقافة بنها، ثم انضم إلى الفرقة القومية بالقليوبية، ومنها إلى نوادى المسرح حيث شارك فى عروض أقامتها وزارة الثقافة، وشارك فى العمل من خلال اختبارات الأداء أمام المخرج شادى عبد السلام.
أيضا نال أداء الفنان مصطفى غريب، إشادات واسعة فى الجزء الثانى من مسلسل «أشغال شقة جداً» وهو يجسد شخصية «عربى» مساعد الطبيب الشرعى دكتور حمدى «هشام ماجد»، الذى يتصرف بشكل عفوى ويضع دكتور حمدى فى مواقف كثيرة محرجة.
قدرات مصطفى غريب فى رسم الضحكة على الوجوه بطريقة سلسلة وغير مفتعلة لفتت الأنظار بشكل كبير وتحولت إيفيهاته لمصدر ضحك أساسى فى المسلسل، كما أنه نجح فى خطف العيون منذ بداية ظهوره، وجعل الجمهور المحب للمسلسل ينتظر لحظة ظهوره على الشاشة.
الفنان مصطفى غريب عرف طريقه للشهرة منذ أن جسد شخصية «العترة» ضمن أحداث الجزء السادس من مسلسل «الكبير أوى» أمام الفنان أحمد مكى، وظهر فى العديد من الأفلام والأعمال الفنية بشخصيته الكوميدية اللافتة، لكن نضوجه الفنى وضح فى الجزء الثانى خاصة أن مشاهده بدت ارتجالية وغير مكتوبة فى السيناريو ووضح فيها خفة دمه.
دنيا ماهر من الوجوه المميزة التى تألقت فى رمضان، من خلال شخصيتين متميزتين فى مسلسل ولاد الشمس وأشغال شقه جداً، الطيبة الزائدة مع المسئولية قدمتهما وظهرت كشخصية مركبة رومانسية لكنها أم لكل الأيتام فى ولاد الشمس، وكوميديانه ضيفة شرف فى مسلسل أشغال شقة جداً.
دنيا لفتت الانتباه فى مسلسل «100 وش» بإفيه أنا لا ليه قريب ولا غريب، ورغم أنها قدمت العديد من الأدوار سابقاً إلا أن هذا الدور يعتبر الأبرز فى مشوارها، هى ممثلة وكاتبة مصرية، تخرجت فى قسم الديكور بكلية الفنون الجميلة، والتحقت خلال فترة الدراسة بفرقة (الورشة) المسرحية، وشاركت قبل وبعد التخرج فى العديد من الأعمال المسرحية، حتى جاءتها الفرصة الأولى للعمل فى السينما من خلال فيلم (الخروج للنهار) ثم شاركت بعدها فى بطولة مسلسل (سجن النسا) مع المخرجة كاملة أبوذكرى.
حمزة العيلى من النجوم البارعين فى الأداء، وعلى مدار مشواره قدم العديد من الأدوار المميزة، ويعتبر من النجوم القلائل فى الوطن العربى الذى يجيد فن التقمص، نتيجة عمله فترات طويلة على خشبة المسرح، لكنه فى مسلسل «النص» برع فى الشخصية بشكل استثنائى منذ الحلقة الأولى وحتى الحلقة الأخيرة يعتبر جنان درويش وتشرده فى الشوارع وتقديمه شخصية مركبة خطيرة خلقت ثنائية ناجحة فى المسلسل مع أحمد أمين وقدما ثنائية مبهجة ومميزة.
حاتم صلاح من أكثر الشخصيات التى لفتت الانتباه أيضا، رغم تقديمه أعمالاً كثيرة مسرحية حققت نجاحاً، وانفراده بالبطولة المطلقة فى مسلسل «بواب العمارة» لكن دوره فى مسلسل اخواتى الذى ابتعد فيه تماماً عن الإيفيهات بتقديم شخصية طبيعية دون لزمة أو غمازات كما تميز بهما فى مسلسل «الكبير» لكنه فى مسلسل اخواتى مزج بين الأداء الكوميدى لشخص طبيعى تناول مخدر وشعر بأن دمه خفيف، ليقدم أداء بعيداً عن المبالغة، لتظهر شخصية فرحات ككوميديا بعيده عن التكلف.
من الوجوه التى أثبتت نجاحاً كبيراً فى رمضان هو الممثل الشاب أحمد عبدالوهاب، الذى نجح من خلال تجسيده عدة شخصيات كوميدية فى مسلسل «الكابتن» وقدم شخصية فادى فى «أشغال شقه جداً»، وهو يقدم افيهات غير مصطنعة، نجح خلالها فى لفت الأنظار خاصة أن الجمهور اعتاد عليه تراجيديان من خلال دوره فى مسلسل «الحشاشين».
وبعيداً عن الوجوه الشابة، هناك شخصيات لا يمكن الحديث عن الإضاءة والتميز إلا ويتم التطرق لحضورهم وظهورهم هذا العام وتعتبر النجمة انتصاراً من النجمات اللاتى تستحق هذا الوصف بأنها تفوقت على نفسها، هذا العام فهى لم تجد غضاضة فى تقديم شخصيات أكبر منها سناً، وأحياناً تلعب دور امرأة مسنة، حتى إنها تخلت نهائياً عن الباروكة وظهرت على طبيعتها لتصبح بدورها الأبرز هذا العام بين السيدات. تشارك انتصار فى رمضان الحالى فى أكثر من مسلسل، حيث تستكمل دورها «أم صابرين» فى المسلسل الكوميدى «أشغال شقة جداً»، وتقدم شخصية «مدام لولا» فى مسلسل «80 باكو»، وشخصية «إخلاص كابوريا» فى مسلسل «إش إش»، وتشارك أيضاً فى مسلسل «قهوة المحطة» الذى بدأ عرضه فى النصف الثانى من الشهر الكريم.
تجلت انتصار بدور مدام لولا، لتقدم أحد أفضل أدوارها، وتثبت أنها ممثلة كبيرة حقاً، تمنح أدوارها فهماً وحضوراً وثقلاً كبيراً، والمسافة الكبيرة بين هذا الدور ودورها البديع المؤثر فى حلقات أعلى نسبة مشاهدة فى العام الماضى يؤكد حجم موهبة هذه الممثلة العظيم.
الفنان دياب هو الشخصية الأكثر تأثيراً بين الوجوه الرجالية فى دراما رمضان، استطاع ان يتألق وسط باقة من النجوم اللامعة فى مسلسل «قلبى ومفتاحه»، فى دور أسعد بأداء لافت ومميز فى أحداث مشاهد المسلسل، فقد أبدع فى تقديم شخصية مركبة بكل براعة منقطعة النظير، ودرس الشخصية بكل أبعادها، وفهم البيئة التى يعيش فيها أسعد ودوافعه الشخصية، ما جعله يظهر على الشاشة ونصدق ما يقوم به، كان قادراً على التعبير بملامح وجه عما يدور داخله، ونظرة عينيه التى تتغير فى كل مشهد وعلى حسب الحالة التى يشعر بها، وتعتبر شخصية أسعد كثيرة التقلب، تارة نراها عصبية وهجومية، وأخرى نراها مبتسمة وعاقلة ويضع مصلحة والدته فوق كل شىء، وثالثة يكون حزيناً ويبكى مثل الأطفال، وأخيرة شخصية تعشق الانتقام لأى شخص يأخذ منه ما يحبه أو يريده، دياب ينضج كممثل عاماً بعد عام، ويصل إلى قمة النضوج بالشخصية المركبة هذا العام، وسط كوكبة فنية على مستوى الإخراج والتمثيل ليؤدى دوراً يكاد يكون الأقوى فى مشواره حتى الآن.
