بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

فرضت طهرة للصائمين وطعمة للمساكين| مصارف الزكاة بحسب الإفتاء

بوابة الوفد الإلكترونية

أعلنت دار الإفتاء عن قيمة زكاة الفطر 2025، والتي بلغت 35 جنيه بالنقود، وذلك عقب عرض كيفية يتم حسابها، مضيفة أن الرقم الموجود هو الأدنى ومن استطاع ان يزيد فليزيد.

كما أوضحت الافتاء عدد من الفئات للزكاة، مؤكدة إن زكاة الفطر فرضت طهرة للصائمين وطعمة للمساكين، سواء كانت حبوبًا أو مالًا.

 

مستحقي زكاة الفطر 2025

وأوضحت دار الإفتاء أن قيمة زكاة الفطر هي نفسها مصارف زكاة المال الثمانية، والتي ذكرها الله عز وجل في كتابه الكريم: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» [التوبة: 60].

وقالت دار الإفتاء في منشور سابق إن المستحقين لزكاة الفطر حسب الآية جاءوا كالتالي:

-الفقراء: وهو الشخص الذي لا يغطي احتياجاته الأساسية.

-العاملون على الزكاة: هم الجهات المعنية والمختصة لجمع وتوزيع الزكاة.

-المؤلفة قلوبهم وفي الرقاب: بموجب الاتفاقية الدولية لتحرير الرق التي وقعت في برلين عام 1860 ميلادية، تم إلغاء فرض الزكاة على الرقيق.

-الغارمون: الذين لا يستطيعون سداد ديونهم.

-في سبيل الله: وهم المجاهدون والغزاة في سبيل الله.

-ابن السبيل: هو المسافر الذي يجد نفسه بعيدًا عن بلده ولا يمتلك ما يكفيه للعودة.

والزكاة ليست مجرد عبادة مالية تُطهّر النفس وتزكيها، بل نظام متكامل يهدف إلى تحقيق التوازن في المجتمع وتعزيز قيم التكافل والعدل، وتتلخص أهميتها في الآتي:

أولًا، تكمن أهمية الزكاة في كونها وسيلة لتطهير النفس من الشح والبخل. قال تعالى في سورة التوبة: "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا"، فهي تُعلم المسلم الصبر والإيثار، وتُحرره من عبودية المال، مما يرفع من روحه ويجعله أقرب إلى الله. هذا البعد الروحي يجعل الزكاة ليست مجرد واجب، بل تجربة إيمانية تُعمق الصلة بين العبد وربه.

ثانيًا، تلعب الزكاة دورًا محوريًا في تحقيق العدالة الاجتماعية. من خلال توزيع جزء من ثروة الأغنياء على الفقراء والمحتاجين، تُقلّص الفجوة بين الطبقات، وتُساهم في القضاء على الفقر. المصارف الثمانية التي حددها القرآن في سورة التوبة (الآية 60) - كالفقراء، والمساكين، والعاملين عليها، وغيرهم - تُظهر شمولية هذا النظام الذي يضمن وصول المساعدة إلى كل مستحق، مما يُعزز الاستقرار الاجتماعي ويمنع انتشار الحقد والجريمة الناتجين عن الحرمان.

ثالثًا، للزكاة أثر اقتصادي كبير، حيث تُحفّز دوران المال في المجتمع بدلاً من تركيزه في أيدي قلة. عندما يُخرج الأغنياء زكاتهم، ينتعش الاقتصاد المحلي من خلال زيادة القوة الشرائية للفقراء، مما يُساهم في تنشيط التجارة والإنتاج. كما أنها تُشجع على الاستثمار بدلاً من ادّخار المال دون فائدة، لأن الزكاة تُفرض على الأموال الراكدة.

رابعًا، تُعزز الزكاة قيم التكافل والترابط بين أفراد المجتمع. إذ تجعل المسلم يشعر بمسؤوليته تجاه إخوته، فهي ليست صدقة تطوعية بل حق واجب للفقير في مال الغني، مما يُرسّخ مبدأ الأخوة الإسلامية. هذا الشعور بالمسؤولية المشتركة يجعل المجتمع أكثر تماسكًا وقوة.

فالزكاة ليست مجرد فريضة دينية، بل نظام حياة يجمع بين العبادة والاقتصاد والاجتماع، وأهميتها تتجلى في قدرتها على تطهير النفوس، وتحقيق العدالة، وتنشيط الاقتصاد، وبناء مجتمع مترابط. وفي زمن تتزايد فيه الفوارق الاجتماعية، تظل الزكاة نموذجًا فريدًا يُمكن أن يُلهم العالم لتحقيق الرفاهية والاستقرار للجميع.