الزاد
الإعلام والدراما.. تكليف رئاسي لبناء الوعي
(خلال حضوره حفل إفطار القوات المسلحة، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة بالغة الأهمية تتعلق بدور الإعلام والدراما في تشكيل وعي المجتمع المصري، مؤكداً أن الدولة تتيح الفرصة عبر التلفزيون الرسمي والقنوات الفضائية المصرية والمسلسلات المقدمة للعمل الإيجابي الذي يتميز بالجدية والالتزام.
وقال الرئيس بوضوح:
"احنا بنعطى الفرصة فى تليفزيونا و قنواتنا و مسلسلتنا للعمل الإيجابي اللى فيه جدية و التزام... وهنا بقول للناس فى مصر: اوعوا ترعوا الغث فقط والهزل فقط والكلام الذى لا يبنى أمة فقط... ابحثوا عن الصالح."
هذه الكلمات ليست مجرد رأي أو وجهة نظر، بل هي تكليف رئاسي واضح للفضائيات المصرية بضرورة تحمل مسؤوليتها في تقديم محتوى إعلامي ودرامي يساهم في بناء المجتمع، ويعزز قيم الجدية والالتزام، بدلاً من التركيز على الأعمال التي تكرس السطحية أو تسهم في نشر مفاهيم سلبية لا تفيد الوطن.
الإعلام.. بين الحرية والمسؤولية
لطالما كان الإعلام هو المرآة التي تعكس واقع المجتمع، لكنه في الوقت ذاته يعد أداة توجيه وتأثير على الرأي العام. فالمشاهد يعتمد على وسائل الإعلام لفهم ما يجري حوله، وتكوين رؤيته تجاه القضايا المختلفة، ومن هنا تأتي أهمية أن يكون الإعلام مسؤولًا، بحيث يوازن بين حرية التعبير والمسؤولية الوطنية.
عندما أكد الرئيس السيسي على أن التلفزيون المصري والفضائيات تمنح الفرصة للعمل الجاد والملتزم، فهو يلفت الانتباه إلى أن هذه المنصات قادرة على تقديم محتوى يعكس الواقع بصورة إيجابية، دون تهوين أو تهويل. فليس الهدف مجرد عرض الأخبار أو تقديم الترفيه، وإنما صياغة محتوى يخدم المجتمع، ويساهم في توعية المواطن، ويحافظ على الاستقرار.
لكن هذه المسؤولية لا تقع فقط على عاتق القنوات الفضائية، بل تمتد أيضًا إلى الجمهور، الذي يجب أن يكون واعيًا في اختيار المحتوى الذي يتابعه. فالمجتمع الذي يدعم الأعمال الهادفة هو الذي يحدد اتجاه الإعلام، لأن الطلب على المحتوى الجاد هو الذي يشجع القنوات على تقديمه.
الدراما.. بين التأثير والتوجيه
الدراما واحدة من أقوى أدوات التأثير في الوجدان والوعي الجمعي، فهي لا تكتفي فقط بعرض قصص مشوقة، بل تسهم في تشكيل الفكر، وتقديم نماذج مجتمعية يتأثر بها المشاهدون. ولهذا، فإن تقديم أعمال درامية تروج للسلوكيات الإيجابية، وتعزز القيم الأخلاقية، هو ضرورة وليست مجرد خيار.
تكليف الرئيس السيسي للإعلام والدراما بأن تكون منصات بناء، وليس مجرد أدوات ترفيه، يعكس إدراك الدولة لأهمية هذه القوة الناعمة. فالدراما التي ترسخ قيم العمل والالتزام والانتماء، وتعرض قضايا المجتمع بأسلوب يعزز الحلول بدلاً من تعميق المشكلات، هي دراما تساهم في بناء أمة قوية.
وفي هذا السياق، لابد أن يكون هناك دعم للأعمال الدرامية التي تسلط الضوء على الإنجازات الوطنية، وتعرض قصص نجاح حقيقية، بدلاً من التركيز على الأعمال التي تقدم العنف والفساد وكأنهما السمة الأساسية للمجتمع. فالمشاهد بحاجة إلى رؤية نماذج إيجابية يمكن أن تكون قدوة له، لا شخصيات سلبية تروج للفوضى والإحباط.
رسالة للرأي العام: لا تدعموا الغث والهزل
رسالة الرئيس لم تقتصر فقط على الفضائيات وصناع الدراما، بل امتدت إلى الشعب المصري كله، حيث قال بوضوح:
"اوعوا ترعوا الغث فقط والهزل فقط والكلام الذى لا يبنى أمة فقط... ابحثوا عن الصالح."
وهذه الجملة تختصر الكثير من التحديات التي تواجه الإعلام والمجتمع. فالجمهور هو من يحدد طبيعة المحتوى الذي يستمر. وإذا كان هناك دعم مستمر للأعمال التافهة أو السطحية، فإن ذلك سيؤدي إلى انتشارها على حساب المحتوى الجيد.
لذلك، من الضروري أن يكون لدى المشاهد وعي بمسؤوليته في اختيار ما يتابعه، لأن الإعلام والدراما يعكسان طلب الجمهور. فإذا ارتفع مستوى الذوق العام، فإن القنوات ستكون مجبرة على تقديم أعمال راقية، والعكس صحيح.
نحو إعلام ودراما تبني المستقبل
إن كلمات الرئيس السيسي خلال حفل الإفطار كانت بمثابة خارطة طريق للإعلام والدراما المصرية، حيث أكد أن الدولة تتيح الفرصة للإنتاج الجاد، لكنها في الوقت نفسه تدعو إلى مسؤولية مجتمعية في اختيار المحتوى الذي يتم دعمه ومتابعته.
المطلوب اليوم هو تعزيز التعاون بين الإعلاميين، وصناع الدراما، والجمهور، بحيث يتم تقديم أعمال تعكس هوية المجتمع، وتساهم في الارتقاء بالوعي، وتكون جزءًا من عملية البناء التي تشهدها مصر في مختلف المجالات.
فالإعلام ليس مجرد ناقل للأحداث، بل هو صانع للواقع، والدراما ليست مجرد قصص تروى، بل هي أداة توجيه للمجتمع. وعندما يصبح الإعلام والدراما في خدمة القيم الإيجابية، فإنهما يسهمان بشكل مباشر في بناء جيل أكثر وعيًا، وأكثر قدرة على مواجهة التحديات. تكليف الرئيس للفضائيات المصرية بتقديم محتوى إيجابي وهادف يعكس إدراك الدولة لأهمية الإعلام والدراما في صناعة الوعي. وإذا كان الهدف هو بناء أمة قوية، فإن الإعلام يجب أن يكون على قدر هذه المسؤولية، وأن يكون المشاهد شريكًا في هذه العملية من خلال دعمه للمحتوى الذي يخدم مستقبله ومستقبل بلاده.
الآن، يبقى السؤال الأهم: هل نحن مستعدون لتغيير طريقة تعاملنا مع الإعلام والدراما، لنكون جزءًا من الحل بدلاً من أن نكون مجرد مستهلكين لما يُعرض؟
و هنا لابد أن نشكر الرئيس عبد الفتاح السيسى لأنه انحاز لرأى الأسرة المصرية، التى تطالب دائما،بأن تكون الدراما هادفه، و تعمل على البناء و ليس الهدم، وهو الرأى الذى تبناه الرئيس.
️حذرنا فى نفس المكان من تراجع مستوى الدراما ...حذرنا ليس اليوم و لا امس ...لكن منذ انتشار هذه الموجة قبل سنوات ...الآن أصبح العنف ضمن البروتوكول الخاص بقبول أى عمل درامى