بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

مشهد نادر من القمر.. مركبة بلو جوست توثق خسوف الأرض من الفضاء

بوابة الوفد الإلكترونية

شهد العالم هذا الأسبوع خسوفًا قمريًا أذهل الكثيرين بجمال القمر المحمرّ، لكن بفضل مركبة الهبوط "بلو جوست" التابعة لشركة "فايرفلاي"، أصبح بإمكاننا رؤية هذه الظاهرة الفريدة من منظور مختلف تمامًا – من سطح القمر نفسه!  

 كيف بدا الخسوف من القمر؟  


بينما كان سكان الأرض يشاهدون القمر وهو يكتسي بوهج أحمر غامض في 14 مارس، كان المشهد من القمر مختلفًا تمامًا. من هناك، لم يكن الأمر خسوفًا للقمر، بل كسوفًا للشمس، حيث حجبت الأرض ضوء الشمس مؤقتًا عن سطح القمر.  

نشرت شركة "فايرفلاي" مقطع فيديو مذهل يُظهر هذا الحدث كما شوهد من مركبة الهبوط "بلو جوست"، حيث ألقت الأرض بظلالها على الشمس، مما أدى إلى ظهور ضوء أحمر غريب يغمر المركبة. وقد تم التقاط هذه الصور باستخدام كاميرا مثبتة على المركبة، ما أتاح لنا فرصة نادرة لرؤية تأثير هذه الظاهرة من خارج كوكبنا.  

 ما سبب اللون الأحمر الغامض؟  
وفقًا لبيان صادر عن شركة فايرفلاي، فإن اللون الأحمر الذي ظهر في الفيديو هو نتيجة انكسار ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض أثناء مرورها أمام الشمس. وأوضحت الشركة:  
"تم تجميع هذه الصور - التي التُقطت بسرعة بواسطة كاميرا سطح المركبة العلوية بإعدادات تعرض مختلفة - في مقطع سريع، حيث يظهر اللون الأحمر نتيجة انكسار ضوء الشمس خلال الغلاف الجوي للأرض، ما أدى إلى إلقاء ظلال حمراء على سطح القمر."  

وفي اللقطات الأولى من الفيديو، حيث تكون الإضاءة أكثر وضوحًا، يمكن رؤية كوكب الزهرة كنقطة صغيرة لامعة فوق الكسوف. وإذا دققت النظر، يمكنك أيضًا ملاحظة كوكب عطارد إلى يسارها، ما يجعل المشهد أكثر روعة. 

 

 مهمة "بلو جوست" على القمر  


نجحت مركبة "بلو جوست" في الهبوط على سطح القمر في 2 مارس، ومنذ ذلك الحين، بدأت بإرسال صور ومقاطع فيديو مذهلة، توثق لحظات استثنائية من سطح القمر، بما في ذلك لقطات لعملية الهبوط من منظور المركبة نفسها.  

وبالرغم من أن المهمة تقترب من نهايتها مع حلول الليل القمري، إلا أن المركبة لا تزال مستمرة في إرسال بياناتها حتى آخر لحظة. ومن المتوقع أن ترصد غروب الشمس القمري في 16 مارس، في آخر مهمة لها قبل أن تغرق في ظلام دامس مع انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات غير محتملة.  

أهمية هذا التوثيق العلمي  
توفر الصور والفيديوهات التي التقطتها "بلو جوست" بيانات قيّمة للعلماء حول كيفية تفاعل الضوء مع الغلاف الجوي للأرض عندما يُنظر إليه من خارج كوكبنا. كما أنها تساهم في تعزيز فهمنا للظواهر الفلكية من منظور مختلف، مما قد يساعد في المهام المستقبلية لاستكشاف القمر والكواكب الأخرى.  

 نظرة إلى المستقبل  
مع انتهاء مهمة "بلو جوست" قريبًا، تتطلع شركة "فايرفلاي" إلى إطلاق مهام جديدة لاستكشاف الفضاء، بما في ذلك إرسال المزيد من المركبات إلى القمر لدراسة سطحه بشكل أعمق. هذه الإنجازات تعزز من قدرة البشر على فهم الكون والتخطيط لمهام أكثر تعقيدًا في المستقبل، مثل إرسال رواد فضاء إلى المريخ أو إنشاء مستعمرات قمرية دائمة. 

تظل الظواهر الفلكية مثل الخسوف والكسوف مصدر إلهام للعلماء وعشاق الفضاء، وما يجعلها أكثر إثارة هو رؤية هذه الظواهر من زوايا جديدة بفضل التكنولوجيا الحديثة. ومع استمرار التطورات في استكشاف الفضاء، يبدو أننا سنحصل على مشاهد أكثر إثارة في المستقبل القريب!