«أخلاقنا.. نور طريقنا فى رمضان»
الأخلاق في التعامل مع الله: التوبة والاستغفار

شهر رمضان المبارك هو شهر الرحمة والمغفرة، شهر التوبة والإنابة إلى الله تعالى. فيه تتجلى أسمى معاني العبودية، وتتفتح أبواب الأمل أمام المذنبين والعاصين. إنها فرصة عظيمة لتجديد العهد مع الله، وتطهير القلوب من أدران الذنوب والمعاصي.
والتوبة هي الرجوع إلى الله تعالى، والإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العودة إليه. أما الاستغفار فهو طلب المغفرة من الله تعالى، وهو من أعظم العبادات التي يحبها الله.
وحث الإسلام على التوبة والاستغفار، وجعلهما من صفات المؤمنين المتقين. فالله تعالى يفرح بتوبة عبده، ويغفر له ذنوبه، مهما عظمت. قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]، وقال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135]. وللاستغفار فى وقت السحر: قال الله تعالى: "وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ" (آل عمران: 17).
ومن الأحاديث النبوية الشريفة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة" [صحيح البخاري]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" (رواه الترمذي)، وعن عبد الله بن عباس – رضى الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب» (سنن ابن ماجه).
وللتوبة النصوح شروط، كالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العودة إليه، ورد الحقوق إلى أصحابها إن كانت هناك حقوق للآخرين.
التوبة والاستغفار فى رمضان فرصة للتغيير، ومضاعفة الحسنات، فرمضان هو شهر التوبة والمغفرة، شهر تتضاعف فيه الحسنات، وتفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، فلنغتنم هذه الفرصة العظيمة، ولنتب إلى الله تعالى توبة نصوحًا، ولنستغفره من جميع ذنوبنا، فهو فرصة ذهبية للتوبة والاستغفار، فلنجعل هذا الشهر بداية جديدة لحياة مليئة بالطاعة والعبادة، ولنحرص على أن نكون من التائبين المستغفرين، الذين يفوزون برضا الله تعالى وجنته، وندعو الله تعالى أن يتقبل توبتنا واستغفارنا، وأن يجعلنا من عباده الصالحين التوابين. فلنجعل من شهر رمضان المبارك بداية جديدة لحياة مليئة بالطاعة والتقوى، ولنستغل هذه الفرصة العظيمة للتوبة والاستغفار، والعودة إلى الله تعالى بقلوب خاشعة ونفوس مطمئنة.